من يستطيع أن يقول بمجاهرة: أنا بلا ذنب أو ضعف؟ نادرًا ما يكون خداع النفس بهذا الوضوح، لكنه عادة يلبس أقنعة مقبولة وناجحة اجتماعيًا. فالرغبة فى الكمال هى إحدى هذه الأقنعة المقبولة لخداع النفس، نحاول بكل قوتنا أن يكون لنا مظهر جيد، أحيانًا نبذل مجهودًا شديدًا لكى نبدو كاملين، لدرجة أننا نقتنع أن هذه هى الحقيقة، لكن فى اللحظات التى فجأة نتذكر فيها ضعفنا البشرى، نشعر بالعار واحتقار النفس، وهذا يجعلنا نبذل جهدًا مضاعفًا للتغطية على هذه الحقيقة، بطبقات أكثر من خداع النفس، ولكن خداع النفس لن يؤدى أبدًا إلى أى نمو أو تغيير، الأمانة فقط يمكنها أن تؤدى للتغيير.
يبدأ التعافى عندما نواجه مناطق فشلنا وأخطاءنا واختياراتنا المدمرة، ولكن مواجهة الحقائق السيئة مؤلمة جدًا، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين حاولوا وبذلوا مجهودًا شديدًا جدًا لكى يكونوا صالحين جدًا، إن شجاعة القيام بجرد أخلاقى شامل لحياتنا غير ممكنة، بدون وجود مصدر للرحمة والغفران لكى يحل محل العار واحتقار النفس.
الله هو المصدر اللا نهائى للرحمة والغفران. الله مستعد بكل سرور أن يقدم لنا غفرانًا مجانيًا، عن كل ما فعلناه فى الماضى لأنه الرحمن الغفور.
