الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الإمارات تحتفي بذكرى ميلاد مؤسس أول اتحاد فيدرالي عربي.. "زايد الخير" في حرب أكتوبر: "البترول ليس أغلى من الدم العربي".. والشيخ خليفة يصرف 1.6 مليار درهم مكافآت لموظفي الحكومة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة اليوم، بذكرى ميلاد «الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان»، والذى يصادف ٦ مايو، وهو ما دعا الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، بإعلان عام ٢٠١٨ هو «عام زايد»، ليكون مناسبة وطنية تقام للاحتفاء بالقائد المؤسس بمناسبة ذكرى مرور مائة عام على ميلاده.


«حكيم العرب»
الشيخ زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان آل نهيان الفلاحى، ولد فى ٦ مايو ١٩١٨ فى قصر الحصن فى أبوظبى، وتوفى فى ٢ نوفمبر ٢٠٠٤.
والده الشيخ سلطان بن زايد بن خليفة، حكم أبوظبى فى العشرينيات من القرن الماضى، والدته الشيخة سلامة بنت خادم القبيسى، عاش فترة فى أبوظبى ثم أخذته والدته إلى العين هو وإخوانه عندما توفى والده الشيخ سلطان. وتكفل أخواله القبيسات بتربيته حتى اشتد عوده فدرس القرآن والسّنة على يد مقرئى العين، وبين فترة وأخرى كانت والدته تخبره عن جده زايد الأول، وفى هذه الأثناء كان يذهب إلى جبل حفيت ليراقب الغزلان والصقور والحبارى، ويحب رؤية النخيل وكان يجلس كثيرًا تحت شجرة الغاف التى تجاور قصر المويجعي.
وعمل على توحيد الإمارات السبع (أبو ظبى، دبى، الشارقة، عجمان، أم القيوين، الفجيرة، رأس الخيمة)، وتحقق له ذلك فى ٢ ديسمبر ١٩٧١، منشئا بذلك أول دولة فيدرالية عربية. وكان له، إلى جانب أمير الكويت، الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، الدور الأكبر فى إنشاء مجلس التعاون الخليجى، واستضافت بلاده أول اجتماع قمة للمنظومة فى أبوظبى، فى ٢٥ مايو ١٩٨١.
حكم لمدينة العين
تولى الشيخ زايد حكم العين عام ١٩٤٦ ولم تكن ندرة الماء والمال وقلة الإمكانيات حجر عثرة أمام تطوير مدينة العين، بفضل تلك التوجهات فقد افتتحت فى عام ١٩٥٩ أول مدرسة بالعين حملت اسم المدرسة النهيانية، كما تم إنشاء أول سوق تجارية وشبكة طرق ومشفى طبى، ولعل أبرز ما تحقق فى تلك الفترة الصعبة من تاريخ مدينة العين القرار الذى أصدره الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والقاضى بإعادة النظر فى ملكية المياه وجعلها على ندرتها متوافرة للجميع بالإضافة إلى تسخيرها لزيادة المساحات الزراعية.
فى ١٩٥٣ بدأ زايد رحلة حول العالم يعزز فيها من خبرته السياسية، ويطلع من خلالها على تجارب أخرى للحكم والعيش، فزار بريطانيا والولايات المتحدة وسويسرا ولبنان والعراق ومصر وسوريا والهند وباكستان وفرنسا، وقد زادته هذه التجربة اقتناعًا بمدى الحاجة لتطوير الحياة فى الإمارات، والنهوض بها بأسرع وقت ممكن؛ للحاق بركب تلك الدول.
حكم أبوظبي
سعى الشيخ زايد على مدى أربع سنوات فى الفترة من ١٩٦٢ إلى ١٩٦٦ لتحسين الأوضاع فى إمارة أبو ظبى من ناحية والمضى قدمًا بكل العزم والتصميم فى تنفيذ برنامجه التنموى من ناحية أخرى.
تولى الشيخ زايد مقاليد الحكم فى إمارة أبوظبى فى ٦ أغسطس١٩٦٦ بإجماع وموافقة من العائلة الحاكمة خلفًا لشقيقه الشيخ شخبوط بن سلطان آل نهيان. وتمكّن الشيخ زايد من تحقيق إصلاحات واسعة، منها تطوير قطاعات التعليم والرعاية الصحية والإسكان الشعبى وتحديثها، وتطوير المدن بوجه عام.
توليه حكم الاتحاد
كان الشيخ زايد أول من نادى بالاتحاد بعد الإعلان البريطانى عن نية الاحتلال الجلاء عن الإمارات فى يناير ١٩٦٨ وذلك بحلول ١٩٧١، فرأى الحاجة إلى إقامة كيان سياسى موحد له كلمة قوية ومسموعة فى المحافل الدولية، وقادر على تقديم الحياة الأفضل لمواطنيه، فبدأت الحركة المكوكية للشيخ زايد وكان اجتماع (السمحة) البذرة الأولى لبناء الاتحاد، حيث تم الاتفاق على تنسيق الأمن والدفاع والخارجية والخدمات الصحية والتعليمية وتوحيد الجوازات بين الشقيقتين دبى وأبوظبي. وفى ١٩٦٩ انتخب رئيسًا للاتحاد التساعى الذى ضم الإمارات السبعة وقطر والبحرين، وبانسحاب الأخيرتين تم الإعلان عن قيام دولة الإمارات العربية المتحدة فى ٢ ديسمبر١٩٧١ بست إمارات انضمت لها رأس الخيمة فى ١٠ فبراير١٩٧٢ ليكتمل النصاب وتعم الفرحة أرجاء البلاد، وانتخب رئيسًا للاتحاد وقائدًا أعلى للقوات المسلحة، عمل زايد على بناء المؤسسات الاتحادية وبناء القوات المسلحة.
العلاقات الخارجية
أسس سياسة خارجية متميزة تتسم بالحكمة والاعتدال، والتوازن، ومناصرة الحق والعدالة، وتغليب لغة الحوار والتفاهم فى معالجة كل القضايا، كما قامت على السلام، منطلقًا من إيمانه بأن السلام حاجة ملحة للبشرية.
حرب أكتوبر
كان زايد أول من استخدم سلاح النفط كسلاح فى مواجهة تدفق السلاح على الجسر الجوى الأمريكى إلى «إسرائيل»، وفى محاولة من جانبه لتغيير سير المعركة، ما أثر فى الموقف الدولى لمصلحة العرب، حيث أوفد الشيخ زايد وزير البترول فى الإمارات إلى مؤتمر وزراء البترول العرب، لبحث استخدام البترول فى المعركة. وبينما كان الوزراء العرب أصدروا قرارهم بخفض الإنتاج بنسبة ٥٪ كل شهر، فقال الشيخ زايد إن «البترول العربى ليس أغلى من الدم العربي»، فأصدر أوامره لوزير البترول بأن يعلن فى الاجتماع الوزارى باسمه فورًا قطع البترول نهائيًا عن الدول التى تساند إسرائيل، ما شكل ضغطًا كاملًا على القرار الدولى بالنسبة للمعركة، التى اعتبرها حرب التحرير، فيما وصلت رؤية الشيخ زايد إلى العالم العربى التى كانت تتطلع إلى النصر وتحرير الأراضى العربية، ليؤكد للعرب أن من بين الحكام العرب هناك من خرج ليضحى فى سبيل حسم المعركة لمصلحة نصرة الأمة العربية. وقد سئل الشيخ زايد فى هذا الوقت من أحد الصحفيين الأجانب «ألا تخاف على عرشك من الدول الكبرى؟» فقال إن أكثر شيء يخاف عليه الإنسان هو روحه، وأنا لا أخاف على حياتى، وسأضحى بكل شيء فى سبيل القضية العربية، واستطرد «أننى رجل مؤمن، والمؤمن لا يخاف إلا الله». حيث كان الشيخ زايد من أول زعماء العرب الذين وجهوا بضرورة الوقوف إلى جانب مصر فى معركتها المصيرية ضد إسرائيل، مؤكدًا أن «المعركة هى معركة الوجود العربى كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة».
وقدم الشيخ زايد الدعم لمصر فى حرب أكتوبر، وبحسب ما أكده الرئيس السابق لهيئة عمليات القوات المسلحة المصرية اللواء عبدالمنعم سعيد، فإن الشيخ زايد قدم الدعم الاقتصادى لمصر عقب نكسة يونيو ١٩٦٧ التى سميت حرب الأيام الستة، والتى شنت خلالها إسرائيل هجمات على عدد من الدول العربية (مصر وسوريا والأردن) واحتلت كل سيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والجولان، حتى تم استئناف الجهود المصرية فى إعادة بناء الجيش وترتيب أوراقها من جديد.
إماراتى فى قلب المصريين
100 عام على ميلاد «شيخ العرب» ورجل العطاء النبيل
إذا أحب الله عبدًا، نادى جبريل: إن الله يحب فلانًا فأحببه فيحبه جبريل، ثم ينادى فى أهل السماء: إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول فى الأرض.
يبدو أن كلمات هذا الحديث الشريف، تنطبق كليًا وجزئيًا، على الراحل الكبير، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذى تحتفل الإمارات بمئويته.
«زايد الخير».. هذا هو لقبه، وهكذا كان فعله فى الحياة.
لم يجد دربًا إلى الخير، إلا سلكه.
عندما وقع زلزال إيران، هرع إلى إرسال المساعدات الإنسانية إلى هناك، قيل له: كيف تفعل والنظام الإيرانى يحتل ثلاث جزر إماراتية؟ فأجاب: إنما أغيث المشردين المساكين، فالإنسانية شيء، وتجاذبات السياسة شيء آخر.
عندما أراد اليمن إعادة بناء سد مأرب، شمر عن ساعديه، وتعهد بتكلفة المشروع من أجل رفاهية الأشقاء.
فى البوسنة والهرسك، فى أفغانستان، فى كوسوفا، فى الصومال، فى أى منطقة منكوبة على الأرض، ستجد الأيادى البيضاء لـ«زايد الخير» سباقة إلى العطاء.
أما فى مصر، التى أحبها من أعماق قلبه، فتكفى مقولته الخالدة، إبان حرب السادس من أكتوبر: ليس البترول العربى بأغلى من الدم العربي، ثم قراره قطع إمدادات النفط، وهو القرار الذى كان ضربة قاصمة للدول المؤيدة للصهاينة.
وبعد القطيعة، إثر توقيع السادات معاهدة كامب ديفيد، لم يكن زايد ليرضى أن ينفصل قلب الأمة عن جسدها، فإذا به يطلق مقولته: «إننا لا نرضى بأن تبعد مصر عن الأمة، أو أن تبعد الأمة عنها، وإذا لم تأت مصر إلينا، ذهبنا إليها».
وفى عام 1989 كانت للراحل الكبير مبادرته بإعادة العلاقات مع مصر، ومن ثم تذويب جليد الخلافات العربية، وإنهاء المقاطعة، ويذكر له وقتها أنه قال: أنا مصرى مثل ما أنا إماراتي.
رحم الله زايد الخير، إنسانًا كبير القدر، فارسًا من فرسان الإنسانية، صورة خالدة من صور العطاء.
2018
عام زايد
أعلن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الإمارات، أن عام ٢٠١٨ فى دولة الإمارات يحمل شعار «عام زايد». وتنص توجيهات رئيس دولة الإمارات على الانتهاء من صرف المكافأة قبل عيد الفطر المبارك، تسهيلًا على المواطنين قبل حلول هذه المناسبة. وفقًا للوكالة الرسمية الإماراتية فإن القيمة العليا للمكافأة على الراتب ٥٠ ألف درهم (١٣.٦٦ ألف دولار) كحد أقصى، فيما تبلغ القيمة الدنيا لها ٥ آلاف درهم (١.٣٦٦ ألف دولار). وتبلغ القيمة الإجمالية للمكافأة، التى أمر بصرفها رئيس دولة الإمارات ١.٦ مليار درهم، ما يعادل ٤٣٧ مليون دولار، تصرف لمرة واحدة.