الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عشماوي مفخخ وآخر على اللاب توب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما أستعد لكتابة مقالى هذا فكرت فى رصد صورتين، الأولى للشهيد البطل أحمد منسى والثانية للخائن الإرهابى هشام عشماوي، وما إن استجمعت خيوط الفكرة حتى فوجئت بالسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى يذكرها فى كلمته نهاية الأسبوع الماضى، فحرق المقال، ولكن عشماوى لا يمكن أن يمر هكذا دون الاحتفال بسقوطه.
يرى خبراء متابعون أن عملية القبض على الأفعى عشماوى هى عملية استخباراتية من الطراز الأول تغلفها شجاعة منقطعة النظير، درنة الليبية التى هى أصعب من جبال تورا بورا الأفغانية يتم اقتحامها والعودة بالصيد الثمين، والمقارنة هنا بين عملية القبض على أسامة بن لادن وبين عملية القبض على هشام عشماوى واجبة، بن لادن عاد إلى أمريكا جثة منتهية الصلاحية على عكس عشماوى الذى رأينا صورا له بعد القبض عليه حيًا يتنفس يتحرك ويتكلم، وكونه حيًا ويتكلم يربك عواصم عدة وأجهزة فى دول مختلفة وعناصر مستترة فى أماكن مختلفة من كلام عشماوى المنتظر.
وبعودة الارهابى الخائن هشام عشماوى إلى مصر يمشى على قدميه، نستطيع القول، إن التاريخ سوف يسجل هذه العملية النظيفة بحروف المجد، نعم بذل الجيش الوطنى الليبى جهودًا مُقدرة، واستطاع بمصداقية أن يلتزم بالتعاون الجاد مع القاهرة، فالحدود المصرية الليبية التى تم إهمالها لسنوات طوال أنتجت عمليات مؤلمة كان أخطرها تلك العمليات التى شارك عشماوى فيها سواء بالتخطيط أو التنفيذ، والملاحظ هو أن تلك العمليات كانت موجهة ضد الجيش والشرطة ومسيحيى مصر، أو تستطيع القول موجهة إلى مفاصل الدولة الرئيسية.
هذا إرهابى يتوجه نحو هدم الدولة بشكل مُخطط، وبمساعدة إقليمية ودولية، وسقوطه بالصورة التى شاهدناها سوف يفتح كنزًا فضائحيًا وبحرًا معلوماتيًا من شأنه توضيح الواضح لمن يريد أن يعرف حجم المعركة التى تخوضها مصر ضد الإرهاب وصانعى الإرهاب، لذلك لست من المطالبين بسرعة محاسبته ومحاكمته، ولكننى مع اعتصار ذلك المجنون حتى آخر معلومة فى رأسه وبعدها يكون لكل حدث حديث.
المدهش فى موضوع عشماوى الإرهابى المحترف الذى اعترفت عملياته كلها بدمويته وإرهابه، هو أنه ما زالت بعض المنصات الإعلامية تحاول المراوغة فى وصفه، فنجد على سبيل المثال قناة كالجزيرة تقول عنه الضابط المصرى المنشق، وهكذا يكاد المريب أن يقول خذوني، وإذا كانت تلك المنصات وما شابهها واضحة فى معاداتها لنا، فكيف نفسر تعليقات بعض ممن يحسبون أنفسهم على التيار الليبرالى أو اليسار.
ففى كل حادثة نقرأ نشاز أفكارهم وهى تخلط الحابل بالنابل، وهو الذى يمكن تفسيره بأن ما يحدث على المسرح ليس إلا تقسيم للأدوار، فعشماوى ليس وحده ولكن يزامله إرهابيون آخرون، نراهم فى سمتهم المثقفاتي، أو نرى أشباله وهم يرضعون التكفير من مناهج التعليم أو من الأضابير الأزهرية، نراهم فى الزوايا المجهولة أسفل العمارات أو فى عمق الريف يتنفسون تطرفًا.
لا شك أننى سعيد بالقبض على عشماوي، ولا شك أن التحية واجبة لكل من شارك فى تلك العملية البطولية، وستكتمل سعادتنا عندما تبدأ مصر طريقها الجاد نحو التمدن، نحو ضرب سلطة بعض رجال الدين الذين يصبون فى صالح التطرف والإرهاب حتى لو قدموا أنفسهم فى ثوب المعتدلين، ستكتمل سعادتنا عندما تتوقف عملية ازدواج التعليم ما بين تعليم عام وتعليم أزهري، وقتها سيكون النصر أقرب وسيكون الإعلان النهائى لخلو مصر من الإرهاب.
اكتب يا كل عشماوى اسمك فى قائمة العار والخيانة، ولست مهتمًا إذا ما كنت عشماوى ببندقية آلية أو عشماوى تكتب على اللاب توب قصائد فى مدح الإرهاب، فى النهاية لن يصح إلا الصحيح، وسوف تنتصر مصر، هذا مؤكد وليس توقعًا أو تخمينًا.