ليس غريبا على مجتمعاتنا الشرقية هذا النوع من الجرائم التى تعرف باسم جرائم الشرف ويكون "العار" مرتبطا دائما بأنثى يقوم الذكر بقتلها بعد افتضاح أمرها وفي مخيلته أنه بذلك يمحي الذل والهوان الذى ينتظره بين الناس إذا انكشف الأمر، ولم يقتصر الأمر على قتل أنثى واحدة فغالبا يتحول هذا النوع من الجرائم إلى مجزرة بدلا من جريمة قتل عادية فمثلا رجل يقتل زوجته الخائنة وعشيقها فتتحول القضية إلى قضية ثأر يقوم فيها أهل العشيق إلى قتل اثنين أو ثلاثة من عائلة القاتل لتبدأ مجزرة يحاول القانون والأجهزة الشرطية في التصدي لها منذ سنوات عديدة؛ "البوابة نيوز" ترصد عدة جرائم قتل وقعت من الأزواج والأشقاء بسبب الشرف أو "العار"...
يقتل ابن عمه بعد اكتشاف علاقة غرامية تربطه بأمه
القصة تبدأ هنا عندما كان القاتل بعمر الـ 11 عامًا حيث شاهد أمه على الفراش مع ابن عمه البالغ وقتها 22 عاما ومنذ ذلك الحين والطفل يحلم بأن يكبر سريعًا حتى ينتقم لشرفه، يعد الأيام والليالى ولكن يحول بينه وبين الضحية أن الضحية دخل السجن لمدة 8 سنوات فى تهمة الشروع فى قتل ويروى القاتل أنه انتظر الـ 8 سنوات وعندما حانت اللحظة المناسبة تلك اللحظة التى تأخرت 24 عاما على حد قول القاتل، استدرج ابن عمه لجزيرة الذهب بالجيزة بحجة توضيب شقة جديدة اختلى به فى مكان معزول ثم قام بطعنه، طعنه العديد من الطعنات وفى كل طعنة يشفى غليله حتى تركه جثة هامدة ولاذ بالفرار وقال المتهم "م ع" 35 سنة فى اعترافاته أمام النيابة "غسلت عارى بعد 24 سنة فكم كنت أتشوق وأحلم بأن أقوى على قتله".
أخ يقتل زوج شقيقته بعد عرض الزوج لعقد الزواج العرفي
كانت الفتاة العشرينية تتمني العثور علي فارس الأحلام كغيرها من الفتيات وأن تعيش معه قصة حب خيالية وبالفعل عثرت على الشاب المنشود ونشأت بينهما قصة حب مكثت لفترة ولأن العادات والتقاليد فى إحدى قرى منطقة كرداسة لا تسمح بوجود علاقة بين شاب وفتاة فكان عليهما إخفاؤها.
مرت فترة وكان الشاب والفتاة يرغبان في الارتباط الرسمي ولكن الفتاة كانت علي علم بأن أسرتها لن توافق ففكرا فى طريقة مناسبة تجمعهما سويا فلم يجدا سوء زواجهما عرفيا وبالفعل نفذا ذلك واستمر زواجهما لشهور حتى علمت أسرة الفتاة.
فقام والداها وشقيقها باستدعاء زوجها وبسؤاله لم ينكر علاقته بالفتاة وقدم عقد الزواج العرفى لأسرة زوجته مما دفع شقيق الزوجة لإحضار سكين المطبخ وقام بطعنه فسقط غارقا في دمائه ولقي مصرعه في الحال وألقى رجال المباحث القبض على المتهم وبمواجهته إعترف بإرتكاب الواقعة.
الخيانة الزوجية تنهى حياة السباك الخائن في بني سويف
فى حى الأزهرى بمدينة بنى سويف تنشأ علاقة غرامية بين عرفات ع أ ع والذى يبلغ من العمر 39 عام ويعمل سباك وبين زوجة أحد القاطنين بالحى تستمر بينهما المكالمات الغرامية لفترة من الزمن ثم تتطور على مر الأيام حتى تصل إلى لقاءات فى شقة العشيقة، مرة تلو الأخرى ولكن الزوجة الخائنة والسباك لم يتراجعا عن هذه اللقاءات فالعشق جعلها لا تفكر سوى فى قضاء الوقت الممتع والبحث عن قضاء شهوتها مع العشيق ولكن الأمر لم يستمر طويلا فكان لابد أن تنكشف الخيانة "فالجرة لا تسلم فى كل مرة" وفى اليوم المشهود عاد الزوج من العمل فى وقت مخالف عن موعد عودته الذى اعتادت الزوجة عليه ليجد الزوجة الخائنة فى أحضان عشيقها فلم يفكر إلا فى غسل شرفه الذى دنسته الزوجة الخائنة فاستل سكينا من المطبخ وقام بطعن السباك عدة طعنات ببطنه حتى لقى مصرعه.
أب يقتل ابنته بعد حملها والأم تتستر على الجريمة.
فتاة فى الـ 18 عاما من عمرها تتعرض لنوبات من التعب وتبدو عليها أعراض غير مألوفة فى حالات الإعياء العادية، شكت أمها فى حالتها الصحية وطلبت منها الذهاب إلى الطبيب لتفاجأ الأم بحمل بنتها فى الحرام بعدها تخبر الأب الفلاح والذى يبلغ عمره 50 عامًا ليأخذها الأب إلى الزراعات المجاورة للقرية ويقوم بقتلها والتخلص من جثتها يإلقائها فى النيل ثم يأمر الأم أن تبلغ عن إختفاء البنت وتفعل الأم، وهذا حتى لا يفتضح أمره، بعدها يتلقى مدير أمن المنيا إخطارا من مأمور مركز ملوي يفيد عثور بعض الصيادين على جثة لفتاة ملقاة بنهر النيل وقد وردت معلومات لوحدة مباحث المركز تفيد بأن الجثة لفتاة تدعى «ع. ع»، 18 سنة ومبلغ بغيابها من والدتها "شربات. ع" فيتم إلقاء القبض على الأب المتهم بعد الشك من قبل رجال المباحث فيه لوجود بعض الشبهات وبمواجهته يعترف بارتكاب الواقعة وأنه أقدم على قتل ابنته بدافع الشرف.
خبير نفسى يتحدث عن هذه الجريمة.
من جانبه قال الدكتور أحمد عكاشة خبير الطب النفسى إن الخيانة الزوجية هي إثم ومعصية وإنحراف عن القيم السليمة ومن جانب آخر يمكن للخيانة الزوجية أن تكون تعبيرا عن العدوانية والغضب وأن تكون سلاحًا ضد الزوج أو الزوجة وهذا السلاح مدمر بالطبع لكلا الطرفين والزوجة مثلًا حين تخون زوجها يمكن لها أن تشعر بنوع من القوة وتزداد في نظرها أهميتها وتقديرها لذاتها كما تشعر بأنها قد فرغت غضبها على زوجها وأنها إنتصرت عليه ولو بشكل منحرف كما أشار عكاشة إلى وجود عدة أسباب تؤدى إلى الخيانة الزوجية فميوعة الأخلاق والقيم لها دور واضح في ذلك، إضافة لقيم الحياة الاستهلاكية والمادية التي تؤكد على مبادىء اللذة والمتعة وتتهاون في ضرورة ضبط الإنسان لرغباته ولذاته ومن الأسباب أيضًا ازدياد الصراع بين الرجل والمرأة والاقتتال بينهما وغير ذلك من الأسباب كما أضاف أنه من الناحية التاريخية نجد أن المرأة قد إرتبطت بها صفات مخيفة من حيث غرائزها وتقلبها وعلاقتها بالشيطان وصفاتها السلبية المتعددة وقد لعب جهل الرجل بالمرأة وما يتعلق بها من حمل وإنجاب ودورة شهرية وغير ذلك دورا هاما في زيادة مخاوفه منها ومنافسته لها ومحاولته ضبطها وتقييدها وظلمها، إضافة للعوامل الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وبين عكاشة كيفية عدم الوقوع فى هذه الجريمة فقال إنه لابد من تزكية النفس وضبطها والابتعاد عن الشبهات في القول والفعل وأن الإنسان مطالب بالتصرف المناسب والسلوك الناضج والواعي والمرأة تستطيع أن تفعل ذلك بالطبع وإذا كانت حياتها غير سعيدة أو مرضية مع زوجها فإن عليها أن تتجدد وتسعى للحياة التي تناسبها بشكل منطقي وأخلاقي ودون جريمة وعليها بالطبع أن تحاول أن تحل مشكلاتها المنزلية والاجتماعية وأن تصلح ما يمكن إصلاحه وأن تصبر على ما لا يمكن إصلاحه.
