الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"هي أمي" قصيدة للأب دمسينكوس بكنيسة الروم الأرثوذكس بسوريا

الأب دمسينكوس راعي
الأب دمسينكوس راعي كنيسة الروم الأرثوذكس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على صدرها اتكَأتْ...
أيَّ شوقٍ... أيَّ حنانٍ...
وأيَّ حبٍّ تذوَقتْ...
هي أمّي
بين يديها...على صدرها...
يسكتُ الزمانُ ويصمتُ الوقتْ...
يكفيني فخراً نعم يكفيني
أنّي على صدرها اتكأتْ...

كانت ليَ الحضن الوثيرا...
كانت الأمان، كانت الحنان
وكانت لأحزاني ولدموعي مسحاً ومحواً وتبخيرا...
لظلمتي كانت نوراً
علمتني الصلاة
وكان حبها في قلبي ترتيلاً، تسبيحاً، مزاميراً وبخورا...

ببسمتها تضحك الدنيا...
يضحك الزمان وتبسم الأكوان...
في حناياها...
تُمسَحُ الدموع وتنتهي الأحزان...
في عينيها...
سلسبيل حبٍّ وأنهارٌ من حنان...
تحت قدميها...
جمال الفردوس وكل كنوز الجنان...
صلي لي يا أمّي
فبدعاكِ...
تنتفتح السماءُ ولنا ينصت الرحمان...

صلاة أمي منبع الهناء...
دعاء أمي مفتاح الرجاء...
إذ ترفع يديها للصلاة
تنحدر النعمة من العلاء...
ويلي إن أحزنت أمّي
إنه لأسهل أن أحزن السماء...
هي تستعطفها لي بدعاها
ولكن حزن أمي... يغلق دوني باب السماء...

ماذا أقدّم لك يا أمي...
ماذا يليق بك يارمز الجمال...
أأصنع لكِ تمثال؟
فأنت للحب والتضحية نموذج ومثال...
أأصنع لك أيقونة؟
فأنت أيقونة الإيمان الذي يهز الجبال...
أأتلو لأجلك صلاةً؟
فصلاتك تستعطف لي عرش الجلال...
ماذا أقدّم لك؟ ماذا أهديك؟
ماذا بالإمكانِ عنكِ أن يقال...
كل مايمكن أن يقدَّم
كل كنوز وخيرات الحياة
تحت قدميك تتلاشى وهماً وخيال...

لست بشاعرٍ... قلمي ليس بقلم شاعر... 
ولكن يملأ الكون شعراً ونثراً
يملأ البر والبحر، يملأ كل المنابر...
مافي قلبي الصغير نحوها
من حبٍ، من وجدٍ، ومن مشاعر...

يا أمي يا نور زماني...
يامن علمتني إنجيلي
يامن درستني قرآني...
إذا يوماً الموت وافاني
فإجعلي راحتيك أكفاني...
لا أريد من الدنيا شيئاً
كله باطل، كله فاني...
كفاني فخراً يا أمي كفاني...
أني على صدركِ إتكأتْ...

بقلم الأب دمسينكوس، بكنيسة الروم الأرثوذكس بسوريا.