الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

وزير الصناعة والتجارة اليمني في حوار لـ"البوابة نيوز": لا أحد يستطيع المزايدة على دور مصر سوى "الأقزام".. وأدعو رجال الأعمال إلى ضخ استثماراتهم في المنطقة العربية

 محمد الميتمى وزير
محمد الميتمى وزير الصناعة والتجارة اليمني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال محمد الميتمى وزير الصناعة والتجارة اليمني، إن مصر ركيزة الأمن القومى العربي، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يزايد على دورها بوصفها محور النظام الإقليمى العربى، ولا ينكر دورها إلا أولئك الصغار الذين لا يعرفون معانى المستقبل.
وأضاف في حواره لـ"البوابة نيوز"، أن الأنظمة العربية تتعرض لاختراق حقيقى ولا بد من مواجهته على أرض الواقع وندعو الشركاء الإقليميين والدوليين لإجبار الحوثيين على الاستجابة لنداء السلام. 
وانتقد رجال الأعمال الذين يوجهون استثماراتهم إلى تركيا بدلا من مصر والدول العربية، مؤكدا أن هناك مئات المليارات تهيم خارج المنطقة العربية، داعيا رجال الأعمال العرب للاستثمار فى مصر والدول العربية، وفيما يلى نص الحوار.
■ فى البداية ماذا عن حقيقة الوضع الآن فى اليمن والخسائر التى تكبدتها جراء الحرب الحالية؟ وما هو المطلوب لإعادة الإعمار؟ 
- فى الحقيقة أن الحكومة اليمنية قامت مع شركاء إقليميين ودوليين بما فيهم البنك الدولى والبرنامج الإنمائى والأمم المتحدة والبنك الإسلامى والاتحاد الأوروبى، بعمل مسح شامل للأضرار الناتجة عن الحرب فى اليمن، وتقدر المرحلة الحالية من الأضرار بأكثر من مائة مليار دولار لإعادة إعمار اليمن، وللأسف مع استمرار هذه الحرب سوف تزداد تكاليف إعادة الإعمار، ولهذا فإن الحكومة اليمنية الشرعية تعمل مع شركائها لإنهاء هذه الحرب فى أقصر وقت ممكن، لأنه كلما طالت هذه الحرب كلما كانت التكلفة الاقتصادية والاجتماعية أكبر.
■ ولكن كيف يمكن إعادة الإعمار فى ظل استمرار الحرب الحالية وتداعياتها على اليمن؟
- الحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادى تنادى بسرعة إحلال السلام فى اليمن على أسس ومرجعيات واضحة، لكن الأهم فى الأمر أن المنطقة العربية عامة وخاصة البلدان التى عانت من الصراعات تعانى الدمار الشامل، والذى يتطلب إعادة الإعمار فيها ما يتجاوز تريليون دولار وفقا للتقديرات.
■ ولكن حكومات الدول العربية منشغلة بأوضاعها الداخلية، فى ظل التحديات الراهنة التى تواجهها؟
- نعم، ولذلك فإننا نريد من رجال الأعمال العرب أن يكونوا شركاء أساسيين ولا يتركوا المجال لغيرهم، لأنهم أولا سيبنون نظاما إقليميا عربيا متماسكا عبر البناء الاقتصادى، ويعم السلام والاستقرار والوحدة الاقتصادية العربية فى اليمن، وهناك مئات المليارات لرجال الأعمال العرب تهيم خارج منطقتنا العربية.
■ كيف تنظر إلى الدور الذى تقوم به الجامعة العربية لدعم اليمن فى أزمتها الراهنة؟
- لا بد أن تلعب الجامعة العربية ومجلس الوحدة الاقتصادية العربية دورا فى إعادة إعمار اليمن، خاصة فى ظل هذه المرحلة الحرجة التى يمر بها اليمن، ويجب ألا يُفسح المجال للمنظمات والدول والشركات غير العربية، فالمبادرة العربية مهمة جدا فى هذه اللحظة، لأنه عندما يُترك المجال لغيرنا فبالتأكيد هناك من يأخذ منبرا، وفى اليمن وضعنا تصورا لإعادة الإعمار من خلال مشروع متكامل مع عدد من المنظمات الإقليمية والدولية حتى الآن، ووفقا للدراسات التى أعددناها تتجاوز التكلفة مائة مليون دولار.
■ هل هناك مطالب محددة لدعم اليمن؟
- أدعو المنظومة الاقتصادية العربية أن تقف اليوم يقظة للعب هذا الدور ليس فى اليمن فقط، ولكن أيضا فى سوريا والعراق وليبيا، فينبغى أن نكون مستعدين للعب هذا الدور الاقتصادى المهم، وتشجيع رجال الأعمال العرب على العمل، ويؤسفنى أن اقول إننى أعيش لحظات إحباط، ولدينا أكثر من ٣٠٠ مليار دولار لرجال أعمال يمنيين تهيم خارج المنطقة العربية، حيث حضرت اجتماعا لـ١٦٢ رجال أعمال يمنى فى تركيا قبل أشهر قليلة ذهبوا للاستثمار فى تركيا بعيدًا عن المنطقة العربية، لذلك نحن نريد أن نشجع النظام الاقتصادى العربى، وأن نفتح المجال واسعا لرجال الأعمال العرب للاستثمار فى دول المنطقة.
■ ما رؤيتكم بشأن التدخلات الخارجية التى تعانى منها المنطقة؟
- الأنظمة العربية تتعرض لاختراق حقيقي، مضى أكثر من نصف قرن من الزمن على إنشاء الجامعة العربية، ونحن نكرر نفس الآهات والكلام ونحن الآن فى أمس الحاجة لأن نعمل على أرض الواقع، ونحرك المياه الراكدة.
■ ماذا عن دور التحالف العربى لدعم اليمن وما يجرى فى الحديدة تحديدا؟
- هذا الميناء حيوى ومهم جدا لوصول السلع والأغذية لجميع المواطنين فى الجمهورية اليمنية، ولا بد أن يكون هذا الميناء الحيوى الهام تحت سيطرة سلطات الحكومة اليمنية الشرعية، وهذا ما طالبنا به منذ فترة طويلة، وكنا نحاول دائما أن نضع هذا الميناء تحت سلطتنا عبر الوسائل السلمية دون اللجوء للخيار العسكري، ولكن مع الأسف، القُوى التى انقلبت على الشرعية حتى الآن لم تستجب لنداء السلام، ومع ذلك لا يزال البحث عن الخيارات السلمية قائما، ولا نرغب أن تسيل قطرة دماء لأى يمنى، ومسئولية الحكومة الشرعية هى الحفاظ على دماء اليمنيين وتأمين سلامتهم وحياتهم، لذلك نداء السلام هو النداء الأبرز للحكومة الشرعية.ولكن مع إصرار الحوثيين على رفض الاستجابة للسلام فلا خيار الآن سوى الحل العسكرى.
وما زالت الحكومة اليمنية تبحث كل الخيارات السلمية وتدعو الشركاء الإقليميين والدوليين إلى إجبار الحوثيين على الاستجابة لنداء السلام.
■ وماذا عن الدور المصرى الداعم لليمن؟
- مصر كانت دائما وأبدا عبر التاريخ أول دولة عربية وقفت مع اليمن فى ثورة ١٩٦٢ والدماء الطاهرة المصرية صبغت لون الأرض اليمنية من أجل قيام الجمهورية والحفاظ عليها، وهو ما يتكرر اليوم كذلك، فلا أحد يستطيع أن يزايد على دور مصر القومي، ومصر هى محور النظام الإقليمى العربى، وهى ركيزة الأمن القومى العربى، وبالتالى لا يستطيع أحد أن ينكر دورها إلا القليل الذين يتجاهلون ذلك عن عمد، فالذين يتجاهلون دور مصر هم أقزام صغار ولا يعرفون معانى المستقبل، أشكر مصر بوصفها إحدى دول التحالف العربى لاستعادة الدولة من أجل إحلال السلام فى اليمن، والموقف الداعم للحكومة الشرعية طبقا للأسس الثلاثة التى تَوافق عليها اليمنيون، وقرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية.
وأرى ان الانتخابات الرئاسية التى جرت مؤخرا فى مصر تؤكد الرؤية الثاقبة للشعب المصرى العريق فى أهمية الاستقرار، خاصة فى بلد يعيش هزات سياسية عنيفة ودفعت بالعديد من اليمنين إلى عدم الاستقرار، وهناك عدد من الدول العربية تعيش هذه التراجيديا، لذلك لا بد من الحفاظ على استقرار الأوطان.
قال محمد الميتمى وزير الصناعة والتجارة اليمني، إن مصر ركيزة الأمن القومى العربي، مؤكدا أنه لا أحد يستطيع أن يزايد على دورها بوصفها محور النظام الإقليمى العربى، ولا ينكر دورها إلا أولئك الصغار الذين لا يعرفون معانى المستقبل.
وقال فى حواره لـ «البوابة»: «نشكر مصر بوصفها إحدى دول التحالف العربى لاستعادة الدولة اليمنية من أجل إحلال السلام فى اليمن، ونشكر موقفها الداعم للحكومة الشرعية طبقا للأسس الثلاثة التى توافق عليها اليمنيون».
وكشف أن المنطقة العربية عامة خاصة البلدان التى عانت من الصراعات تعانى الدمار الشامل، والتى يتطلب إعادة الإعمار فيها ما يتجاوز تريليون دولار وفقا للتقديرات، موضحا أن إعادة إعمار اليمن وحده يتطلب 100 مليار دولار.
إننا نريد من رجال الأعمال العرب أن يكونوا شركاء أساسيين ولا يتركوا المجال لغيرهم، لأنهم أولا سيبنون نظاما إقليميا عربيا متماسكا عبر البناء الاقتصادى.
مسح شامل للأضرار الناتجة عن الحرب فى اليمن، وتقدر المرحلة الحالية من الأضرار بأكثر من مائة مليار دولار
مصر كانت دائما وأبدا عبر التاريخ أول دولة عربية وقفت مع اليمن فى ثورة ١٩٦٢ والدماء الطاهرة المصرية صبغت لون الأرض اليمنية
أدعو المنظومة الاقتصادية العربية أن تقف اليوم يقظة للعب هذا الدور ليس فى اليمن فقط، ولكن أيضا فى سوريا والعراق وليبيا.