الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

صحيفة أمريكية: فتش عن الدور الإيراني في قضية خاشقجي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت صحيفة «ذا نيويورك صن» الأمريكية أن «نظام الملالي» الحاكم في إيران هو المستفيد من نجاح أي محاولة للإضرار بالعلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، على خلفية واقعة اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي قبل أكثر من أسبوعين في مدينة إسطنبول التركية.
ودعت الصحيفة إلى توخي الحذر من الدور الإيراني في الواقعة، التي تحاول بعض الأصوات ووسائل الإعلام ذات الصلات المشبوهة بقطر وجماعة «الإخوان» الإرهابية استغلالها للنيل من المملكة ودورها الإقليمي والدولي، رغم عدم وجود أي دليل يثبت -ولو على نحوٍ واهٍ- وقوف الرياض وراءها. 
وحذرت «ذا نيويورك صن» في هذا السياق من أن أي إجراء أمريكي سلبي حيال السعودية، سيصب في صالح قوى إقليميةٍ ذات تأثيرٍ مُخربٍ «خاصة الدول المعادية للولايات المتحدة مثل إيران»، التي تتخذ إدارة الرئيس دونالد ترامب مواقف صارمةً إزاءها، تختلف عن تلك التي كانت تتبناها إدارة باراك أوباما، وهو ما تجلى في قرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي الدولي الذي كان قد أُبْرِمَ مع طهران قبل سنوات، وإعادته فرض عقوباتٍ على «نظام الملالي». 
وفي مقال يحمل عنوان «فلنأخذ الحذر من إيران في قضية خاشقجي»، قال الكاتب بيني أفيني، إن الرئيس الأمريكي يواجه «معضلته الدبلوماسية الأصعب» على صعيد التعامل مع هذا الملف، الذي وافقت السعودية على أن تشكل بشأنه فريق تحقيقٍ مشتركا مع تركيا لكشف غموضه.
وأبرز أفيني العداء الصارخ الذي يضمره النظام الإيراني سواء لدول الجوار الخليجي أو للغرب، خاصةً الولايات المتحدة، مُشيرا إلى ما تشهده الشوارع الإيرانية من ترديد هتافاتٍ من قبيل «الموت لأمريكا»، وشدد الكاتب على أنه ينبغي ألا تخرج «طهران رابحةً» من الأزمة الحالية بأي شكلٍ من الأشكال.
وشبّه حكام النظام الإيراني بأسماك القرش التي تثيرها رائحة الدماء لتنهش ضحاياها، مؤكدا أن ما يُروى حول حادثة فقدان أثر خاشقجي في إسطنبول «ليس القصة كاملةً، فبينما تشتم إيران رائحة الدماء في الماء، يدافع مناصروها الغربيون عن إنهاء التحالف القائم بين واشنطن والرياض». 
وفي تحذيرٍ ضمنيٍ من التفكير في اتخاذ أي إجراءاتٍ متهورةٍ ضد المملكة، أكد المقال عمق العلاقة التي تربط بين القيادة السعودية ومواطنيها وقوتها، قائلا إنه «قد يكون من الصعب الفصل» بين الوطن والأفراد في هذه الحالة. وشدد على أنه يتعين تجنب الإقدام على كل ما يؤثر بالسلب على استقرار هذا البلد. 
وقال أفيني، إنه لن تكون هناك دولة أكثر سعادة من إيران حال حدوث هذا الاحتمال، لاسيما في ظل استمرار القلاقل والفوضى التي تضرب أنحاءً مختلفةً من منطقة الشرق الأوسط. 
وشددت «ذا نيويورك صن» على المخاطر البالغة التي قد تنجم عن أي إضرارٍ بمكانة السعودية، قائلةً إن ذلك سيؤدي إلى حدوث قفزةٍ في أسعار النفط، وهو ما قد يقود إلى تعرض أمريكا لضغوطٍ للتخلي عن العقوبات النفطية، التي يُفترض أن يُعاد فرضها على إيران في غضون أسابيع قليلةٍ من الآن. 
بجانب ذلك، حذرت الصحيفة الأمريكية من أن إضعاف العلاقات بين واشنطن والرياض، سيفضي إلى إحداث ضررٍ بالغٍ بالجهود الرامية لمواجهة محاولات التوسع الإقليمي التي تقوم بها إيران، وهي المحاولات التي تضطلع السعودية بدورٍ محوريٍ في التصدي لها، باعتبار أنها أحد أبرز الحلفاء العرب لأمريكا في هذا الصدد، وأبرز أفيني الجهود المحمومة التي يبذلها البعض في الغرب ممن يتخذون مواقف منحازة لإيران، من أجل استغلال الضجة المُثارة حاليا بشأن اختفاء خاشقجي، لدفع الرئيس الأمريكي لإعادة النظر في قراره الانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في عهد سلفه أوباما مع طهران.
وأشار الكاتب إلى المزاعم التي يروجها هؤلاء من أن نبذ هذا الاتفاق ناجمٌ عن تحالفات ترامب الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط وليس عن مصالح الولايات المتحدة واعتبارات أمنها القومي، وقال إن من يتبنون هذه الادعاءات ويرددون الأكاذيب بشأن السعودية ودورها الإقليمي، هم أنفسهم من كانوا وراء غض إدارة أوباما الطرف عن الفظاعات والجرائم التي ارتكبتها إيران خلال الصراع الدموي الدائر في سوريا منذ منتصف مارس 2011.
وأكد المقال أن تلك الجرائم الإيرانية بدأت منذ وصول الملالي إلى سدة الحكم في طهران منذ أربعة عقودٍ تقريباً، قائلاً إن نظامهم الديكتاتوري الدموي دشن عهده باحتجاز «52 دبلوماسيا أمريكيا، ظلوا رهائن لمدة 444 يوما».
كما تطرق أفيني إلى الأنشطة التخريبية التي تنخرط فيها إيران عبر «دميتها اللبنانية، حزب الله الذي فجر ثكنات قوات مشاة البحرية الأمريكية -المارينز، وكذلك سفارة الولايات المتحدة في بيروت» خلال ثمانينيات القرن الماضي. 
وأشار الكاتب في الوقت نفسه إلى أن أمريكا «لم تفعل شيئا لمعاقبة إيران، بعد فضح محاولة اغتيالٍ كانت تستهدف» وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال شغله منصب سفير بلاده في واشنطن قبل سنوات. 
ونقل مقال «ذا نيويورك صن» عن مسؤولي مؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» -وهو مركز أبحاثٍ معني بشؤون الأمن القومي الأمريكي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة يتخذ من واشنطن مقرا له- تأكيدهم على أن الكثيرين ممن «كانوا يلتزمون الصمت (في أمريكا) حيال انتهاكات إيران لحقوق الإنسان أو استخدامها للإرهاب في دول أخرى، حريصون الآن على رؤية أزمةٍ مع شركائنا في الخليج» تخرج عن نطاق السيطرة. 
من جهةٍ أخرى، لم يغفل بيني أفيني الإشارة إلى الازدواجية الصارخة التي تتعامل بها تركيا -وهي الدولة التي اختفى فيها الصحفي السعودي- مع الأزمة الناجمة عن هذا الاختفاء، قائلاً إن ذلك البلد هو إحدى أكثر دول العالم زجاً للصحفيين في السجون، وأضاف أن أنقرة تورطت كذلك في «اختطاف -وفي بعض الأحيان- قتل شخصياتٍ مُعارضة» لسياسات النظام الحاكم فيها على مدار سنواتٍ طويلةٍ.