السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

مات "عم صالح".. والإهمال الطبي لا يزال عرضا مستمرا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مسلسل "الإهمال الطبي" عرض مستمر لا ينتهي، فلا يزال هناك بعض المسئولين الذين لا يراعون ضمائرهم، رغم انتشار المرضى الذين يبحثون عن أدنى حقوقهم التي نص عليها دستور الرحمة والإنسانية، قبل القانون والتشريعات، من رعاية صحية كاملة.


هذا الواقع الأليم عايشته محررة "البوابة نيوز" مع بطل جديد في فصل من فصول رواية الإهمال الطبي المتكررة، وهو عجوز يدعي "عم صالح" الذي توفى نتيجة الإهمال الطبي، ومعاناته مع مرض القدم السكري، فبرغم أنه كان بين الحياة والموت وكان من الممكن أن يتم إنقاذ حياته، إلا أن المستشفيات الحكومية رفضت استقباله وتركوا المرض ينهش في جسده حتى تغلب عليه وأنهى حياته.

وقبل أن يتوفى "عم صالح" بأيام التقت به محررة "البوابة نيوز" قائلة: على الرغم أنه كان كان يوم إجازتي الأسبوعية، إلا إنني ذهبت على الفور إليه للقائه بعد علمي بحالته التي يرثى لها، في محاولة مني لإيصال صوته إلى المسئولين وإنقاذه من المرض، ولكن هذا لم يحدث".


وتابعت: التقيت بـ"عم صالح الرجل الطيب"، ورايته في حالة صعبة جدًا طريح الفراش لا يستطيع التحدث وكأنه في لحظاته الأخيرة، وكان في استقبالي "عم سعيد" أحد أقاربه لأن أولاده تركوه بعد تدهور حالته الصحية.


وروى "سعيد" لـنا قصة "عم صالح" ومعاناته مع المرض، والإهمال الطبي الذي تعرض له ورفض عدد من المستشفيات لاستقباله، قائلا: "عندما قابلت الرجل العجوز بالصدفة ملقى بجوار مستشفى المنيرة وحالته الصحية صعبة جدًا حيث إنه مصاب بالقدم السكري وبسبب الإهمال يحتاج إلى عملية فورية لبتر قدميه حتى لا تنتشر الغرغرينا إلى باقي أجزاء جسده ويتوفى، ذهبت به إلى داخل المستشفى ولكنها رفضت استقباله وعاملتنا بمعاملة سيئة".


وتابع: "اصطحبت عم صالح إلى منزلي الموجود بأحد طرقات حارة الجمل بمنطقة السيدة زينب"، موضحًا: استغثنا بعدد كبير من الجرائد ونشرنا قصته على الفيس بوك في محالة لإنقاذه من الموت بعد فشلهنا في توفير سرير له في المستشفيات الحكومية لإجراء العملية، إلا أنه لم يتستجيب لنا أحد، حتى سقطت العصا من يد المايسترو ومات "عم صالح" ولا ينظر له أحد ولم تتحرك له جهة.


ومات "عم صالح" متأثرًا بمرضه، الذي يوجد مثله الكثير والكثير أمام المستشفيات الحكومية في انتظار دورهم للذهاب إلى بارئهم، ودمهم في رقاب المسئولين المتقاعصين عن آداء واجبهم وعملهم، فالبرغم من جهود الدولة والقيادة السياسية على رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، لإنقاذ المرضى والحملات التي تجوب المحافظات لعلاج كثير من الامراض التي يعاني منها المصريين وعلى رأسها حملة القضاء على فيرس سي، وحملة القضاء على قوائم الانتظار، إلا انه لا يزال هناك بعض المسئولين معدومي الضمير لا يتماشون مع توجيهات الدولة والرئيس لعلاج المصريين.