"ماما أنا جبت الدرجات النهائية في الامتحان، وأخدت شهادة تقدير".
هكذا كانت فرحة الطفلة الصغيرة ندى، وهي فخورة بتفوقها الدراسي، وكانت مصدرًا للسعادة والسرور لوالدها ووالدتها، وفي لحظة يشاء القدر أن تدخل ندى أحد المستشفيات الخاصة؛ لإجراء عملية اللوز لتخرج بعدها جثة هامدة.
بنظرات مكسورة ودموع غزيرة، تحدّث "محمد.ف" الأب المكلوم، عن رحلة الإهمال التى مرّت بها طفلته صاحبة الـ10 سنوات، داخل أحد المستشفيات، بعد احتجازها لإجراء عملية "اللوز" لتخرج جثة هامدة، حيث أكد أنه فى يوم الواقعة قرر الأب أن يتوجه بطفلته إلى أحد المستشفيات الخاصة؛ لإجراء العملية، وبعد حوالى ساعتين من دخول الضحية غرفة العمليات، فوجئ بالطبيب يخرج من العمليات ليخبر الأب والأم أن الطفلة لديها حساسية، قائلًا لهم: "ادعوا لها".
واستكمل الأب حديثه بنبرة يلمؤها الغضب، موضحًا أنه بعد ذلك دخل الطبيب إلى غرفة العمليات وخرج مرة أخرى، قائلًا لهم "عضلة القلب بالطفلة تحتاج إلى تنشيط"، ثم دخل غرفة العمليات بعد ذلك، وخرج بعد ساعة ليخبرنا أن "ندى" ماتت.
وأوضح الأب أنه بعدما أخبرَنا الطبيب بالنبأ المفجع، وجدت الدنيا "تلفّ وتدور"، ووجدت زوجتى قد أُغشي عليها، وبمجرد دخولي غرفة العمليات اكتشفت الفاجعة الكبرى، ووجدت ابنتي قد تحجّر جسدها والدم يخرج بكثافة من فمها وأنفها، ووجود علامات زرقاء أسفل العين وبالفم، بالإضافة إلى تعامل المستشفى معنا بمنتهى البرود، وكأن شيئًا لم يحدث، وكأنهم ليسوا المسئولين عن إهدار روح ابنتي، التى كانت تحلم بأن تصبح دكتورة، ليأتى طبيب مهمل ينهي حياتها بتلك الصورة البشعة، مطالبًا بضرورة الطبيب والمسئولين عن تلك الأزمة.
وتساءل الأب بكلمات متقطعة من شدة الألم، قائلًا: "من المسئول عن حرقة قلبي؟ من المسئول عن تلك الزوجة المسكينة التى لا تتوقف عن البكاء ليلًا ونهارًا على طفلتها التى كانت تحلم بأن تصبح طبيبة؟ ونحن الآن نطالب بمحاسبة المسئولين".
وكان قسم شرطة الخصوص قد تلقّى بلاغًا من "محمد.ف" يفيد بوفاة ابنته ندى 10 سنوات، طالبة، داخل أحد المستشفيات الخاصة، بعدما دخلت لإجراء عملية جراحية "اللوز"، لتخرج جثة هامدة، وتم تحرير محضر رقم 5112 قسم الخصوص، وأُخطرت النيابة؛ للتحقيق.
