الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

رأفت الدويري.. رائد تطويع المسرح للتراث

رأفت الدويري
رأفت الدويري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ولد الكاتب والمخرج المسرحي رأفت الدويري عام 1937 بقرية "الدوير" في أسيوط، من أب فلاح بسيط، بدأت رحلته التعليمية بالمدرسة الأمريكاني، ثم انتقل بعد ذلك إلى القاهرة لاستكمال دراسته وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وقد تأثر بنشأته وديانته، وبدأ في القراءة وانكب على الكتب الأدبية والمسرحية، وتحول سريعا في خلق مسرح مصري له صبغة شعبية، ولعله نجح في ذلك من خلال أعماله التي قدمها خلال الثمانينات، التي جعلته يحصل على جائزة الدولة التشجيعية عام 1983.
الدويري، والذي رحل عن عالمنا اليوم الثلاثاء، قال عنه عبد العزيز حمودة في مقدمة مسرحية "التلات ورقات": "إن رأفت الدويري اختار لنفسه طريقا واضحا منذ البداية لم يَحِد عنه، وهو طريق التراث المتوارث في حياتنا، فقد جمع بين احتفالية الطقوس الشعبية وبين حرفية فن المسرح، وأن أهم خصائص مسرحه هي قدرته على تقديم ضفيرة مركبة ومعقدة تتصف بالثراء والقدرة على الإيحاء المستمر والاشارة إلى علاقات جديدة بين جزيئات العمل الفني في كل مرة نقرأ فيها مسرحية له".
سعى "الدويري" في توظيف التراث في مسرحه، انطلاقا بمبدأين هما الوعي الجيد بأبعاد التراث، والآخر الوعي بأبعاد الواقع، فقد غاص في التراث ونهل من شعبه المختلفة وقدمه في صورة غير تقليدية أي صورة تجريبية على كافة المستويات، فأنتج صيغة مسرحية، تبدأ من التراث باعتباره موضوع البحث عن الهوية وتنتهي بالحاضر بتقنياته، وأفكاره المتقدمة التي تحمل هدفا تنويريا ذات توجه نقدي سياسي واجتماعي.
قرر "الدويري" أن يخلق لنفسه رؤيته الخاصة شخصيات مجسدة من صنعه تعيش أحداث وأزمات يقتصها من الواقع مصيغا إياها داخل البناء الدرامي الخاص به، ليعد أحد أهم كتاب فترة الثمانينيات في المسرح المصري، وذلك من خلال ثقافته المتنوعة وإطلاعه للعديد من التجارب المسرحية على مستوى العالم، التي جعلته يحرص على كل كتاباته في الحفاظ على النهج التراثي، ولعل تنوع إنتاجه المسرحي يغري أي باحث في دراسته ورصده لملامحه المسرحية.
كتب الدويري العديد من الأعمال المسرحية من بينها "الواغش، ليه ليه، قطة بسبع ترواح، شكسبير في العتبة، بدائع الفهاوات في وقائع الأزمان، لاعب الثلاث ورقات، الكل في واحد، وغيرها من الأعمال، وقد أخرج له المخرج اميل شوقي آخر أعماله المسرحية وهي "سلقط في ملقط" وقدمت على خشبة مسرح الطليعة، بالإضافة إلى مقالاته النقدية.