الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حواديت عيال كبرت "40".. فلسفة "السيات"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شيء رائع أن يعترف قائد المركبة أن ما يقودها ماركة "سيات"؛ ومن الجرأة أن يصارح الركاب بذلك لكيلا يأخذهم النعاس؛ ويمددون أرجلهم خارج حيزها؛ لكني أخشى أن يفعل ما فعلته أنا قبل بضعة سنوات حينما صدم والدي بسيارته النقل سيارة "سيات"؛ حينها نزل السائق ليتشاجر مع والدي؛ فما كان منه إلا أن اشتراها ورفعها على ظهر السيارة النقل؛ فرحنا لأنه بات لدينا سيارة ملاكي؛ سمكرناها ورششناها ألوان مبهجة؛ وضعت فيها "كاسيت" وكم هائل من الدباديب؛ وقررت الذهاب بها للعمل في القاهرة؛ غرني الطريق فجريت بها حتى أنهكتها؛ كنا فرحين أنا وصديقي بأن هذه السيارة تجري بين السيارات الكبيرة، وفي العودة احترق الموتور؛ حاولنا اطفائه بالماء والتراب لكن دون جدوى؛ اقترحت على أبي حينها شراء موتور "بيجو" ووضعه فيها لكنه قال لي: " عضمها ما يستحملش"، أصلحناها وتعلمت الدرس أن أسير على قدر عافيتها لا على قدر عافيتي حتى أضمن أنها ستكمل المشوار؛ مهما كان الوقت التي ستسغرقه؛ أنا مع الرئيس في أن ما فعلناه في 73 خارج ذلك التوقع؛، وأننا ما فعلناه إلا لأنه كان على المقود سائق قدير لم يغره الطريق فقد كان يعرف أن سيارته ستقطع 20 كيلو فقط هذا عزمه ثم بعد ذلك عليه أن يوقفها بالعرض على الطريق وينزل هو ومن معه يغلقوا الطريق ويتفاوضوا مع سائقي المركبات الكبيرة؛ وقد كان له ما أراد؛ حديث الرئيس أخذه البعض امتدادا لتلك اللحظة دون أن ينتبهوا إلى باقي حديثه وهو أننا لم نعد نمتلك تلك "السيات" بل بات لدينا سيارة "مرسيدس" تستطيع قطع الطريق ذهابا وإيابا دون أن يشتكي قلبها؛ لكن علينا عدم المجازفة بها لأننا ما زلنا نسدد أقساطها؛ لكنها في الطوارئ موجودة؛ شريطة أن يكون على مقودها سائقا ماهرا؛ وليعلم الجميع شئنا أم أبينا أن هذ البلد هناك من يجلس على مقوده ولن يتركه ببساطة لأنه لو تركه سيتعارك الركاب على القيادة كما حدث وستتعطل السيارة؛ وسنصطدم بأول جدار؛ هذا ليس انقلابا على قناعة آمنت بها ولكن البعض لا يرى الرؤية كاملة؛ يرى جانب واحد من الطريق ولا يرى الجانب الآخر؛ فمهارة القيادة وحدها لا تكفي؛ لكن لابد أن تكون لديك القدرة على إقناع صاحب محل "الكاوتشوك" على أن يمنحك بديلا إذا خسرت أحد الإطارات؛ ويكون هناك اتفاق مع صاحب "البنزينة" أن يمنحك وقودا حتى تسنح لك الفرصة لإنشاء محطة مستقلة؛ ولديك الحصافة في إرغام "الميكانيكي" على إصلاح العطب حتى تصل بمن معك؛ والأهم من ذلك هو إقناع الركاب أو إرغامهم على الصبر طيلة الطريق، فأولادك الصغار معك في السيارة يتشاجرون على المقعد الأمامي وعلى الجلوس بجوار النوافذ، ولنتذكر جميعا أن ربع الشعب المصري استخرج رخص قيادة بالمحسوبية وهم لا يعرفون كيف يديرون المحرك؛ فلندع السائق على المقود وننتظر إلى أين سنصل؛ ونتذكر أن كل ما قطعه لن نعود إليه مرة أخرى؛ وليتذكر هو أننا نتحمل "مشقة الطريق" على أمل الوصول.
اتفق أو اختلف معي هذا رأيك لكن تذكر أننا الآن في أمس الحاجة لأن نعيش الواقع دون مزايدات على صفحات التواصل الاجتماعي.. وإذا كنت لا تمتلك أدوات اللعبة فلا تنهك الجماهير بالتصفيق في مباراة نتيجتها معروفة مسبقا.