قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، إن هجوم تنظيم «داعش» الإرهابي، على محافظة السويداء، ذات الغالبية الدرزية، فى جنوب شرقى سوريا، يعكس مرحلة صراع داخلى بالتنظيم، وهناك من أعضائه وقياداته من ينظر بواقعية ويدعو للتهدئة والانسحاب لحين امتلاك أوراق قوة، فى مقابل آخرين يحاولون قطع الطريق على من يريد التراجع أو ترويج خيارات مرنة عبر القيام بعمليات قتل وحشية لمن تطاله يدهم ويقدرون عليه من أهداف رخوة.
وأضاف «النجار»، لـ«البوابة نيوز»، أن داعش تنظيم عدمى لا يعرف الأخلاقيات، وهو فى حالة ضعف، وفقد الكثير من أوراق الضغط، وهو يسعى لامتلاك بعضها ليدخل بها طرفًا فى التسويات الجارية، حتى ينال نصيبًا من المكاسب، فى هذه المرحلة، التى يحاول خلالها كل طرف الخروج بمكسب وجزء من الغنيمة السورية.
وتابع قائلًا: «قيام داعش بعمليات من هذا النوع الذى يجيده ويعد علامة مسجلة باسمه؛ هدفه الرئيس الضغط على الأطراف الفاعلة لاستدعاء ممثلى التنظيم والتفاوض معهم للحصول على بعض الامتيازات».
وأشار «النجار»، إلى أن الطائفة الدرزية هى مذهب باطنى يعود إلى الطائفة الإسماعيلية الباطنية، ويقولون إن رسولهم هو النبى شعيب، وأصولهم من آسيا وموجودون بالشام.
بدوره؛ قال الكاتب الصحفي، محمود الطاهر، المحلل السياسى اليمني، إن هجوم داعش على السويداء يأتى كانتقام من دمشق، بعد هزائم التنظيم فى جنوب سوريا.
وأضاف «الطاهر»، لـ«البوابة نيوز»، أن هجوم السويداء يدل على أن هذه الفئة الإرهابية لا يمكن التعايش معها، وقتلت الدروز لأنها تعتبرهم كفارًا، وفى أبجديات داعش الإرهابية فإن القتل مشروع لكل من هو ليس على نهجهم.
وتابع، بأن الحرب الطائفية فى سوريا قادمة لا محالة، طالما إيران باقية فيها، وفى حال خروج إيران، فإن النظام السورى سيحافظ على وحدة البلاد، أما بقاء إيران وذراعها حزب الله سيشعل موجة من الصراع الطائفي، بسبب رغبة إيران فى نشر التشيع فى المنطقة.
وأخيرًا؛ قال المحلل السياسي، مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربى للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن استهداف تنظيم داعش الإرهابى لمدينة السويداء ذات الغالبية الدرزية، يدل على نفاد قوة داعش داخل سوريا وقيامه بمحاربة من لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.
وأضاف «غباشي»، لـ«البوابة نيوز»، أن التنظيم يسعى لتجنيد أطفال سوريا بعد مقتل العديد من عناصره الإرهابية، ولذا قام بخطف أطفال من السويداء.
