أكدت وزارة الموارد المائية والري، أن السيول هذا العام قد بدأت مبكرا على غير العادة، ويرجع ذلك إلى تغير نمط التغيرات المناخية وما يصاحب ذلك من تغير سلوك الانهمار المطري والسيول المصاحبة لها، حيث تساقطت أمطار خفيفة إلى متوسطة الشدة على جبال سانت كاترين لمدة لم تستغرق سوى 20 دقيقة متوجهة إلى الوديان بمنطقتي السباعية والنبي صالح.
وكان للأعمال الصناعية التي أنشأتها أجهزة وزارة الموارد المائية والري بمحافظة جنوب سيناء أكبر الأثر في حماية منطقة السباعية والنبي صالح وطريق سانت كاترين الرئيسي والمباني والمنشآت الحيوية.
وذكرت الوزارة - في بيان اليوم الاثنين - أن بحيرة التخزين رقم 2 استقبلت ما يقارب 10 آلاف متر مكعب من مياه السيول، والتي يمكن استخدامها من خلال أهالي سيناء في أغراض الشرب والزراعة والنشاط الرعوي، وكذلك سد الاسباعية الذي تم افتتاحه منذ فترة وجيزة وقف حائط صد منيع أمام تدفقات المياه وحمى التجمعات السكنية بالمنطقة.
وكانت وزارة الموارد المائية والري قد أنشأت بحيرتي تخزين و3 سدود إعاقة بوادي الاسباعية ووادي سلاف والوادي الأخضر.
وأوضحت الوزارة أن التنسيق بين غرفة عمليات محافظة جنوب سيناء وغرف العمليات المركزية بالوزارة وأجهزة الوزارة بموقع الحدث يسير على قدم وساق وتم رفع درجات الاستعداد على كافة المستويات للتعامل مع السيناريوهات المحتملة لإدارة السيول.
من جانبه، أكد المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري الدكتور يسري خفاجي أن ما يحدث الآن والذي يمثل ترجمة حقيقية للتغيرات المناخية العنيفة كان محور اهتمام الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري خلال مشاركته بأسبوع المياه العالمي بالسويد خلال الفترة من 26 إلى 31 أغسطس الماضي، كمتحدث رئيس بالعديد من الجلسات ليدق ناقوس الخطر لهذه الظاهرة، وليضع ممثلي المجتمع الدولي أمام مسئولياتهم لاتخاذ إجراءات فاعلة للحد من آثار السيول وحماية الشواطئ البحرية.
كما أكد خفاجي أنه استكمالا لخطة الدولة للحماية من أخطار السيول والاستفادة من مياه السيول، تقوم وزارة الموارد المائية والري حاليا باستكمال مشروعات الحماية من السيول بمحافظات سيناء والبحر الأحمر ومرسى مطروح، حيث يتم إنشاء 46 سد إعاقة وحوالي 40 بحيرة تخزين وأكثر من 250 خزانا أرضيا ومعابر أسفل الطرق الرئيسية باستثمارات تبلغ 1.7 مليار جنيه، ضمن أعمال حماية واستفادة من مياه السيول تبلغ استثمارتها نحو 4.7 مليار جنيه، فضلا عن منظومة الإنذار المبكر التي أنشأتها الوزارة للتنبؤ بالأمطار وتحديد كمياتها وشدتها، والتي من خلالها تتخذ أجهزة الوزارة بالتنسيق مع المحافظات والجهات المعنية كافة الاستعدادات لمجابهة السيول والحد أو المنع من آثارها التدميرية التي شاهدناها من قبل خلال الثلاثة أعوام الماضية.
وتوقع المتحدث الرسمي لوزارة الموارد المائية والري بأن تكون سيول هذا العام بمثابة سيول خير وانتعاش للوديان بمحافظات جنوب سيناء والبحر الأحمر، وذلك في ظل أعمال الحماية والاستفادة من مياه السيول التي نفذتها الدولة بواسطة الشركات الوطنية تحت إشراف أجهزة وزارة الموارد المائية والري.
