الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حكايات من "باب البحر".. عم منصور: أنا أكبر مورد "مقشات" لـ"الحكومة"

عم منصور
عم منصور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في شارع شعبي «باب البحر»، كما يسمى، والذي ظل طوال حياته يتعلمها من أصحاب الحرفة، وتحدى ذاته فى تلك المهنة من أجل سد احتياجات والديه، واستمر يمارسها حتى شاب شعره وشاخ الزمن عليه، لم يرثها من أجداده، بل حرص على إكسابها للأجيال المقبلة، إلا أنهم رفضوا تعلُمها، ويصفونها بمهنة المتاعب والشقاء، خاصة أنها تعتمد على الأعصاب - على حد وصف - عم منصور.
وسط نظرات حزن تبدو على ملامح وجه عم منصور، يسيل العرق من جبينه، ويحمل فى يديه قطعة خشبية، وبها أسلاك حديدية يربطها الخيوط البلاستيكية؛ ليصنع منها «مقشة» يقبل عليها هيئات النظافة الحكومية لشرائها بكميات كبيرة تغطى أنحاء الجمهورية، وهذا كان مضى، ولكن فى الوقت الحالى انتصر المنتج المستورد على التصنيع المحلى رغم انخفاض سعره، وسط حالة من الركود التام الذى انقض على المهنة بل جعلها آيلة للانقراض لفرار أصحابها من إنتاجها.
يقول عم منصور: «عندى ٦٦ سنة، واتعلمت إزاى أصنّع مقشة البلدية، واشتغلتها من غير ما أورثها من حد»، مشيرًا إلى أن أكثر الفئات إقبالًا عليه هى الجهات الحكومية وبالتحديد هيئة «النظافة»، معربًا عن قلقه الشديد من انقراض المهنة مع مرور الوقت، مضيفًا: «قليل اللى بيشتغلها دلوقتي، لأنها شغلانة أعصاب».