رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

عكشة: أخوّة المسلم للمسيحي طمأنينة ووقاية من الهجرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ألقى المونسنيور خالد عكشة، كلمتين في عمان، الأولى في الغداء الذي دعا إليه طاهر المصري، رئيس التجمع العربي للتصدي للهجرة المسيحية، والثانية المحاضرة التي ألقاها بدعوة من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، في النادي الأرثوذكسي بعمان.
وقال عكشة في كلمته: "الشكر نرفعه كلنا إلى الله تعالى، الذي جمعنا بفضل منه على الخير في هذا اللقاء المبارك، الذي أراد التجمّع العربي للتصدي لهجرة المسيحيين العرب أن يكرّم من خلاله أحد أبناء هذا الوطن.
واضاف: "أردنا لوحة فريدة رسمتها يد الخالق، وهو واحة سلام وأمان وملجأ للهارب من ويلات الحرب، وهو كذلك مقصد للحجاج والسائحين بما منحه الله من أماكن مقدسة عند المسحيين والمسلمين، واللوحة هي أولا بالإنسان الأردني، المسلم والمسيحي سواء بسواء.. وهذا الإنسان، كما قال الحسين العظيم، رحمه الله وطيب ثراه، هو أغلى ما نملك.
واستطرد: "وقد استثمرت العائلات الأردنية في أبنائها وبناتها تربية وتهذيبا وتعليما، مفضّلة في بعض الأحيان الكتاب على الرغيف.. وقد بارك الله تضحيات الوالدين والأبناء، فأفلح الكثيرون في الدراسة والأعمال والمهن، في داخل الوطن وخارجه، وأعي، من خلال متابعتي لأخبار الأردن، الكثير من التحديات التي تواجهنا في مجال الأمن والتربية والتعليم والاقتصاد والمياه وغير ذلك.. في الاتحاد والعمل المخلص المشترك والعزيمة وسائل لتجاوز الصعاب والوصول الى برّ الأمان، مستعينين بالله.. لا يحلّ مشكلة متذمر متقاعس لا يتحمل مسئولية بل يلقيها على عاتق غيره.. وعلى العكس٬ فالفلاح من نصيب الجاد الصابر المرابط المتكل على الله تعالى وعلى نفسه، كما على الخير الموجود في كل إنسان".
وتابع عكشة: "يتركّز لقاؤنا اليوم على ظاهرة تقضّ مضجع المسلم قبل المسيحي، أعني هجرة المسحيين العرب، ولست هنا في معرض تحليل هذه الظاهرة أو استعراض تاريخها أو عرض إحصاءات عنها.. نحن هنا٬ مسلمون ومسيحيون، لنحتفل بأخوّتنا، ولنقول أحدنا للآخر: إني أحبّك، عملا بالحديث الشريف: "إذا أحبّ أحدكم أخاه فليقل له إني احبّك".. وما وصيّة المسيح الجديدة لتلاميذه من المسيحيين، وأجرؤ على القول، من المسلمين كذلك: "وصيتي هي أن أحبّوا بعضكم بعضا كما أحببتكم".
وأكد قائلا: "نريد اليوم أن نجدد العهد على أن نحترم ونحبّ ونساعد بعضنا الآخر، نريد أن نتكلّم في غيبة قريبنا كما في حضوره، نريد أن نربّي أولادنا وبناتنا على ما تربينا عليه: أي أن يقول المسيحي، عندما يذكر المسلم، "أخي المسلم"، وأن يقول المسلم كذلك: "أخي المسيحي".
وتابع: "نريد أن نستمرّ في معايدة بعضنا البعض في أعيادنا الدينية، بصرف النظر عن محتواها الديني.. فالمعايدة مشاركة في الفرح، وليس بالضرورة قبولا بالمحتوى الديني للعيد.. ومعايدة جلالة الملك وأفراد من العائلة المالكة ومسئولين حكوميين للطوائف المسيحية في أعيادها تأكيد لهذا، واسمحوا لي بأن أقول بأني ذهبت الى العمل في المجلس البابوي للحوار بين الأديان في الفاتيكان، قبل ما يقرب من ربع قرن، وفي جعبتي ما تعلّمته في بيتي ومدرستي ومن ثم خلال التحضير للكهنوت من رصيد في مجال العلاقات مع إخواننا المسلمين".
وأوضح عكشه قائلا: "لم يسمح لنا قط والدنا، رحمه الله، بالكلام باستخفاف أو سلبا عن الإسلام والمسلمين، وكان يتمتم عند سماعه الأذان: "يا مرحبا بذكر الله".. وقد بادله جيراننا وأصدقاؤنا المسلمون محبّة بمحبّة، ومودّة بمودّة، وعندما توفاه الله ارتمى على جثمانه أحد أخواتي وصديقه أحمد أبو سمهدانة، الذي وقف معنا لتقبّل العزاء، أخوّة المسلم للمسيحي وحنوّه عليه طمأنينة له ووقاية من التهافت على الهجرة، ان لم تكن ضرورة حقيقية".