الإثنين 13 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

اليوم.. تذكار نياحة الأنبا أنطونيوس الملقب بـ"أب الرهبان"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنيح الأنبا أنطونيوس الملقب بـأب الرهبان، في مثل هذا اليوم من سنة 355م، حيث ولد عام 251 في بلد قمن العروس، من والدين محبين للكنائس والفقراء، فربياه في مخافة الله، ولما بلغ عمره عشرين سنة، مات أبواه فكان عليه أن يعتني بأخته.
وذات يوم دخل الكنيسة فسمع آية تقول، "إن أردت أن تكون كاملا فاذهب وبع أملاكك وأعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني". 
عاد إلى بيته مصمما على تنفيذ هذا القول واعتبره موجها إليه، فأخذ في توزيع أمواله على الفقراء والمساكين، وسلم أخته للسكن مع العذارى، ولم يكن نظام الرهبنة قد ظهر بعد، بل كان كل من أراد الوحدة، يتخذ له مكانا خارج المدينة. 
اعتزل أنطونيوس بعيدا عن الناس وتفرغ للنسك والعبادة وكان يعد لنفسه من الخبز ما يكفيه ستة أشهر كاملة ولم يسمح لأحد بالدخول إلى مكان عبادته واستمر على هذا الحال عشرين عاما، وهو يتعبد بنسك عظيم. 
ومضى إلى الفيوم وثبت الأخوة الذين كانوا هناك وفى فترة الاستشهاد ترك القديس ديره ومضى إلى الإسكندرية، وكان يفتقد المسجونين ويعزيهم. فلما رأي منه الحاكم عدم المبالاة، أمر أن لا يظهر بالمدينة مطلقا، لكنه لم يعبأ بالتهديد، وكان يوجهه ويحاجه، لعله يسوقه للعذاب والاستشهاد، 
وبتدبير من الله رجع مرة أخرى إلى ديره وكثر الذين يترددون عليه ويسمعون تعاليمه.
ورأى أن ذلك يشغله عن العبادة، فأخذ يتوغل في الصحراء الشرقية، ومضى مع قوم أعراب إلى داخل البرية على مسيرة ثلاثة أيام، حيث وجد عين ماء وبعض النخيل فاختار ذلك الموضع وأقام فيه، وكان العرب يأتون إليه بالخبز. 
بلغ صيته إلى الملك قسطنطين المحب لله، فكتب إليه يمتدحه، ويطلب منه أن يصلي عنه، ففرح الأخوة بكتاب الملك، أما هو فلم يحفل به.
وعن طريق روية عرف زى "الاسكيم"، وهو شبه حِزام من الجلد (منطقة) يلبسه الراهب، حينما يصير متوحدًا أو عندما يتقدَّم روحيًا ويدخل في حياة أشبه بالوحدة ولو في داخل الدير، وكان مرسوما عليه مجموعة من الصلبان.
ولما زاره القديس مقاريوس البسه زي الرهبنة وأنباه بما يسكون منه ولما دنت أيام وفاة القديس الأنبا بولا أول السواح، مضى إليه القديس أنطونيوس، واهتم به وكفنه بحلة أهداها إليه القديس أثناسيوس الرسولي "البابا العشرون". 
ولما شعر القديس أنطونيوس بقرب نياحته، أمر أولاده أن يخفوا جسده، وأن يعطوا عكازه لمقاريوس، والفروة لأثناسيوس، والملوطة الجلد لسرابيون تلميذه. ثم رقد ممددا على الأرض وأسلم الروح وقد عاش هذا القديس مئة وخمس سنوات.