الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"محمد".. مهندس ميكانيكا صباحًا و"حكاء" ليلًا

محمد حسن
محمد حسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شغفته هواية الاستماع للحكايات والحواديت حبًا، منذ طفولته، فكان يميل لمجالسة الكبار والعارفين فى سن مبكرة، فحصد قدرًا لا بأس به منذ صغره، من القصص والمعلومات، أثرت ثقافته وعززت موهبته فى فن الحكى، فجمع بين عمله فى شبابه، كمهندس ميكانيكا، وموهبته كـ«حكاء»، فالحكى سر سعادته، ووسيلة يجد ضالته بها.
٥ سنوات تشهد على موهبة محمد حسن، مهندس الميكانيكا، الذى يبلغ من العمر ٢٨ عاما، فى ممارسة فن الحكى، وسط جمهور كبير ومتنوع، فى أنحاء كثيرة بالقاهرة، خلال حفلات تُقام بصحبة فريق البيانولا، التى تروى الحكايات على أنغامها المصرية والشرقية المختارة، فالجماهير المستهدفة هم الكبار شبابًا كانوا أو مسنين، لأن الحدوتة فى هذه المرة، لم يلقها «الحكاء» للنوم، وإنما للتعلم والنصيحة غير المباشرة.
ويقول «محمد»: «فى طفولتى كنت أحب مجالسة جدى والكبار للاستماع لحكاياتهم، ورغم أنها كانت تفوق سنوات عمرى وأيضًا استيعابى، لكنها كانت ممتعة للحد الذى دفعنى للاستفسار عن كل كلمة، ما زاد معلوماتى ونمى إدراكى، وصرت محبا لإلقاء الحكايات بين أفراد عائلتى، وكانت تشجعنى والدتى، وحكاياتها المتجددة كانت سببًا فى إثراء معلوماتى، كما أن أصدقائى بعد التحاقى بكلية الهندسة، كنت أمارس بينهم تلك الهواية، فنال أدائى إعجابهم، وأيضًا اختياراتى فى القصص، ما دفعهم لتحفيزى باستمرار على التطوير من نفسى، وبدأت حضور ورش تدريبية، وتتلمذت على يد الحكاءة «عارفة عبدالرسول»، التى كانت نصائحها لى دومًا «كن طبيعيًا ولا تتكلف لتصل للقلوب»، وأصبح اليوم لى جماهير يقصدون حفلاتي».
ويضيف: «يسود فهم خاطئ، لدى البعض، وهو أن الحكايات مقتصرة على الصغار، نلقيها عليهم قبل النوم، إنما الحكايات فن وتراث، وقصص نقلتها الكتب السماوية، منذ قديم الأزل، وأيضًا السيرة الهلالية وألف ليلة وليلة، وغيرها من الروايات والسير الشهيرة، ألقيها على الكبار، بدءًا من عمر ١٤ عام مرورًا بكل الأعمار، بهدف العلاج النفسى والنصيحة غير المباشرة، فى أماكن مخصصة نقيم بها حفلات، يستغرق زمنها الساعة والنصف، لألقى خلالها ١٥ حدوتة، على نغمات الموسيقى المصرية والشرقية، على أن أتبع نمطًا عصريًا وواقعيًا فى الحكى، محاولًا الوصول وجدانيًا لمن يستمع لى، متجنبًا الحديث عن الجنس والدين واللون، حريصًا على توجيه رسالة ذات جدوى فى كل واحدة منهم، بالإضافة إلى حسن استخدام أدواتى المؤثرة فى الجمهور، وهى انفعالات الوجه والأداء بالصوت ووقفتى أمام الجمهور، وأن أكون طبيعيًا».
ويتابع «محمد»: «دراستى بالهندسة أفادتنى كثيرًا فى عملى كـ«حكاء»، تعلمت النظام وحسن التخطيط، ما أفادنى كثيرًا فى إدارة عنصر الوقت، كى لا يمل المستمع، كما أننى استطعت سرد قصص من ألف ليلة وليلة، وقصص تراثية شرقية، بحذف الحكايات غير اللائقة منها، دون خلل فى ترابط النص، كما ساعدنى فى التنسيق بين عملى كمهندس وحكاء».
ويضيف «محمد»: العلاج النفسى ليس فقط فضفضة، وإنما استماع أيضا، ممكن يصادف حكاية، سمعها مستمع لحكاية فى حياته، وتكون رسالة له توجهه أو تريحه، وأكثر ما يسعدنى أن أرى الجمهور متفاجئ بالأحداث ومتشوق للنهاية، كما أن الجمهور يلجأ إلى لاستشارتى فى بعض أمورهم الشخصية بل يصل الأمر لطلبهم عرض حكاياتهم على الجمهور دون ذكر أسمائهم».
ويختتم: «أكثر ما يسعدنى كـ«حكاء» أنى عرفت أن تراثنا المصرى خاصة والشرقى عامة ثرى وغنى، وشعبنا جميل بطباعه وموروثاته القديمة وثقافته الجديدة»، مؤكدًا أن «مصر فيها حاجة حلوة»، و«كل يوم أتأكد أن السعادة وراحة البال هى المائدة الوحيدة التى تجمع الشعب بجميع أطيافه عليها».