الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تعرف على حكاية "وسيم" الشاب الكفيف.. ورسالة عبدالرحيم علي له

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بداية القصة
قابلته في منطقة أرض اللواء بالعجوزة، ضمن جولات صفحة صوت الناس بجريدة «البوابة» بالتعاون مع فريق عمل مكتب الدكتور عبدالرحيم علي عضو مجلس النواب عن دائرة الدقي والعجوزة، وذلك ضمن مجموعة كبيرة من الأهالي الذين يعرضون شكواهم.. وهذا ليس من قبيل العمل الروتيني ولكنه باب خير أسسه «علي» وحريص على متابعته باستمرار، والحمد لله فروعه باتت تغطي كل محافظات مصر، واصطف معنا كثير من أهل الخير حتى أننا بتنا مقصدا لا يُخيب رجاء من سأل إما بالمساعدة أو بوصول صوت الناس إلى المسئولين.



المشهد الأخير
نعود إلى «وسيم» وقبل أن أقص عليكم حكايته دعوني أخبركم بأهم مشهد في الحكاية أولا فإفشاء حكايات الخير مجلبة للمزيد والتحدث بالنعمة حث للآخرين على فعلها.. طرقت باب المكتب وكان الدكتور عبدالرحيم لتوه قد وصل وعلى وجهه جهد السفر، إلا أن «وسيم» ووالدته كانا ينتظران، فأخبرته أن هناك شابا فقد بصره في حادث ونحتاج أن نشد عضده، لم أكمل الجملة فقاطعني وطلب مني إحضاره على الفور، تهلل «وسيم» وقبل أول كلمة كانت الربتة على كتف الشاب ثم: «امتحنك ربنا بالأصعب.. وامتحنا بالأسهل.. فأنت في عنينا ابتغاء وده ومرضاته.. ما تحملش هم يا ابني».
لست في حاجة إلى أن أشرح ما تم بعد ذلك، لكن «وسيم» ووالدته خرجا متخففين من الهم والكدر اللذين أتيا به والفضل لله.



تمتمة الحكاية
فى هوامش كتاب الحياة يقبع «وسيم» الشاب العشرينى كغيره من الشباب الذين غافلتهم الدنيا بطعنة غادرة، كان يضحك فتشتبك ضحكاته مع طير السماء، تنسج لحنا يسرى أفئدة من حوله، كان يمشى فتلين الأرض لخطاه، يكتب الخطابات لمحبوبته ويذيلها بتوقيع «نور عيني»، آماله كانت تتلخص فى «كوشة وزفة»، أما المصاريف فلا حسابات لها فهو يعرف كيف يكسب قوت يومه من أى عمل بذراعيه المفتولتين.
فى يوم ما كان عمله يتطلب الانتقال إلى محافظة أخرى، جهّز أغراضه وهاتف «نصفه الآخر» يعبئ قلبه طاقة أمل تكفيه يومه على أمل أن يعود فى المساء وفى كفه «هدية لحبيبته»، بجوار شباك «الميكروباص» جلس يُحدق فى كل شىء، يقرأ الإعلانات واللافتات ويتصفح وجوه العابرين من هنا وهناك، وفجأة اصطدمت السيارة بأخرى، كان «وسيم» قد دخل فى غيبوبة وحين أفاق أدرك أن شمس عينيه غابت بلا رجعة وحل محلها ليل قاتم، كان الأمل ما زال يتجول فى طرقات المستشفى فطارده وسيم متكئا على يد حبيبته فى غرف كل الأطباء، حتى قفز الأمل من إحدى النوافذ تاركا عنوانا لنهاية أليمة لذلك الشاب العشرينى «تحتاج لشبكية ولا مجال لزرعها هنا».


عاد إلى مسكنه فى أرض اللواء لا يكتسب جديدا من الأصدقاء، فذهنه سجل نبرات صوت من يعرفهم، فى مسكن بسيط جلس مع حبيبته التى وثقت جوارها له بوثيقة زواج رسمية، لتكون عينه أنى ذهب أو ارتجل، فرضى وارتضى وتعايش، لكن هذا الشاب الوسيم البصير قلبا لا دخل له.. لا معاشا شهريا ولا مشروعا يدر عليه بعض الجنيهات.. قابلناه ونحن نسير على باب الله نتنسم رحماته، وكان «وسيم» درس الله لنا فى هذا اليوم، ونحن نغادره حملنا أمانة أن نكتب عنه لمحافظ الجيزة أو لرئيس الحى لتخصيص «كشك» له، أو لفاعل خير يساعده فى محنته.. تلك كانت رسالته، أما نحن فرسالتنا إلى كل أهل الخير «وسيم اختبار لنا من الله فلا تعبسوا ولا تتولوا عنه».