ذكرت صحيفة (ذا هيل) الأمريكية أن مسئولين كبار في الاستخبارات الأمريكية قلقون من ظهور تحدٍ أمني جديد، إذ يرجحون أن كوريا الشمالية ستبيع تكنولوجيا صواريخ باليستية طويلة المدى متطورة لدول مارقة مثل إيران.
ويأتي قلق مسئولو الاستخبارات في الوقت الذي تروج فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لنجاح القمة التي عقدتها أمريكا مع كوريا الشمالية حتى أن الإدارة تزعم أن بيونج يانج لم تعد تشكل تهديدًا نوويًا.
وقال مسئولان في الاستخبارات الأمريكية، غير مصرح لهما بالتحدث في هذا الشأن وطلبا عدم الكشف عن هويتهما، إن هناك قلقًا متزايدًا بأنه مع تضاءل التهديد المباشر بنشوب صراع مسلح مع كوريا الشمالية، يمكن أن تستغل بيونج يانج التراخي في التوترات لصالحها وتبيع لطهران الدراية الفنية لأنظمة الأسلحة الأكثر تطورًا لديها، حسبما نقلت الصحيفة.
وأوضح مسئول كبير في الاستخبارات الأمريكية بقوله "نعلم حقًا أن كوريا الشمالية ستبيع تقريبًا أي من معداتها العسكرية إن كان الثمن مناسبًا، وإيران دفعت ذلك الثمن مرارًا وتكرارًا".
وأضاف المسئول أنه في الماضي كانت هناك أدلة كافية، متاحة حتى على الصعيد العام، تثبت أن كوريا الشمالية ستبيع أسلحة تقليدية وستبيع مختلف أنواع التكنولوجيا الصاروخية، وحتى التكنولوجيا النووية والخبرات لديها إذا تم دفع الأموال اللازمة مقابل ذلك.
وتابع المسئول قائلًا "ما يثير فزع كثير منا هو أننا قد لا نعلم حتى أن بيونج يانج باعت هذه التكنولوجيا حتى يفوت الأوان لفعل أي شيء حيال ذلك".
وأشار المسئول إلى أن عملية بيع التكنولوجيا ستكون في غاية السهولة، فالأمر سيتطلب من أحد عملاء كوريا الشمالية أن يبيع وحدة تخزين ناقلة تبلغ سعتها 256 جيجا لعميل إيراني، وتكون وحدة التخزين محملة بمخططات ومواصفات تصميم وتكنولوجيا ردع متطورة.
ولفت المسئول إلى أن هذه المعلومات وحدها عن تكنولوجيا الصواريخ الباليستية العابرة للقارات كفيلة بأن تغير قوانين اللعبة في طهران، مؤكدًا أن الولايات المتحدة لن تستطيع معرفة هذا الأمر لحين استخدام التصميمات الجديدة في الاختبارات الصاروخية التي تجريها طهران.
وأشارت الصحيفة إلى أن التاريخ يثبت أن مخاوف المسئولين الاستخباراتيين يمكن أن تتحقق وقد تحدث في وقت قريب، إذ باعت كوريا الشمالية أسلحة لعدد من الأنظمة الأكثر عداءً للولايات المتحدة في العالم، مما أجج الصراعات في أنحاء العالم.
وذكرت (ذا هيل) أن العديد من التقارير أفادت بأن كوريا الشمالية ساعدت سوريا فيما يخص أسلحتها الكيماوية وبرامجها الصاروخية، كما أن بيونج يانج بدأت في تأسيس مفاعل نووي لصالح نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فقط لترى غارة جوية إسرائيلية تدمره في عام 2007.
