الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في مئوية 1919.. الثورة الملهمة

ثورة 1919
ثورة 1919
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعتبر ثورة 1919 أهم الثورات في عصر مصر الحديث؛ حث كانت ومازالت ملهمة للشعب المصري والشعوب العربية والأفريقية، ووصل تأثيرها إلى الهند وغيرها من الدول التي كانت تتطلع إلى الاستقلال فنالته.
ولإدراك أهمية وعظمة وقوة هذا الحدث الفارق في تاريخ مصر ودول العالم، يجب أن نُنحى كل ما كتبه المؤرخون عن ثورة 19، وما درسناه في الكتب عن أهداف الثورة وأسبابها وتأثيرها وغير ذلك من العناصر التقليدية التي حفظناها في أعوام الدراسة المتقدمة، ثم تناسيناها فيما بعد، ولننظر نظرة متعمقة للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أحاطت بالثورة في ذلك الوقت والتي يتضح فى ضوئها أسباب قيامها وملابساتها وما آلت إليه.
ومن هنا لن تشعر بقيمة هذه الثورة إلا إذا تخيلت أن بريطانيا العظمى في أوج مجدها وهزيمتها لدول المحور في الحرب العالمية الأولى، تنكسر أمام دولة لا تملك من أمرها شيئا، تنكسر أمام ولاية من ولايات الدولة العثمانية المنهزمة، بعدما بسطت عليها بريطانيا نفوذها وسطوتها وسلبتها خيراتها وقرارها، هل يمكن للإمبراطورية العظمى فى العالم أن تنكسر أمام مصر؟! من هنا تأتي مكانة ثورة 1919، في التاريخ المصري المعاصر، فهي الابن البكر للنضال المصري في العصر الحديث، الابن الذي أوجد اعترافا دوليا باستقلال مصر، وتمخض عنها دستور ما زال يضرب به المثل حتى الآن، هو دستور 23، وهى التي ناضل أصحابها ومفجروها ضد المحتل الأجنبي حتى أجبروه على الانسحاب، والهروب من الجحيم، فإذا بسعد زغلول ورفاقه يحولونها إلى جهنم التي لا يطيقون بها ملاذا، بل يقلمون أظافر الإمبراطورية المنتشية بالنصر الطازج على دول المحور في الحرب العالمية الأولى.
جاءت ثورة 1919، بعد أعوام من ثورة اليابان ضد محاولة التدخل البريطاني المهين فى سياستها، ومن هنا كانت مهمتها بسيطة مقارنة بثورة 19 التي جاءت ضد احتلال راسخ يمص دماء المصريين وخيراتهم وينال من عزتهم وكرامتهم ويحتل أرضهم.
وإذا كانت الحرب العالمية الأولى، قد نشبت 28 يوليو 1914، وانتهت فى 11 نوفمبر 1918، وصفت وقت حدوثها بـ«الحرب التي ستنهي كل الحروب»، وتم جمع أكثر من 70 مليون فرد عسكري، 60 مليونًا منهم أوروبيون، للمشاركة في واحدة من أكبر الحروب في التاريخ، والتي لقي فيها أكثر من تسعة ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني مصرعهم نتيجة الحرب، فقد ظلت مصر أسيرة منهوبة طوال هذه السنوات، صحافتها تحت الرقابة الأجنبية، إيراداتها في جيب الجيش البريطاني، فجاءت ثورة ١٩ منحت مصر اعتراف العالم بها ومنحتها عضويتها في الأمم المتحدة.