حذر بعض التجار والخبراء والمعنيين بزراعة البطاطس في مصر من حدوث أزمة بسبب ارتفاعات استيراد تقاوى البطاطس بعد زيادة الأسعار بشكل كبير حتى وصلت لـ46 ألف جنيه للطن، بعدما أعلن الدكتور أحمد العطار، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي بوزارة الزراعة، أن إجمالي ما جرى الانتهاء من استيراده من تقاوى البطاطس من عدة دول مختلفة من الاتحاد الأوروبي، استعدادًا للزراعات الجديدة سواء للإنتاج المحلى أو التصدير بلغت 112 ألف طنًا.
وأضاف رئيس الحجر الزراعي، أن جميع شحنات تقاوى البطاطس التى تم استيرادها، تنطبق عليها جميع الإجراءات والاشتراطات الفنية والحجرية، التى تتم زراعتها سواء للاستهلاك المحلى أو التصدير خلال موسم الزراعات الجديدة، حيث تم فحص جميع رسائل تقاوى البطاطس الواردة من دول الاستيراد بدقة فى موانئ وصول الحجر الزراعي، وفحص عينات منها معمليًا بمشروع العفن البنى بالبطاطس التى أكدت خلوها من الأمراض.
وكشف تقرير لوزارة الزراعة، أن استيراد تقاوى البطاطس، طبقًا للقرار الوزاري الأخير، الذى يحدد الضوابط والاشتراطات الواجب توافرها فى الاستيراد والمعمول بها فى مصر، موضحًا منع دخول الرتب المتخصصة التى تكون حساسة بالأمراض والحشرات، وتكون التقاوي المستوردة من مناطق الإنتاج الخالية من الأمراض الحجرية، وبشهادة صحة نباتية معتمدة من الجهات المسئولة ببلد المنشأ تثبت صلاحيتها كتقاوي، وإقرار ما يفيد استيفاءها للاشتراطات الحجرية المصرية، وخلوها من الحشرات والأمراض.
وفي هذا السياق، يقول
الدكتور جمال صيام خبير الاقتصاد الزراعي: إن البطاطس تعد من المحاصيل
الاستراتيجية لذلك لا بدّ وأن يكون هناك سيستم معين ودراسة جيدة قبل خطوة استيراد
التقاوي لعدم حصول كارثة في المحاصيل الزراعية، كما حدث في محصول الطماطم
والفاصوليا وغيرها من المحاصيل التي تسبب في مشكلة كبيرة للفلاح والمواطن بسبب
جودة المنتج.
وأضاف صيام، أن سعر طن البطاطس يصل إلى 47 ألف جنيه، موضحًا أن هذا الرقم كبير للغاية مقارنة بالأعوام الماضية،
مؤكدا أن سعر تقاوي البطاطس ارتفع إلى أكثر من ثلاث أضعاف سعره مما يعني أن محصول
البطاطس يحتاج إلى معجزة لتغطية تكاليفه.
وطالب من المسؤولين التدخل سريعًا للتحكم في المستوردين الذين يتلاعبون بالأسعار والضحية المواطن والفلاح بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج بجانب السماد والمبيدات وما شابه ذلك.
وفي نفس السياق، قال حسين أبو صدام نقيب عام الفلاحين: لا بدّ وأن يكون هناك ملف شامل في أزمة ارتفاع تقاوي المحاصيل الزراعية التي تعد خطر كبير يهدد الزراعة بسبب أن تكاليف المحصول لا تغطي تكلفته.
وأوضح أبو صدام، أن يكون هناك دور قوي وفعال من وزارة الزراعة وأن يكون عندها علم بكل كبيرة وصغيرة فيما يخص التقاوي التي تعد عمود أساسي في المحاصيل الزراعية والتي تدهورت بشكل كبير في الفترة الأخيرة بسبب عدم جودة التقاوي وتدني الإنتاج في محاصيل الطماطم والفاصوليا وغيرها مما تسبب في خسائر كبيرة للفلاحين.
وطالب تدخل المسؤولين والأجهزة في تحديد سعر طن تقاوي البطاطس لعدم ظلم الفلاحين بسبب تحكم بعض المستوردين في أسعار التقاوي.
