الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

ترجمة جديدة للباحث أكرم حبيب حول تغير فهم الكاثوليك لـ"المطهر"

الباحث الكنسي في
الباحث الكنسي في الكتاب المقدس الدكتور أكرم حبيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشف الباحث الكنسي في الكتاب المقدس الدكتور أكرم حبيب عن وجود تغير في فهم الكنيسة الكاثوليكية نحو "المطهر" وقال أكرم لكى لا نظلم الكنيسة الكاثوليكية لا بد أن نعترف أن هناك وفى الوقت الحالي آراء مختلفة فى تعريف المطهر، نعم فى العصور الوسطى كانوا يقولون إن المطهر مكان تعذيب للأرواح عن خطاياها غير المغفورة، وكانوا يشبهونه بمكان اعتقال بشع، يتم فيه الانتقام من الناس عن خطاياهم وبالفعل ما زال البعض بكل أسف يرددون هذه الآراء، ولكن ليس الجميع يفعلون هذا.
واضاف حبيب قائلًا إن الفكر اللاهوتى الكاثوليكى يتطور، ويتفاعل مع مختلف المدارس اللاهوتية، حتى غير الكاثوليكية، وتنفتح الكنيسة الكاثوليكية يوم بعد يوم مع الحقائق الكتابية ومع عمل الروح القدس، ولا يجب أبدًا أن نهمل الثورة اللاهوتية الحادثة فى الداخل الكاثوليكى. ومن اللاهوتيين العظام الذين ساهموا فى تجديد الفكر اللاهوتى الكاثوليكى المعاصر هو البابا الرائع بندكت السادس عشر، الذى تولى البابوية عام 2005، حتى إستقال فى عام 2013، لدى بعض كتاباته المهمة، منها كتاب مهم هو كتابه عن الايام الأخيرة، أو ما نسميها بالأخرويات، الكتاب بعنوان "الأخرويات: الموت والحياة الأبدية"، الكتاب منشور فى طبعته الأولى عام 1977، بالإنجليزية.
وقدم أكرم ترجمة لأجزاء من الكتاب حيث يقول البابا بندكت فى صفحتى 230- 231: (لا يعتبر المطهر، كما إعتقد العلامة "ترتليان"، نوعًا من معسكرات الاعتقال التى تفوق عالمنا الحالى، حيث يضطر الإنسان إلى الخضوع للعقوبات بطريقة أكثر أو أقل تعسفًا، بل هي عملية التحول الداخلية المهمة التي يصبح بواسطتها الشخص قادرًا على الإتحاد بالمسيح، وقادرا على الإتحاد بالله، وبالتالي قادر على الإتحاد فى شركة القديسين بأكملها.
ببساطة كى نستطيع أن ننظر إلى الناس بدرجة ممكنة من الواقعية، لابد لنا من فهم ضرورة هذه العملية، المطهر لا يحل محل النعمة، المطهر لا يعنى أعمال فى مقابل النعمة، ولكن المطهر هو عملية تمكين النعمة من أن تحقق نصرتها الكاملة فى الإنسان كنعمة، سبب خلاصنا الحقيقى هو موافقتنا التامة والكاملة على أهمية الإيمان، ولكن في معظمنا، يتم دفن هذا الخيار الأساسي "الإيمان" تحت كمية كبيرة من الخشب والتبن والقش، وبصعوبة شديدة يمكن للإيمان أن يظهر من خلف أكوام المشاغل والأنانية، وفى نفس الوقت نعجز نحن كبشر عن إزاحة هذه الأكوام وإزالتها بإيدينا.
الإنسان هو الذى يمكن أن يقبل الرحمة الإلهية، ولكن قبول الإنسان لرحمة الله لا يكون كافيا لحاجته إلى التحول الكامل (لينال الطبيعة الجديدة)، هنا يكون الإنسان فى أمس الحاجة إلى لقاء خاص مع الله ليحدث التحول، هذا اللقاء هو النار الذى تحرق خبثنا، وتعيد تشكيلنا لنكون آنية مهيئة لنوال الفرح الأبدى).
البابا بندكت فى هذا الكتاب يقدم مفهوما لاهوتيا مختلف تماما للمطهر، لخصه حبيب فى النقاط الخمس التالية:
(1) المطهر ليس مكانا للتعذيب، وهذا تغيير جوهرى فى فهم الكنيسة الكاثوليكية للموضوع.
(2) وهو ليس مدة عقاب تتناسب مع حجم الخطايا، بل مجرد لحظة يعبرها الإنسان.
(3) المطهر لا يهدف إلى التكفير عن الخطايا ولا التطهير منها، التكفير عن الخطية يتم بالنعمة فقط.
(4) المطهر ليس تعذيبا ولكنه إزالة للشوائب المتراكمة على عمل النعمة فى الإنسان، وبناء على 1 كو 3 المطهر هو حرق للعمل وليس حرق للإنسان.
(5) المطهر هى لحظة تغيير للطبيعة الإنسانية لتكون قادرة على الإتحاد بالله فى الحالة الأبدية.