كعادته ما أن يعتلي خشبة المسرح، يجلس هادئا على كرسيه أمام الجمهور،
ينفصل عن العالم من حوله لا تربطه به سوي أذنه التي تتابع بدقة الألحان من حوله،
أما عينيه فتكون ما بين التركيز على أوتار جيتاره، والذي يجري دوما معه حوارا لا ينقطع
إلا بانتهاء المقطوعة التي يعزفها، أو لتتابع عصا المايسترو، ليقدم الموسيقى التي
يعشقها، وخاصة ألحان الراحل الشقي منير مراد والتي يعتبرها تحدي كبير إليه في أن
يقدمها برؤية جديدة ومختلفة من خلال جيتاره.
وأجمع الكثيرون من الجمهور والمتخصصين أن الحان مراد من أصعب الألحان
التي يمكن أن يتم عزفها على الآلات الموسيقية، ولكن بعد أيام طويلة من العمل على
هذه الرؤية الجديدة وتأليفها، تمكن عازف الجيتار الشهير وحيد ممدح من أن يجب أكثر
من 10000 شخص من الشعب السعودي والجاليات المصرية والعربية التي تواجدت على مدار
يومين بمركز الملك فهد الثقافي في الرياض.
وبدأ وحيد الحفلين الذي أقامتهما دار الأوبرا المصرية بالرياض كصوليت
بالعزف على الجيتار مع فرقة الموسيقى العربية بقيادة المايسترو مصطفى حلمي، وهي
المرة الأولى التي يقدم فيها رؤيته للجمهور السعودي، والأولى أيضًا في أن يقدم
رؤية جديدة لأعمال شادية بعد أن قدم مجموعة من أغاني العندليب الأسمر في حفلاته
السابقة، فقدم رائعة الموسيقار منير مراد "إن راح منك يا عين"، والتي
كتب كلماتها فتحي قورة، وأيضا "على عش الحب" لمنير مراد والتي كتب
كلماتها مرسى جميل عزيز، ولقد تجاوب الجمهور الحضور معه بقوة وإن كان اليوم الثاني
كان التفاعل فيه أشد، لدرجة أن العديد منهم أطلق عليه لقب عمر خورشيد الألفية
الجديدة لقدرته على أن يرسم شخصية مختلفة للجيتار وسط الآلات الموسيقية الشرقية بل
ويتربع عليها جميعا، ليتشابه مع الراحل عمر خورشيد الذي ظل ملكا للجيتار لسنوات
طويلة حتى وفاته.
وقال وحيد إنه منذ فترة يقوم بالتحضير لتقديم عمل مختلف، عن مجموعة
العندليب التي قدمها في عدد من الحفلات بدار الأوبرا المصرية وبمهرجان الموسيقي
بالشارقة، ولذلك قام بتحضير عملين من تأليف الموسيقار منير مراد والتي تغنت بهم
شادية عامي 1962 و1959 ليقدمهم لأول مرة في أول حفل له ولدار الأوبرا المصرية
بالرياض، وقام بعمل العديد من البروفات بمصاحبة الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو
مصطفى حلمي، وحضر الحفل مع الجمهور الدكتور عواد صالح العواد وزير الثقافة والإعلام
السعودي ونظيرته الدكتورة إيناس عبد الدايم.
وأكد ممدوح المجهود الجبار الذي قامت به الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة لتعزيز التواصل الثقافي بين مصر والمملكة العربية السعودية، وأكد على ما قالته إن التواصل الثقافي هو صمام أمان للهوية العربية وعلى مدى قدرة القوة الناعمة في مواجهة الأفكار الظلامية، مما يؤدى إلى الأمن الفكري وينعكس إيجابًا علي البلدين، وأشار أن الحفل شاركه فيه مجموعة من نجوم الأوبرا ما يقارب من 45 فنانًا منهم مي فاروق، أحمد عفت، نهاد فتحي، أحمد عصام.
