الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تذكار نياحة القديسة ثاؤبستي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مثل هذا اليوم تنيحت القديسة ثاؤبستى، يقول عنها السنكسار إنها كانت قد تزوجت ورزقت ولدا واحدا ومات زوجها وهى في ريعان الصبا: فأخذت على نفسها أن تترهبن.
ابتدأت بممارسة السيرة الروحانية وواظبت على الصوم والصلوات المتواترة وكثرة المطانيات ليلا ونهارا، ثم مضت إلى الأب القديس الأنبا مقاريوس أسقف نقيوس، سألته أن يصلى عليها ويلبسها اسكيم الرهبنة.
أشار عليها الأب الأسقف أن تجرب نفسها سنة واحدة ووعدها أنه بعدها يلبسها الإسكيم الرهباني، فمضت إلى منزلها وحبست نفسها في بيت صغير وسدت بابه وجعلت به طاقة صغيرة وكان ولدها البالغ من العمر12 سنة يهتم لها بمطالب الحياة.
عاشت خلال عام واحد العبادات الشاقة بزهد وتقشف، نسى الأب الأسقف ما كان قد وعد به هذه القديسة من أنه سيلبسها ثوب الرهبنة، فرأها في النوم بهيئة مضيئة وقالت له يا أبى: كيف نسيتني إلى الآن وأنا سوف أتنيح في هذه الليلة ورأى الأب الأسقف كأنه قام من نومه، وصلى عليها صلاة الرهبنة وألبسها ثوبها.
ولما لم يجد قلنسوة خلع قلنسوته من فوق رأسه، ووضعها عليها ثم وشحها بالإسكيم المقدس وأمر تلميذه أن يأتيه بقلنسوة أخرى فلبسها وكان بيدها صليب من الفضة فناولته له قائلة: اقبل يا أخي من تلميذتك هذا الصليب.
وقيل إنه لما صحا من نومه وجد الصليب بيده وتأمله فإذا هو جميل الصنع فتعجب ومجد الله، وفى الصباح المبكر مضى هو وتلميذه إلى بيت تلك المرأة المباركة فتلقاهما ابنها وهو يبكى بدموع غزيرة، ولما سأله عن السبب، أجابه: إن والدتي استدعتني في منتصف هذه الليلة، وودعتني وقالت لي: يا ابني مهما أشار عليك الأسقف، افعله ولا تخرج عنه. وسأتنيح في هذه الليلة ثم صلت علىّ وأوصتني قائلة "احفظ جميع ما أوصيتك به ولا تخرج عن رأى أبينا الأسقف".
وها أنا بين يديك فأتى الأب الأسقف إلى حيث القديسة وقرع الباب فلم تجبه، فقال حقا لقد تنيحت هذه المباركة وأمر تلميذه بفتح الباب.
ولما دخل الأسقف وجد القديسة قد أسلمت الروح، وهى متشحة بالإسكيم الذي وشحها به في الرؤيا وأيضا القلنسوة التي كان يلبسها فاغرورقت عيناه بالدموع، وسبح ومجد الله الذي يصنع مرضاة قديسيه وكفنها الأب الأسقف كعادة الرهبان واستدعى الكهنة فحملوها إلى البيعة المقدسة.
وصلوا عليها بإكرام عظيم.