السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

أم محمد: "مد الأيد عندنا في الصعيد من الكباير"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بين جدران تكاد أن تنقض على أصحابها، وقلوب أهلكتها المشقة، وألم لا تنتهي، وأوجاع تسرى فى دمائهم مسرى الدم، وآهات وصرخات، يد ترفع إلى السماء أحزانها، ورأس تنخفض وتتوالى الدموع، وجوه رغم كل ذلك الشقاء ناضرة بابتسامة، رُسمت عليهم كأنها تقول: «اللهم إن الحياة أشقتنا ونحن هنا ننتظر الفرج»، لا تحلم بقصر، ولا من يرمم جدرانهم التى ستسقط عليهم، لولا كرم الله عليهم، بأن يمنعها من السقوط على حد وصفها، فرغم ذلك تمتلك من القناعة ما يملأ الأرض. ملحمة من الشقاء والصبر سطرتها أم محمد صاحبة الخريف الأربعين، أم محمد هى الأسطورة الحقيقية، التى يجب أن تتغنى بها الناس فى وقت امتلأت به الحياة بأساطيرة هش من ورق تختفى إذا هبت ريح خفيف، تسطر أوجاعها بكلمات يملؤها الشكر وتضعك فى حالة من الوجع ولكن يكسوها الصبر، تحلم بأن يحقق الله أبسط أمانيها.
بلهجتها الجنوبية الأصيلة تحكي: «الستر هو أحسن نعمة ربنا إداهلنا، إنك متمدش إيدك لحد من الناس، وتقول الحمد لله فى كل حال، ومد الأيد عندنا فى الصعيد من الكباير يا ولدي، مينفعش الإنسان يعملها ولو كان هيموت لأن الموت دا شرف كبير للواحد مننا بس وهو رافع راسه، ربيت عيالى أنا أبوهم واشتغلت معاه فى قراط أرض وكبرتهم، تعب والمرض مسكه، بس هعمل إيه كملت الطريق وحدى وهو على السرير مريض، العوز أصعب حاجة على الإنسان، علمت وكبرت وعملت رسالتى فى الحياة، بس لسه بردو الرسالة ناقصة، كان نفسى أشوف بنتى وهى على الكوشة، ودى التانية بس الظروف وقفت الجواز مفيش حاجة فى أيدي، فهعمل إيه، أمر الله».
وتختتم حديثها: «هو مش حلم هو دعاء لربنا كل يوم بقوله إن حد يجهز بنتى، لا عايزة حد يبنيلى البيت ولا حد حتى يحس بيا ويدينى فلوس يساعد بنتى».