أقامت جمعية مساعدة الكنائس الشرقية (Cnewa) بكندا، حفل عشاء خيري، وحضر الحفل الكاردينال توماس كولينز رئيس أساقفة تورونتو والمطران مار باواي سورو راعي أبرشية مار آدي للكلدان في كندا وعدد من الآباء الكهنة العراقيين والكنديين وجمع غفير من المؤمنين الذين شاركوا في الحفل من أجل دعم كنائس الشرق وأبنائها الذين يتعرضون للاضطهاد والتعسف والظلم، كما حضر أيضًا آندرو شير زعيم حزب المحافظين الكندي.
وفي كلمته مار باواي سورو راعي إيبارشية مار آدي للكلدان شدد على أهمية الدور الذي لعبه المسيحيون العراقيون وخاصة الكلدان الذين يمثلون الغالبية العظمى منهم في تأسيس الحياة المدنية في العراق وإرساء دعائم الحضارة عبر التاريخ، وتطرق لذلك من خلال ثلاثة محاور بدأها بأن الكلدان هم شعب إيمان وأنهم شعب عطاء وأنهم شعب رجاء.
وقال إنهم شعب إيمان لأنهم من خلال السبي البابلي الأول والثاني عاصروا الشعب اليهودي واكتشفوا عمق الغنى الإيماني الذي يحمله هذا الشعب طيلة (70) عاما مما مهد بعد فترة لدخول المسيحية للعراق، لهذا تربط بينهم وبين الشعب اليهودي هذه الأواصر من خلال خبرة السبي رغم أنها خبرة سلبية،إلا أنها كانت خبرة إيجابية من ناحية قبول الإيمان بالمسيح المنتظر.
والكلدان شعب عطاء لأنهم مع مطلع القرن السابع وبدخول العرب المسلمين إلى العراق لعبوا دورا مهما في الحضارة العربية الإسلامية من خلال الدور الثقافي الذي لعبوه في ترجمة الكتب المختلفة من اليونانية إلى السريانية ثم إلى العربية وتأسيس الجامعات والمدارس المختلفة. وبعد قرون عدة وفي الوقت الذي كانت فيه أوربا تعيش في عصور مظلمة، لعب العرب المسلحين بالثقافة التي تلقوها من الكلدان والمسيحيين المشرقيين الآخرين دورا كبيرا في مساعدة أوربا للنهوض من عصورها المظلمة، حيث نهظت وعادت لرقيها من خلال عصر النهظة بعد قرون، ولتعود وتغني منطقة الشرق الأوسط والعراق بشكل كبير، لذلك نرى أن هذه الحركة الدائرية في انتقال المعرفة والثقافة بدأت مع الكلدان ومن الكلدان، ومن خلالهم شعت إلى العالم أجمع.
والكلدان شعب رجاء، لأنهم مع كل الإضطهاد الذي واجهوه عبر ألفي عام لا زالوا متمسكين بالأرض رغم نزيف الهجرة الذي ساهم في تدهور العدد الذي كان يعيش في العراق في العصور الماضية ليصل حاليا لأقل من 1%، لكن مع كل هذا بقي الكلدان إلى يومنا هذا سواء داخل العراق أو خارجه متمسكين بوطنيتهم واخلاصهم لبلدهم العراق ومع كل التهجير الذي تعرضوا له ما زالوا علامة مصالحة في النسيج الاجتماعي العراقي من خلال الدور الذي يلعبه نيافة الكاردينال البطريرك مار لويس ساكو الذي يحاول أن يجمع الصف الوطني من خلال شهادته للإيمان المسيحي وانتمائه الوطني الأصيل.