صوت الجبل، مطرب الأرز، عملاق لبنان، قديس الطرب.. هكذا لقب الجمهور العربي،
العملاق وديع الصافي، أحد أيقونات الغناء في الوطن العربي في الحقبة الزمنية الأخيرة،
والذي لعب دورا رائدا في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية،
حتى أصبح مدرسةً في الغناء والتلحين.
وتحل اليوم، الخميس 11 أكتوبر، الذكرى الخامسة لرحيل صاحب تلك الألقاب العديدة، بعد أن ولد وديع فرنسيس يوم 1 نوفمبر عام 1921، في قرية نيحا الشوف، وهو الابن الثانى فى ترتيب العائلة المكونة من 8 أولاد، والده هو بشارة جبرائيل فرنسيس، وكان رقيبا فى الدرك اللبنانى.
ذهب وديع مع عائلته إلى بيروت عام
1930، ودخل مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، وبعدها بـ3 سنوات اضطر للتوقف عن الدراسة،
لأن جو الموسيقى هو الذى سيطر على أفكاره، بالإضافة إلى مساعدة والده فى إعالة العائلة.
كانت انطلاقته الفنية فى عام 1938، حين
فاز بالمرتبة الأولى لحنا وغناء وعزفا، من بين 40 متباريا، في مباراة للإذاعة اللبنانية،
أيام الانتداب الفرنسى، عن أغنية "يا مرسل النغم الحنون" للشاعر المجهول
آنذاك "الأب نعمة اللّه حبيقة"، وكانت اللجنة الفاحصة مؤلفة من ميشال خياط،
سليم الحلو، ألبير ديب، محيي الدين سلام.
وكانت إذاعة الشرق الأدنى بمثابة معهد
موسيقى، تتلمذ وديع فيه على يد ميشال خياط وسليم الحلو، اللذين كان لهما الأثر الكبير
في تكوين شخصيته الفنية.
بدأ مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية،
التى كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها
وتركيزها على مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية، ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورا مهما
فى تبلور الأغنية الصافية، فكانت البداية مع "طل الصباح وتكتك العصفور" سنة
1940.
ويحمل الصافي 3 جنسيات إلى جانب جنسيته
اللبنانية، وهي المصرية والفرنسية والبرازيلية، إلاّ أنه يفتخر بلبنانيته ويردد أن
الأيام علمته بأن ما أعز من الولد إلا البلد، ولعل أغنية "عظيمة يا مصر"
كانت السبب فى حصوله على الجنسية المصرية.
