لا يمتلك الموهبة، لكنه أحب الرسم، فقرر أن يمسك ريشته ويتعلم الرسم، إنه «أحمد كريم»، صاحب الـ٢٣ عامًا، ابن المنصورة وخريج كلية الهندسة، تعلم من خلال رسومات الكرتون التى جعل من نفسه مقلدًا لتفاصيلها منذ كان فى المرحلة الابتدائية، فكان يترك واجباته المدرسية ويهملها من أجل أن يتعلم، لدرجة أنه كان يستخدم كراسات المواد الأخرى في الرسم عليها.
يقول: «وأنا فى ابتدائى كنت برسم أى رسمة كرتون قدامى حتى لو طلعت وحشة، وبدأت برسمة فاكرها لحد النهاردة تقريبا، هى كانت أول حاجة قلدتها، وهى كانت لـ«دب كرتون»، وفضلت أرسم أى حاجة بعدها زى طرزان، وسبايدر مان، ورسومات كرتون، والمدرسين بقوا مبسوطين منى، ومدرس الرسم كان بياخد منى الكراريس بتاعت الرسم يعلقها فى الفصل علشان يشجعني».
وسعى أحمد لتدريب نفسه والتحق بكورس لتعلم فنون الرسم، لكنه لم يستمر به سوى ٥ حصص فقط بعد تعلمه لملامح الوجه، الشىء الذى يشعر بضعفه فيه، وكان من أهم الدوافع له فى ذلك هى الفرحة والبسمة التى كان يتلقاها من أقاربه وأصدقائه بعد قيامه برسم بورتريه لأحدهم، فكان يتلقى التحية والترحاب منهم، بالإضافة إلى قيامه برسم المشاهير، وخاض تجربة أخرى وهى الرسم على الحوائط باستخدام «الطباشير»، وهنا كانت نقطة فاصلة فى حياة أحمد؛ لأنه الآن أصبح رسامًا بأجر، فقد كان يتلقى أجرا ماديا نظير هذا العمل، فكان يذهب إلى استديوهات التصوير والمحلات التجارية ويصنع ديكورات فنية تناسب هذه الأعمال، واستخدم كافة أدوات الرسم بالرصاص والجاف والطباشير والزيت، موهبته الكامنة جعلت شغفه فى إظهار عمق الأشكال والشخصيات كل محوره فى الرسم.
يقول أحمد: «بعد لما وصلت إعدادى فكرت ارسم «جدي» بس الصورة مظبطش معايا، فرجعت ارسم كرتون تاني.. ورسمت أبو تريكة ورونالدينهو، بس مكانوش مظبوطين برضو، وفضلت ثابت على كده لحد ٣ ثانوى، رسمت أول شخصية وطلعت مظبوطة شوية وكانت للبنت اللى حبيتها، وساعتها حسيت وأدركت إننا ممكن نبدع بس فى الحاجة اللى بنحبها، ومن يومها وأنا حبيت الرسم وبدأت فى تنفيذ العديد من الرسومات المختلفة وبسعى للوصول إلى الاحترافية».
واختتم حديثه: «فيه شخص دايمًا بيشجعنى فى موضوع الرسم، وحابب أشكره على دعمه المتواصل ليا، وهو ابن خالتى الدكتور مصطفى شرف عالم النمل الكبير والمعروف بأنه تانى عالم نمل على مستوى العالم فى اكتشاف أنواع جديدة من النمل، وهو دكتور حاليا في جامعة الملك سعود».
