الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

فرانسيسكو دي جويا.. صاحب اللوحة المرعبة

 فرانسيسكو دى جويا
فرانسيسكو دى جويا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مارس فرانسيسكو دى جويا فن الرسم والنقش كشكل من أشكال الاعتراف التي يحتاج إليها الإنسان في بعض أوقاته، كما كانت صورته الخاصة للبحث عن الحقيقة، حملت لوحاته تاريخا صادقا وكاملا لإسبانيا ولظروفها التاريخية العصيبة التي عاصرها، فعكس فيها الاضطرابات السياسية والاجتماعية، كما صور طبقة النبلاء في زمنه، يعتبر جويا صاحب أبشع لوحة في التاريخ فقد رسم لوحة مرعبة عن حيوان أسطوري يأكل أولاده حملت من الإسقاطات الدلالية الكثير، مما يبعدها عن كونها مجرد لوحة تسجيلية لأسطورة من الأساطير، فالظلم والقهر، والعنف، والاستبداد والفساد والجنون كان يؤطر المعنى.
جويا، والذي تحل ذكرى وفاته اليوم الإثنين، كان قد ولد في سرقسطة عام 1746 لأب من الفلاحين البسطاء، حينما بلغ الرابعة عشرة، بدأ تمارينه في التصوير، ظهرت مواهبه الفنية في وقت مبكر، فكان يرسم بالفحم المتبقى من فروع الأشجار المحترقة على الحوائط والأحجار، وكان يرسم في ذلك الوقت رسمًا مألوفًا لعصره، لكن يُعتقد أنه التحق بمعهد فني كان يديره الرسام خوسيه لوزان، وقد بلغ سن السابعة عشرة فرحل إلى مدريد للاشتراك في المباراة التي أقيمت في الأكاديميّة للفنون الجميلة في سان فرناندو. وفي العام 1786 التحق بالقصر ليكون رسامًا في خدمة البلاط. وفي 1790 انتخب عضوًا في أكاديميّة الفنون الجميلة في فلنسيا.
عاش فترة هادئة عندما استمر في تصوير وجوه أسر النبلاء الإسبان، وكان في الوقت نفسه ينجذب أكثر للأحداث السياسية في بلده، لا سيما حرب الاستقلال الوطني، وعندما انتهت الحرب كان قد انتهى من لوحته المشهورة "إعدامات"، وأخذت الصعوبات تكدر حياته، غير أنه شعر بعودة الحياة إليه بعد حلول السلام في ربوع إسبانيا، فبدأ برسم مجموعتين من الرسوم غير الاعتياديّة حملتا عنوان "مصارعة الثيران" و"أمثلة" سعى من خلالهما إلى تعلم الأساليب الجديدة للطباعة الحجريّة "الليتوغراف"، ولكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك إلا في مدينة "بوردو".
وفي أعماله الأخيرة التي رسمها قبل وفاته إتجه لتكثيف العمل على مفهومه الانطباعي فرسم لوحته "لا أزال أتعلم" كصورة لرجل كهل يحمل روحا حيوية، وسيطرت عليه عدة نوبات عصبية مرضية جعلته الأخيرة يلفظ أنفاسه الأخيرة بين محبيه وأصدقائه وهؤلاء الرسامين المبتدئين الذين تعلقوا به، وذلك في 16 أبريل من العام 1828.