تنشر "البوابة نيوز" تحقيقات النيابة فى قضية الاتجار بالأعضاء البشرية بالخليفة، وكشفت تحقيقات النيابة مع المتهمين فى القضية رقم 139 لسنة 2017 أن المتهمين أسسوا تنظيما إجراميا لاستقطاب الفقراء والمحتاجين واستغلال فقرهم.
وجاءت التحقيقات كالتالي:
المتهمة فاتن
النيابة.. ماهو قولك فيما هو منسوب إليك أنك متهمة بالوساطة فى التعامل على كلية بجسم إنسان، وذلك بالبيع فى غير الأحوال المصرح بها قانونا؟
الكلام ده محصلش.. "اللى حصل إن بنتى تعرف موزة من أيام ماكانت قاعدة فى عزبة خير الله لأن بنتى بتروح تزور أخوها هناك، وبعدين هى اتصاحبت على "موزة" وبعد كده بدأت تيجى تقعد عندنا وفى مرة بنتى كانت بتقرا الجورنال ولقيت إن فيه واحدة عايزة متبرع بالكلية.. موزة راحت خدت الرقم وراحت قابلت الست دى واتفقوا مع بعض وكانت بنتى بتروح معاهم لعمل الأشعة والتحاليل ومشفتش موزة تانى بعديها وبعد كدة بشهر قالتلى أنا عملت العملية وراحت ادت بنتى 3 آلاف جنيه وحصلت خناقة بينها وبين بنتى.. وموزة عايرتها بـ3 آلاف جنيه، وبنتي رافقتها لإجراء الأشعة والتحاليل فقط ولم نكن معها أثناء إجراء العملية".
النيابة.. ماهو دور المتهم إيهاب فى تلك الواقعة؟
أنا كلمته عشان يروح مع موزة وبنتى يعملوا التحاليل عشان عنده عربية ومرحش معاها وقت العملية.
النيابة.. ماهو قولك فيما منسوب إليك من موزة ببلاغها بالنصب والاحتيال والاتجار فى أعضاء المواطنين.. وصلتك بالمتهم إيهاب؟
المتهمة.. الكلام ده محصلش وهى قالت كده عشان كانت متخانقة مع بنتى.. وصلتى بايهاب أنا بتصل بيه لما أبقى عايزه أروح مشاوير أو للدكاتره.
المتهمة هدى
النيابة.. ماقولك فيما هو منسوب إليك إنك متهمة بالتعامل على بيع الكلى فى غير الأحوال المصرح بها قانونا وماتفصيلات ذلك؟
ايوه الكلام ده حصل من حوالى 10 سنين أنا من حوالى 10 سنين كنت بكشف فى القصر العينى، لبنتى وقابلت واحدة قالتلى محتاجة كلية وعرضت عليا 17 ألف جنيه، ووافقت عشان ظروفى تعبانة وبعدين أخذتنى ورحت عملت تحاليل وأشعة وعملت العملية بأحد المستشفيات بالمهندسين.
النيابة.. ماهى صلتك بالواقعة الخاصة فى التعامل مع كلية موزة؟
أنا كنت عند فاتن وحصلت خناقة بين نهى وموزة.. وتقريبا كانت موزة عايزة منهم فلوس وبعدين قعدوا يزعقوا مع بعض رحت مع فاتن القسم، ودخلت فى الموضوع وأنا مليش دخل فيه وأنا معرفش موزة.
المتهمة نهي
النيابة.. ما الذى حدث وماتفصيلات ضبطك؟
"اللى حصل أنا ووالدتى فاتن وزوجة أخويا وموزة كنا قاعدين.. وقرأنا إعلان إن فى واحدة عايزة متبرع بكليته وبعدين موزة قالت أنا هاخد الإعلان وأكلمه عشان جوزها محبوس ومحتاجة فلوس، عشان عايزة سكن وبعدين اتصلت بصاحبة الإعلان وقالتلى اسمها حنان ولما قابلتها واتفقت معاه على الفلوس على 20 ألف جنيه، وعند إجراء التحاليل والأشعة رحت معاها عملنا التحاليل والأشعة بالدقى، وعملت سونار على بطنها وأخدوا منها عينات دم وبعدها مشيت وبعد ماروحنا كانت سابت البيت هى وولادها وبعد فترة جاتلى البيت واديتنى 3 آلاف جنيه، وقلتلى انها عملت العملية والفلوس دى باعتبار إنها كانت قاعدة عندنا وبتاخد منى فلوس واتخانقت معاها لأن أخويا قالى دى متجيش البيت وعملت فينا محضر".
النيابة.. ما الذى بدر منك حال علمك بقيام موزة بإجراء عملية جراحية خاصة بالكلى؟
أنا قولتلها متعملهاش فى الأول وبعدين لما قالتلى تعالى معايا روحت معاها.
أمر إحالة المتهمين لمحكمة الجنايات
اتهمت النيابة العامة كلا من "فاتن.م" و"نهى.م" و"إيهاب.ع" و"هدى.م" بدائرة قسم الخليفة بمحافظة القاهرة بأنهم ارتكبوا وآخرون مجهولون جريمة الاتجار بالبشر وتعاملوا بالبيع والشراء فى الأعضاء البشرية لشخص طبيعى وهى المجنى عليها "موزة.ا" بأن استغلوا فقرها وحاجتها للمال وأعطوها مبلغا ماليا فى مقابل قبولها استئصال عضو من جسدها "الكلية اليمنى"، تعاملوا وآخرون مجهولون بغير طريق التبرع فى عضو من أعضاء جسم المجنى عليها موزة بأن أعطوها مبلغا ماليا فى مقابل شراء عضو من أعضاء جسدها لزراعته بجسد مريض آخر.
كما اشتركوا بطريقتى الاتفاق والمساعدة فى إحداث جرح بجسد المجنى عليها موزة وقد نشأ عنه استئصال عضو من أعضاء جسدها وفقدها لمنفعته وهى "الكلية اليمنى" وذلك بأن عقدوا اتفاقا مع طبيب مجهول على استقطاب المجنى عليها واستغلال حاجتها الملحة للمال لإغوائها بالحصول على مبلغ نقدى فى مقابل موافقتها على بيع كليتها حتى يتمكن من تنفيذ مأربه باستئصال كليتها لزرعها بجسد مريض آخر وقد تمت الجريمة بناء على هذا الاتفاق وهذه المساعدة.
وبناء عليه يكون المتهمون قد ارتكبوا الجناية من قانون العقوبات والمواد 4،5،6،17،19،20 من القانون رقم 5 لسنة 2010 بشأن تنظيم زرع الأعضاء البشرية
وجاءت ملاحظات النيابة العامة، وأثبت تقرير مصلحة الطب الشرعى أن المجنى عليها خضعت لعملية جراحية ومن خلال استئصال كليتها اليمنى لتفقد وظائف إحدى الكليتين وتصبح الكلية اليسرى وحدها هى القائم بالوظائف الحيوية للجسم.
وأقر المتهمون استدلالا بارتكاب الجرائم المسندة إليهم فى مقابل حصولهم على مبالغ مالية، وتضمن أقوال الشهود وأدلة الإثبات الشاهدة الأولى: "موزة.ا " والتى تقيم بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم أكانت تعانى من ظروف معيشية قاسية نتيجة لضيق الحال وشدة حاجتها للمال ثم سقطت ضحية مكيدة حاكها المتهمون حيث خدعوها بعطف زائف وصاروا يقرضونها مالا وبعدها تراكمت عليها الديون ثم هددوها بالسجن وهم يعلمون عجزها عن سداد دينها فأخبروها بأن هناك طبيبا معرفتهم يرغب فى ابتياع كلية بشرية نظير مبلغ مالى كبير سوف يمكنها من تجاوز أزمتها بدلا من سجنها واصطحبوها لإجراء مجموعة من الأشعة والتحاليل وفى الموعد المحدد لإجراء العملية أعطوها مبلغ 10 آلاف جنيه ثم اقتادوها وآخرون مجهولون لعيادة طبية تجهل مكانها وهناك استأصل طبيب مجهول كليتها اليمنى وبعدها رفض المتهمون إعطاءها باقى المبلغ المتفق عليه.
الشاهد الثانى العقيد أحمد طاهر رئيس قسم مكافحة جرائم الاتجار فى البشر وشهد أن إجراءه التحريات السرية حول الواقعة توصل إلى أن المتهمين كانوا قد أسسوا تنظيما إجراميا لاستقطاب الفقراء والمحتاجين واستغلال فقرهم وشدة حاجتهم للمال فى مقابل استئصال أعضائهم حيث تتولى المتهمة الرابعة عقد الاتفاقات مع معارفها من الأطباء والتى بموجبها تتقاضى الأموال عن كل ضحية تتمكن من استدراجها للحصول منها على العضو البشري المطلوب، وكانت المجنى عليها إحدى ضحاياهم التى استغلوا شدة حاجتها للمال وأقرضوها الأموال حتى أثقلتها الديون فهددوها بأن مصيرها السجن لإجبارها على قبول بيع كليتها ليتسنى لها رد الأموال وبعدها عقدوا اتفاقا مع طبيب مجهول اقتادوها لعيادته حيث أجرى لها عملية جراحية ليستئصل كليتها اليمنى وفى مقابلها حصلت على مبلغ نقدى.
وعلى أثره تنظر القضية أمام محكمة جنايات الجيزة برئاسة المستشار السيد البدوي 17 أغسطس الجاري بعد أن قضت المحكمة في إبريل الماضي بالحكم 3 سنوات غيابيا للمتهمين بينهم متهم حضورى وأمرت النيابة بسرعة ضبط وإحضار المتهمين لإعادة محاكمتهم مرة أخرى أمام نفس الدائرة.
بدأت تفاصيل القضية في يناير 2017 بعدما تلقى قسم شرطة الخليفة بلاغا من السيدة "موزة.ا.ر" ضد "فاتن.م.ا" ونجلتها "نها.م.ا" بالاتجار فى أعضاء المواطنين والنصب والاحتيال عليها بمبلغ مالى مقابل التبرع بعضو الكلى اليمنى وتضمن البلاغ السيدة موزة المقيمة بالخليفة وأصل محل إقامتها بمركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم أنها تعرفت على المتهمتين وطلبوا التبرع بكليتى مقابل 15 ألف جنيه نظرا لأن زوجى محبوس وذهبت مع المتهمة فاتن ونجلتها لعمل التحاليل بأحد معامل التحاليل بالدقى واستلمت التحاليل على كورنيش النيل وذهبت إلى عيادة بشارع أمام قسم الزيتون وقعدت 3 أيام وعملت العملية واخذوا الكلى اليمنى بتاعتى ثم بعد ذلك أخذتنى نها إلى منزلها فى حارة الحرافيش وطلبت الفلوس المتفق عليها إلا أنهم رفضوا اعطائي المال مستشهدة بايهاب.ع صاحب عربية ملاكى فى المحضر بتاعى فتم استدعاء "فاتن.م.ا" والتى قالت فى البلاغ المقدم ضدها صحة هذا الكلام بأن الشاكية موزة جاءت لى وقالت أنا عايزة أتبرع بكليتى وتم الاتفاق وأخذت عليها ايصال أمانة على بياض وايصال استلام بمبلغ 15 ألف جنيه قبل العملية علشان مترجعش فى كلامها وكنا نذهب معها أنا وابنتى لعمل التحاليل فى معمل بالدقى لإجراء العملية.
