الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جمال الغيطاني.. ناسج الحكايات

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عام 2016 اختارت اللجنة المنظمة لمعرض القاهرة للكتاب الأديب الراحل، جمال الغيطاني، الذى رحل عن عالمنا فى أكتوبر 2015، كشخصية للمعرض الذى تنطلق فعاليات دورته السابعة والأربعين، لتؤكد الاعتراف بمكانة الراحل فى الأدب العربي.
لم تكن بداية الغيطاني، الذى عمل مُفتشًا على مصانع السجاد فى القرى، تُنبئ بمستقبله الباهر، وجاء اعتقاله فى أكتوبر ١٩٦٦ بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسى سرى ليُغيّر مسار حياته، فأمضى فى أعقابه ستة أشهر فى المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادي، ثم أطلق سراحه فى مارس ١٩٦٧ ليعمل سكرتيرًا لـ«الجمعية التعاونية المصرية لصناع وفنانى خان الخليلي» ما أتاح له معايشة العمال والحرفيين، وكل هذا كان يُثرى فى تجاربه، ليُفرزها فيما بعد أدبًا.
تنوعت أدوار الغيطانى طيلة حياته بين الروائى والصحفى والمراسل من خط المواجهة، وجاء مشروعه الروائى فريدًا، استلهم فيه التراث المصري، ليخلق عالمًا روائيًا عجيبًا يُعّد اليوم من أكثر التجارب الروائية نضجًا، وجاء تأثره بصديقه وأستاذه العالمى نجيب محفوظ ليلعب دورًا أساسيًا مع اطلاعه الموسوعى على الأدب القديم، فساهم فى إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربى القديم بنظرة معاصرة جادة. كشف الغيطانى عن وجهه المُقاتل عقب صدور كتابه الأول، عندما عرض عليه المُفكر محمود أمين العالم، والذى كان يرأس «أخبار اليوم» أن يعمل معه، فانتقل للعمل بالصحافة، وبدأ يتردد على جبهة القتال بعد احتلال سيناء، فتفرغ للعمل كمحرر عسكرى بجريدة الأخبار حتى عام ١٩٧٦، فشهد حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر ثم زار لبنان، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران، وعاد ليترأس قسم التحقيقات، ثُم ترأس القسم الأدبى بـ«أخبار اليوم»، ثم ترأس تحرير سلسلة «كتاب اليوم»، ثم «أخبار الأدب» مع صدورها عام ١٩٩٣. 
كتب الراحل أول قصصه «نهاية السكير» عام ١٩٥٩، ثم نشر أول قصة فى يوليو ١٩٦٣ وهى «زيارة» فى مجلة «الأديب» اللبنانية، وفى نفس الشهر نشر مقالًا حول كتاب مُترجمَ عن القصة السيكولوجية فى مجلة «الأدب» التى كان يُحررها الشيخ أمين الخولى، ثم نشر عشرات القصص القصيرة فى الصحف والمجلات المصرية والعربية، ونشر قصتين طويلتين هُما «حكايات موظف كبير جدًا»، و«حكايات موظف صغير جدًا»، وصدر أول كتاب له عام ١٩٦٩، هو «أوراق شاب عاش منذ ألف عام»، مُتضمنًا خمس قصص قصيرة كتبها كلها بعد هزيمة يونيو، ولاقى الكتاب ترحيبًا من القراء والنقاد، حيث اعتبرها البعض بداية مرحلة مختلفة للقصة المصرية القصيرة.