الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الغرب والإخوان".. علاقة السادة بالعبيد

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يناقش المؤرخ البريطانى، مارتن فرامبتون، فى كتابه الجديد الصادر عن جامعة «هارفارد»، تحت عنوان «جماعة الإخوان المسلمين والغرب: تاريخ من الارتباط والعداوة»، علاقة الجماعة الإرهابية بالدول الغربية، تحديدًا بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، منذ تأسيس الجماعة عام ١٩٢٨، على يد مؤسس الجماعة، حسن البنّا، حتى حدوث ثورة يناير عام ٢٠١١. 
ويكشف «فرامبتون»، الأستاذ فى جامعة «كوين ماري» بلندن، التناقضات التى شابت علاقة «تنظيم الإخوان» من جهة وبريطانيا وأمريكا من جهة أخرى، باعتبارهما الدولتين الأكثر تأثيرًا على مجريات الأمور فى منطقة الشرق الأوسط؛ حيث قال فى ديباجة كتابه: «تستحقر بريطانيا وأمريكا هذه الجماعة، لكن كليهما عمل معها». 
وينقسم الكتاب لجزأين؛ الأول يناقش المؤلف، علاقة بريطانيا بالجماعة الإرهابية، منذ التأسيس، وحتى عام ١٩٥٢، ويعرض نظريات ووجهات النظر حول إسهام بريطانيا فى تأسيس الجماعة، لمحاربة التيار الليبرالى العربى، الذى يدعو إلى التحرر من الاحتلال البريطانى للدول العربية. ورغم رؤية سفراء بريطانيين فى مصر وصحف بريطانية لـ«الإخوان»، فإنها جماعة متشددة تُجند الشباب وتدفعهم للتطرف، فإن ذلك لم يقف عقبة أمام التعاون مع الجماعة أثناء الحرب العالمية الثانية، التى كانت بريطانيا أحد أطرافها الرئيسيين، ووصف المؤرخ البريطانى هذه العلاقة بالجماعة الإرهابية بأنها «علاقة مع أفضل الأعداء». 
ويتناول «فرامبتون» التحولات التى مرت بها علاقة الحكومة البريطانية بالجماعة خلال فترة إدارة مؤسس الجماعة حسن البنا، الذى قتل فى حادث إطلاق نار من مجهولين عام ١٩٤٩، وكيف تَطوَّر التواصل مع الإخوان وإدارة بريطانيا لعلاقتها مع الحكومة المصرية فى ذاك الوقت. 
ويبحث الجزء الثانى من الكتاب، العلاقات الأمريكية مع الجماعة الإرهابية، وكيف بدأت وتطورت بعد صعود أمريكا لقيادة العالم عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، والرغبة فى وجود نفوذ أمريكى قوى فى منطقة الشرق الأوسط الغنية بالنفط لتحل محل بريطانيا. 
ويشرح المؤرخ البريطانى، كيف كانت السياسة الخارجية الأمريكية متجاهلة جماعة الإخوان، حتى بدأت الحرب الباردة مع روسيا، ومحاولة استخدام الدين ضد التوجه الشيوعى للاتحاد السوفييتى، كما حفز إعلان قيام نظام إسلامى فى إيران، من دفع أمريكا أكثر، لفهم طبيعة الجماعات الإسلامية المختلفة. 
ويتحدث «فرامبتون» عن هذه الفترة فى كتابه، قائلًا: «بدأت الولايات المتحدة البحث عن شركاء محليين لتعزيز وتطوير العلاقات الأمريكية مع شعوب المنطقة، وكانت النتيجة هى التعاون مع جماعة الإخوان». 
ويشير الأستاذ فى جامعة «كوين ماري» بلندن، إلى علاقة الجماعة الإرهابية بأمريكا؛ حيث وصلت أقوى مراحلها عندما دعمت أمريكا تمرير السلطة فى مصر للجماعة، عقب قيام الثورة ضد حكم نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك عام ٢٠١١، والإسهام فى توفير انتقال سلس للسلطة إلى الجماعة الإرهابية.