الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

قراءة في الصحف

قمة "ترامب- بوتين" في "هلسنكي" تستحوذ على أراء كُتاب المقالات

 أراء كُتاب المقالات
أراء كُتاب المقالات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تناول عدد من كبار كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم الخميس بالتحليل، في مقالاتهم، ردود الفعل على قمة "هلسنكي" بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين.

فتحت عنوان "هل يخضع ترامب لابتزاز الروس" أكد الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده "نقطة نور" بصحيفة "الأهرام" أن قول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقب عودته إلى واشنطن بعد قمة، هلسنكي إنه لم يهدر تقارير أجهزة الأمن والمعلومات الأمريكية، وأنه قبل النتائج التى خلصت إليها هذه التقارير من أن الروس حاولوا بالفعل التأثير على انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2016 هو مجرد محاولة لاستيعاب موجة الغضب والانتقاد الحاد لسوء أداء الرئيس الأمريكى ترامب فى قمة هلسنكى، خاصة بعد أن تنامى اعتقاد ملايين الأمريكيين بأن الروس يملكون ما يمكن أن يساعدهم على ابتزاز الرئيس الأمريكى وإظهاره على هذا النحو الضعيف.

ولفت مكرم إلى قول ترامب وهو يقرأ على الصحفيين من ورقة مكتوبة، إنه لم يكن هناك أى تنسيق مشترك بين حملته الانتخابية والروس، وأنه ربما يكون قد أخطأ فى اختيار بعض الكلمات خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع الرئيس بوتين.
وأشار الكاتب إلى أن الرئيس ترامب وجه اللوم الشديد إلى الصحافة لأنها لم تلتزم الحيدة المهنية فى تغطية المؤتمر الصحفى المشترك الذى استمر 46 دقيقة، وأثار عاصفة حادة من الانتقادات بين أعضاء حزبه الجمهورى لم تهدأ بعد، كما أثار شكوك الديمقراطيين فى أن يكون الرئيس الأمريكى خضع لعملية ابتزاز روسى أظهرته على هذه الدرجة من الضعف.
وأشار الكاتب إلي أن السيناتور الجمهورى ميتش ماكنويل رئيس الأغلبية فى مجلس الشيوخ، تصحيحًا لمواقف الرئيس ترامب، أعلن أن الولايات المتحدة تقف مع أصدقائها فى حلف الناتو وتحذر الروس من محاولات التدخل فى الشأن الأمريكى مرة أخرى.
كما لفت مكرم إلى ما أعلنته نانسى بلوسى زعيمة الأقلية الديمقراطية فى مجلس النواب، عندما قالت "إن لقاء هلسنكى يكشف بوضوح قاطع ضعف الرئيس الأمريكى فى مواجهة الرئيس الروسى بوتين، الذى يؤكد أن هناك شيئا ما، ماليا أو سياسيا، جعل الرئيس الأمريكى ضعيفًا أمام الروسى ".
وأكد الكاتب الصحفي أن من بين ردود الأفعال الأمريكية الخطيرة أن عددا مؤثرا من أعضاء الحزب الجمهورى باعدوا بين مواقفهم والرئيس الأمريكى ترامب، ونافسوا الديمقراطيين فى الترويج لقصة الابتزاز الروسى، وأن موسكو تملك أدلة دامغة ألزمت الرئيس الأمريكى الصمت، وجعلته يتجاهل طلب مصلحة العدالة بضرورة محاكمة الجواسيس الروس الذين تنصتوا على البريد الإلكترونى للحزب الديمقراطى،

في نفس السياق، وفي عموده في الصميم" بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب جلال عارف" تحت عنوان "ترامب يتراجع.. لكن العاصفة مستمرة !!" إن الرئيس الأمريكي ترامب عاد من قمة هلسنكي ليجد نفسه وسط العاصفة. هذه المرة تختلف عن سابقاتها. الهجوم عليه لا يقتصر علي الخصوم من الديمقراطيين أو الإعلام الليبرالي الذي يتهمه ترامب باليسار.. موضحا أن أشد الانتقادات جاءت من معسكره الجمهوري ومن أقرب أنصاره الذين وقفوا معه في معاركه التي لا تتوقف.
وأضاف عارف أن ترامب عقد مؤتمرا صحفيا ليدافع عن موقفه في قمة هلسنكي.. مشيرا إلى أنه بدا أنه أدرك خطورة ما أعلنه من تأييد لموقف بوتين في قضية التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة، وهجومه علي أجهزة مخابرات بلاده حيث قال - في تراجع واضح - إنه أساء التعبير، وأنه يقبل بتحقيق وكالة الاستخبارات الأمريكية بشأن التدخل الروسي ويدعم جهودها وجهود كل أجهزة الاستخبارات لحماية الأمن القومي الأمريكي.
واختتم جلال عارف مقاله قائلا " تراجع ترامب.. لكن الأزمة ستستمر، وتفاعلاتها ستتواصل خاصة مع اقتراب انتخابات الكونجرس. في ظروف أخرى كان يمكن لقمة أمريكية - روسية أن تكون نقطة انطلاق لعلاقات أفضل للطرفين وللعالم. شخصية ترامب حولت قمة هلسنكي إلي أزمة تهدد بقاءه في البيت الأبيض، وتطورات قضية التدخل الروسي في الانتخابات ستضع فكرة التقارب خارج التفكير.. حتي إشعار آخر ورؤساء آخرى.

وتحت عنوان " ترامب يتراجع وينحني للعاصفة" قال الكاتب محمد بركات في عموده "بدون تردد" بصحيفة "الأخبار" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب» لم يستطع أن يصمد كثيرا ولا حتي قليلا، في مواجهة الموجة الكاسحة والعاصفة العنيفة من الغضب والهجوم السياسي والانتقادات الحادة واللاذعة، التي انطلقت ضده فور انتهاء أعمال القمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الفنلندية »‬هلسنكي» الإثنين الماضي.
وأوضح بركات أن الرئيس ترامب اضطر مكرها إلي الاعتراف العلني بأنه اخطأ التعبير خلال المؤتمر مع الرئيس الروسي، وقال إنه كان يقصد القول »‬بأنه لا يري سببا يمنع أن تكون روسيا قد تدخلت في الانتخابات الأمريكية.. لافتا إلى أنه لم يتوقف عند ذلك، بل اضطر أيضا لنفي ما قاله مسبقا بخصوص التحقيقات، حيث أكد أنه يثق بشكل كامل في وكالات المخابرات الأمريكية، ويدعمها ويقبل ما توصلت إليه من تدخل روسيا في الانتخابات، وهو عكس ما كان قد قاله في المؤتمر الصحفي تماما.
وتساءل الكاتب في ختام مقاله "هل نجا ترامب بتراجعه ونفيه؟ أم أن الأمور لن تقف عند هذا الحد؟!، مؤكدا أن هذا ما ستكشف عنه الساعات والأيام القادمة.

وفي عموده "كلام بحب" بصحيفة "الجمهورية" وتحت عنوان "قمة الأرض.. وتقلبات ترامب" قال الكاتب فهمي عنبه إن هلسنكي احتضنت الاثنين الماضي أول لقاء رسمي بين رئيسي أقوي دولتين في العالم وهو ما يمكن أن نطلق عليه "قمة الأرض" التي وصفها بوتين "بالمؤلمة" لوجود خلافات جوهرية في علاج العديد من القضايا الدولية ومنها سوريا وإيران وكوريا الشمالية وأوكرانيا والشرق الأوسط إضافة لأزمات اقتصادية كفرض رسوم حمائية علي منتجات أمريكية وأسواق الطاقة وغيرها!!.
ورأى الكاتب أن ترامب أراد امتصاص موجة الغضب التي اجتاحت الشعب الأمريكي وأجهزة الاعلام والكونجرس والمخابرات في بلادة لذلك فاجأ الصحفيين الذين استقبلوه في البيت الأبيض عند عودته بعد ساعات من انتهاء قمة هلسنكي بأنه تراجع 180 درجة عن تصريحاته الخاصة بعدم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية حيث أعلن إنه يقبل باستنتاجات الـ"سي آي اية" التي تؤكد التدخل الروسي!!.
وقال عنبه إن المفاجأة الأكبر التي زادت من اندهاش الصحفيين كانت قول ترامب إنه لا توجد حاجة للتسرع بشأن المفاوضات مع كوريا الشمالية وإنه لم يتم تحديد أي جدول زمني لاجراءات نزعها لأسلحتها النووية.. وهو ما فسره البعض بأن الاجتماع التاريخي مع زعيم كوريا الشمالية وكذلك قمة الأرض مع بوتين كانا عبارة عن لقاءات ودية بدون إنجازات حقيقية وأن الدولتين اكتشفتا تردد ترامب وتتبعان معه سياسة النفس الطويل!!.
وأكد فهمي عنبه أن قمة الأرض أعادت إلي الأذهان ما حدث في اللقاء التاريخي بين الرئيسين دونالد ترامب والكوري الشمالي كيم جونج أون الشهر الماضي الذي مازال يستحوذ علي تحليلات واهتمامات خبراء السياسة والاستراتيجية والاقتصاد في العالم.. ويحاولون وضع تفسيرات لحدوثه وتوقعات لنتائجه وما ستحمله الأيام من مفاجآت بسبب توابعه وانعكاس ذلك علي الدولتين وعلي السلم والأمن الدوليين!!.
وقال الكاتب " الآن مازالت الأضواء تركز علي مشاهد المصافحة التاريخية أمام عدسات المصورين وكاميرات التليفزيون لينبهر المتفرجون ويصدقوا ان "بيونج يانج" سوف تنهي برنامجها النووي وتدمر ما لديها من صواريخ وأسلحة وأن الرئيس "أون" علي استعداد لتحمل "توابع" ذلك أمام مؤسساته ومواطنيه".
ويري آخرون - حسب الكاتب - أن ترامب يراهن علي احراج الرئيس الكوري الشمالي أمام شعبه وتدعيم معارضيه لإسقاطه بحجة أنه أهدر أموال الشعب علي الأبحاث والأسلحة النووية التي دمرها وتخلي عنها بإرادته ليرضي عنه ترامب.. وبالطبع هذا سيناريو ساذج لا يمكن أن يتقبله من يعرفون تاريخ ترامب وتغير مواقفة المستمر.. ومن يعلمون جيدًا القبضة الحديدية وإصرار الزعيم الكوري علي امتلاك بلاده للنووي.. فهل ستنجح تلك السيناريوهات في إنقاذ ترامب من مصير مجهول ينتظره بأيدي أباطرة الإعلام الذين يناصبونة العداء.. أم أن العالم سيكتشف بعد فترة أنه كان يشاهد تمثيلية وانتهت!!.
واختتم الكاتب مقاله قائلا "مازالت الحقائق تنكشف.. وكل يوم تظهر توقعات وتحليلات جديدة والعالم ينزلق بسرعة إلي الهاوية!!".