الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كنيسة سانت أوجيني تضم لوحات أثرية وتماثيل نادرة تعود للقرن الـ19

دير وكنيسة «سانت
دير وكنيسة «سانت أوجينى»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يشرف الآباء الفرنسيسكان على دير وكنيسة «سانت أوجينى» وقد وُلد فرنسيس مؤسس الرهبنة فى عام 1182 ميلادية لأب إيطالى تاجر أقمشة ثرى وأم فرنسية، وتربى فرنسيس فى بيئة أحاطته بكل أنواع التدليل ومرت سنوات صباه فى لهو ومرح وانطلاق مع رفقائه، وكان والده يعده ليخلفه فى تجارته بينما كانت والدته تبث فيه محبة المسيح واحترام الكنيسة والعطف على الفقراء والمساكين.
اشترك «فرنسيس» فى الحرب التى قامت بين مدينته «أسيزى» ومدينة «بيروجيا» والتى انتهت بأسره، وهناك فى سجون بيروجيا عاش أولى خبراته المؤلمة والتى كانت نقطة تحول فى حياته، فقد بدأ يفكر فيمن هو السيد الحقيقى الجدير بأن يخدمه.
فى عام 1207 بدأ فرنسيس أولى خطواته فى حياته الجديدة إذ تنازل لوالده عن كل شيء حتى عن ملابسه التى كان يستر بها عورته، وأقام بجوار كنيسة القديس دميان المهدمة والتى بدأ فى ترميمها، والتف حوله كثير ممن أعجبوا بسيرته الجديدة، وكانت الآية «لا تقتنوا ذهبًا ولا فضة ولا مزودًا، ذات تأثير كبير عليه فجعلها قانونًا لرهبنته الناشئة».
فى عام 1210 توجه «فرنسيس» مع نفر من رهبانه إلى روما، ليطلب من «البابا» اعتمادًا لطريقة حياته، فصرح لهم البابا بأن يبشروا بكلمة الله ودعوة الناس إلى التوبة، وفى العام التالى وبناء على رغبة الشابة «كلارا» أسس فرنسيس رهبنة نسائية ودعيت «الرهبنة الفرنسيسكانية الثانية».
فى عام 1219 جاء فرنسيس إلى مصر والتقى بالسلطان الملك الكامل فى مدينة دمياط، حيث قام بأول حوار بين الديانتين المسيحية والإسلامية، وقد منحه السلطان تصريحًا كتابيًا يخول له زيارة الأماكن المقدسة فى فلسطين حيث أسس الإقليم الشرقى الفرنسيسكاني.
وتوفى فرنسيس فى الثالث من أكتوبر 1226 فأعلنت قداسته بعد انتقاله بعامين، وانتشرت الرهبنة فى معظم بلدان أوربا وكانت إرساليات تجوب أماكن كثيرة من العالم للتبشير بالمسيح، حيث استشهد العديد من الرهبان الذين وصل عددهم أثناء حياته إلى عدة آلاف.
و يعود تاريخ الرهبنة فى مصر على عهد القديس فرنسيس نفسه، عندما قام بزيارتها مع فلسطين، حيث أسس الإقليم الشرقى بهدف المحافظة على الأماكن المقدسة ورعاية الجاليات الأجنبية وبعثات الحج، ثم ظهرت الحاجة إلى إنشاء إرسالية جديدة من أجل مواصلة الحوار بين الكنيسة الجامعة والكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
ويعود تاريخ تلك «الإرسالية» التى سميت النيابة الرسولية فى مصر إلى عام 1630 وفى عام 1697 نشأت نيابة رسولية جديدة لمناطق أخميم بمصر، وفونجى بإثيوبيا، ولكن بعد استشهاد الرهبان فى إثيوبيا، عام 1716 تقرر إلغاء النيابة الرسولية التى أعيد فتحها عام 1719.
كان الطابع المميز لنيابة المرسلين الفرنسيسكان «فى خدمة الأقباط» وقد تحدد ذلك فى الرسالة الرعوية للبابا بندكتوس الرابع عشر فى 4 مايو 1745، الذى بموجبه أنيطت بالرهبان الفرنسيسكان ثلاث مهام هى التبشير بالإنجيل وتوزيع الأسرار فى حالة نقص كهنة الأقباط الكاثوليك والاهتمام باستمرار الحوار مع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وفى عام 1896 وبموجب البراءة البابوية، التى أصدرها «البابا لاون الثالث عشر» بإحياء بطريركية الأقباط الكاثوليك، تخلت النيابة الرسولية الفرنسيسكانية عن لقبها واعتبرت إرسالية عادية يرأسها رئيس دينى وكنسي، واستمر هذا الوضع حتى عام 1949 حيث طالب مجمع الكنائس الشرقية من الرئيس العام للفرنسيسكان، ألا يعتبر نفسه رئيسًا كنسيًا بل فقط رئيسًا دينيًا وقانونيًا، يمارس مهامه بالنسبة للرهبنة فقط، أما فى مجال النشاط الرعوى فكان عليه الخضوع للسلطات الكنسية المحلية.
ارتبطت الرهبنة فى مصر بإقليم توسكانا الفرنسيسكانى بإيطاليا، حتى عام 1958، حيث بدأت أولى مراحل الاستقلال عن الإقليم الإيطالي، ففى عام 1962 حصلت الإرسالية على الاستقلال الذاتى ونالت لقب حراسة، وفى السبعينيات رقيت إلى وكالة وفى الثمانينيات حصلت على لقب إقليم صغير.
وساعدت الرهبنة فى مصر فى تكوين «إكليروس» طائفة الأقباط الكاثوليك، واهتمت بارسال مبعوثين من الشباب القبطى لتلقى العلوم اللاهوتية فى روما ومن ثم عودتهم إلى مصر، لرعاية بنى وطنهم وأول المبعوثين هما الشابان روفائيل طوخى وصالح مراغي.
وفى عام 1893 تركت ثلثى مقارها للإكليروس القبطى الكاثوليكي، الذى كان يرغب فى ممارسة نشاطاته مستقبلًا عن المرسلين اللاتين، ومن هذه المقار كنيسة ودير بدرب الجنينة التى تحولت إلى مقر البطريرك وكنائس طهطا وأخميم وجرجا وجامولا وفرشوط ونقادة، وفى سنوات لاحقة تنازلت أيضًا للطائفة عن كنائس أسيوط وحجازة، وتنازلت للآباء اليسوعيين عن كنيسة جراجوس وللآباء الكومبونيان عن كنيسة ودير أسوان.
ومازال الرهبان الفرنسيسكان يقومون برعاية الكثير من الكنائس، مثل دير ومزار العذراء بدير درنكة وكنيسة منفلوط فى أسيوط وكنائس نجع حمادى وفرشوط وقنا والطويرات وكنيسة الأقصر، المخصصة لخدمة السائحين وكنيسة الرزيقات والمحاميد والرياينة وإسنا وكوم أمبو.
ويدير «الرهبان الفرنسيسكان» عدة مدارس منها مدارس الرزيقات وأرمنت الحيط والأقصر والطويرات ونجع حمادى ومدارس أسيوط ودير العذراء ومنفلوط ومدرسة الفيوم، كما يديرون ملجأ للأيتام بالمقطم.
واهتمت «الرهبنة» بتأليف وترجمة الكتب الروحية واللاهوتية والعلمية وأشهر الكتاب هم الأب لويس برسوم والأب المرحوم جرجس نصر الله، ويذكر الأب المرحوم جامبيرارديني، أبحاثه القيمة عن التراث القبطي، كما اهتمت الرهبنة بتخريج كثير من أساتذتها من الجامعات الأوروبية، لكى يقوموا بالتدريس فى المعهد الإكليريكى بالمعادى أو معهد اللاهوت بالسكاكيني، وتم اختيار اثنين من رهبان الإرسالية، لكرسى الأسقفية، هما الأنبا يوحنا نوير مطران أسيوط والأنبا مرقس حكيم مطران سوهاج.