الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

مراوغات الإرهابيين.. تغيير أسماء التنظيمات و"المبايعة" وسيلة الهروب من العقوبات

التنظيمات الإرهابية
التنظيمات الإرهابية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تسعى جماعات العنف والتطرّف إلى المراوغة والتغيير المستمر فى محاولات الإفلات من قوائم المنظمات الإرهابية، بتفكيك نفسها شكلًا وتغيير اسمها فقط، مع إعادة بعض الهيكلة البسيطة بين الحين والآخر، وتُعدُّ هذه سمة مشتركة بين هذه التنظيمات والجماعات، على اختلاف مسميّاتها وتنوّع شعاراتها، ولعلّ الهدف الرئيسى من هذا التغيير، هو تشتيت جهود مكافحة الإرهاب العالمية والعمل على البقاء لأطول مدة ممكنة. ولدى الولايات المتحدة الأمريكية، بالتعاون مع عدة دول أخرى، معلومات عن محاولات المراوغات هذه، وتصدر كل فترة قائمة المنظمات الإرهابية ويتم تحديثها.
الجولانى والنصرة
فى ديسمبر ٢٠١٢، صنفت الحكومة الأمريكية جبهة النصرة على أنها تنظيم إرهابي، وفى ٣٠ مايو ٢٠١٣، قرر مجلس الأمن الدولى -بالإجماع- إضافة «النصرة لأهل الشام» إلى قائمة العقوبات للكيانات والأفراد التابعين لتنظيم «القاعدة».
وتُعْرَف «النصرة» على أنها تنظيم ينتمى إلى الفكر التكفيري، وتم تشكيلها بقيادة أبى محمد الجولاني؛ تزامنًا مع بداية الأزمة السورية ٢٠١١، حيث نمت قدراتها لتصبح فى عدة أشهر من أبرز التنظيمات الإرهابية، وقد ربطتها تقارير مخابراتية أمريكية بتنظيم القاعدة بالعراق.
وفى ٢٨ يوليو ٢٠١٦، أعلن الجولانى زعيم النصرة، خلال تسجيل بث عبر القنوات الفضائية، إلغاء العمل باسم «جبهة النصرة»، وإعادة تشكيل جماعة جديدة باسم «جبهة فتح الشام»، موضحًا أن «فتح الشام» ليست على علاقة بأى جهة خارجية، وفى يوليو ٢٠١٦، أعلنت جماعة «فتح الشام» قطع علاقتها السابقة مع تنظيم القاعدة، وتشكيل كيان جديد حمل اسم هيئة «تحرير الشام».
ومع بداية يونيو ٢٠١٨، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية فى بيان لها إدراج هيئة «تحرير الشام» على قائمة المنظمات الإرهابية، معتبرةً أن تحرير الشام هى الاسم الجديد الذى أطلقته النصرة التابعة لتنظيم «القاعدة»، بديلًا لاسمها فى العام الماضي، لمواصلة عملها فى سوريا. كما أكدت وزارة الخارجية الروسية فى يوليو ٢٠١٦، أن تنظيم جبهة النصرة، سيبقى تنظيمًا إرهابيًّا غير شرعي، مهما أطلق على نفسه من تسميات، مشددة على مواصلة مكافحة هؤلاء «المتشددين» حتى القضاء عليهم تمامًا.
«القاعدة» 
جاء فى تقرير وزارة الخارجية الأمريكية عن الإرهاب عام ٢٠٠٥، أن جماعة «أنصار الإسلام»، جماعة إرهابية محسوبة على التيار السلفى وتنظيم «القاعدة»، وتتبنى الجماعة العمل المسلح الذى ينسب إلى «الإسلام والجهاد»، وفى مطلع عام ٢٠٠٣، اتخذت الجماعة المنطقة الشمالية من العراق على الحدود الإيرانية معسكرا ومركز تدريب لها.
وفى ٢٠١٣، وضعت الولايات المتحدة الأمريكية اسم كتائب «عبدالله عزام» كمنظمة إرهابية، وهى تنظيم تابع لفكر «القاعدة» كذلك، وأسس التنظيم عام ٢٠٠٤، وقد استمدت الكتائب اسمها من عبدالله عزام مؤسس تنظيم القاعدة بأفغانستان، الشهير بـ«رائد الجهاد الأفغاني»، وهو من أعلام «الإخوان»، وبدأت تلك الكتائب عملياتها العسكرية فى ٢٠٠٤، بثلاثة تفجيرات فى منتجع «طابا» وشاطئ «نويبع» بجمهورية مصر العربية.
«داعش» يُراوغ بـ«المُبَايَعَة»
لعب تنظيم «داعش» على فكرة المبايعة، وهى طريقة جديدة تعتمد على أن الموالين الجدد للتنظيم عليهم عدم تغيير اسم تنظيمهم إلى التنظيم الأم أو مسمياتها التى عُرفت بها فى بداية التنظيم فى سوريا والعراق، ولكن تُعلن المبايعة للتنظيم الأم «داعش» مع الاحتفاظ بالاسم الأصلى للتنظيم المبايع.
ولكن، كما كشفت الإدارة الأمريكية ما فعله «القاعدة» وغيره من التنظيمات، فعلت كذلك مع «داعش»؛ حيث أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية، أواخر فبراير ٢٠١٨ قائمة تضم سبعة تنظيمات موالية لـ«داعش»، فى كل من (غرب أفريقيا، والفلبين، وبنجلاديش، والصومال)، إضافة إلى (جند الخلافة بتونس وفى مصر، ومجموعة موتي، والقائدين مهند معلم وأبومصعب البرناوي)، وجاء ذلك توضيحًا من الخارجية الأمريكية، أن واشنطن تعرف جيدًا هذه المراوغات التى حاول تنظيم «داعش» اللعب بها من إطلاق عدة مسميات مختلفة على الموالين له من عدة دول بالعالم، للهروب من قوائم التنظيمات المسلحة الإرهابية، التى تصدر كل فترة عن الخارجية الأمريكية بالتعاون مع دول العالم.