الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حصاوي والفاشل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

(المواطن الغلبان حسن حصاوي يغشى عليه من حين لآخر، وعندما يفيق لا يفهم ما حدث حوله من تغيرات).
(حصاوي لا يذوق النوم بسبب معارك جاره الأستاذ إسلام وزوجته الست ريّا، التي تشرشحه يوميًّا وتتعارك معه بأدوات المطبخ وأثاث الشقة).
(ويصادفه حصاوي على السلم ويجده مصابًا في وجهة فيأخذه للمقهى)..

حصاوي: معلش، بتحصل في أحسن العائلات. ما تزعلش مني أنت برضه الحق عليك.
الجار:في إيه بقى؟
حصاوي: يعني ما تآخذنيش، مهمل في شكلك وهيئتك. حد يسيب دقنه دا كله من غير حلاقة؟ دا شكلك يخوفوا بيه العيال.
الجار:أحسن.
حصاوي (مستدركًا بقلق): إذا كنت قاصد كدا سنّة يعني، مش وحش. دا بالعكس نور الإيمان منور جبينك وشكلك كده أحسن.
الجار:أنا لا قاصد ولا مهبب. أنا ما ليش نفس للأكل ولا الشغل ولا لمراتي ولا العيال، وأنت عايزيني أحلق دقني وأسبس شعري؟ مش ناقص غير أحط كولونيا.
حصاوي: حصل إيه كفى الله الشر؟
الجار: الدكتور قالي عندي اكتئاب حاد.
حصاوي: الاكتئاب بقى عادي خالص. بس ما كنش يصح تنزل الشارع بجلابية النوم.
الجار:وهو بكيفي؟ ما هي طردتني من غير ما أغير هدومي حتى.
حصاوي: يعني مش قاصد تلبس جلابية بيضا قصيرة، وخُفّ في رجلك؟
الجار: الجلابية قديمة وكشت من الغسيل. أنا مش لاقي اللضا، وليه وليه قلت لها اقفلي التليفزيون.
حصاوي: مالكش حق، فيها إيه لما تسيبها تتفرج وتفك عن نفسها؟
الجار:ولما تجيلي فاتورة النور بميتين وتلتميت جنيه أدفعها منين؟
(يدخل رجل من خارج الحي ويجلس على مائدة قريبة منهما)
حصاوي: هي مراتك كانت بتتفرج على إيه؟
الجار:الجدع أبو دم تقيل دا اللي اسمه باسم يوسف.
(الرجل الذي هم بقراءة جريدته ينظر للجار باهتمام)
الجار:ومش فاهم هي بتضحك على إيه؟ على خيبتنا؟ عَ القرف اللي شايفينه؟
الرجل:(متدخلاً) عندك حق والله يا أخ.
الجار: ليل ونهار مظاهرات وشتايم، وناس بتنصاب وناس بتتقل، عشان إيه؟ ما يروحوا يشوفوا شغلهم ويفضوها سيرة.
الرجل:ينصر دينك يا أخ. لو كل الناس زيك ما كنش بقى دا حال البلد.
الجار: أنا ما بقيتش عارف أعمل معاها إيه؟ هاين عليَّا أطلقها.
الرجل: ينصر دينك كمان مرة. لا تتردد.
حصاوي: ليه كدا؟ ما الطيب أحسن.
الرجل: النساء ناقصات عقل ودين. وعمومًا ممكن ما يطلقهاش لكن يتزوج عليها.
الجار:وهو أنا لاقي آكل عشان أجوِّز عليها؟
الرجل:لا تيأس من رحمة الله.
الجار:واللي مجنني إنها طول النهار تقولي يا فاشل بمناسبة وبدون مناسبة.
حصاوي: فعلاً. طول الوقت تقول له يا فاشل، والكلمة دي ممكن الناس تفسرها بمعنى وحش؛ لأنها مراته وعارفاه كويس.
الرجل:بالعكس، الكلمة دي هتبقى وش السعد عليك.
حصاوي: إزاي بقى؟
الرجل: ملتحي ما شاء الله، ولابس جلباب أبيض قصير وخف في رجلك، وبتسمع كلام مراتك، وفيه جرح في جبينك من ضربة طوب في المظاهرات.
الجار:دي مراتي هي اللي ضربتني.
الرجل (مقاطعًا): ومشهور عنك إنك فاشل. كل دا بيرشحك تكون وزير مهم في الوزارة اللي جاية، إن ما كنتش تبقى رئيس الوزارة نفسه. بس فيك عيب واحد.
الجار:إيه هو؟
الرجلبتسمع كلام مراتك، لكن دي هتتحل لما أجوزك أختي، بشرط تسمع كلامها وكلامي أنا بس. اتفقنا؟
الجار:أيوه بس أنا ما بفهمش...
الرجل (مقاطعًا): إيدك نِقرا الفاتحة.
( حصاوي يغشى عليه)