الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أعياد المحافظات.. أمل المحليات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفل المحافظات فى بلادنا بما يسمي العيد القومي لكل محافظة على حدة ولكل عيد ذكري وطنية خالدة فى ذاكرة أبناء كل محافظة.
بعضها مرتبط بمقاومة الاحتلال أي كان إنجليزيا أو فرنسيا أو مقاومة للغزاة الصليبيين وبالتأكيد ضد العدو الإسرائيلي وبعض من مناسبات الأعياد القومية للمحافظات مرتبط بعمليات التنمية والتعمير أو المشروعات المهمة.
والمتابع والدارس لتاريخ الأعياد القومية بالمحليات يعرف أنه يوجد ٩ محافظات ترتبط أعيادها القومية بمقاومة الاحتلال البريطاني وهي «الجيزة – البحيرة – المنوفية – بورسعيد – الإسماعيلية – الفيوم – بني سويف – كفر الشيخ والمنيا»، بينما هناك أعياد ٥ محافظات لها ارتباط وثيق بمقاومة قوات الاحتلال الفرنسي «الدقهلية – الغربية – أسيوط – سوهاج ـ قنا».
بينما المحافظات التى ترتبط أعيادها بمقاومة العدو الإسرائيلي فهي محافظات شمال سيناء وجنوب سيناء والبحر الأحمر ثم السويس على رأسهم باعتبارها صاحبة ملحمة المقاومة الشعبية فى تاريخ مصر الحديثة لمقاومة العدو الإسرائيلي ووقف شعبها ضد محاولات احتلالها من القوات الإسرائيلية فى ٢٤ أكتوبر ١٩٧٣ العيد القومي الأشهر بين المحافظات، وتبقي محافظة الشرقية المرتبط عيدها بوقفة الزعيم أحمد عرابي أمام الخديو توفيق.
أما المحافظات التى تحتفل بأعيادها القومية لمناسبة مرتبطة بالتنمية والبناء والمشروعات المهمة هي المحافظات الـ٨ الاخري «القاهرة لارتباط عيدها بتاريخ بنائها «جوهر الصقيلي» – الإسكندرية فإن عيدها مرتبط بخروج الملك فاروق –القليوبية بافتتاح القناطر الخيرية أما دمياط فإنها مرتبط بالغزاة الصلبيين ومحافظة مطروح بسبب الحرب العالمية – وعيد محافظة الوادي الجديد المرتبط بطلائع الخير والتعمير – أما أسوان لذكري بناء السد العالي والأخيرة محافظة الأقصر فإنها يرتبط عيدها القومي لتاريخ اكتشاف الآثار ومقبرة توت عنخ آمون، وهكذا ستظل أعياد المحليات فى المحافظات رمزًا للذاكرة الوطنية المصرية الخصبة.
ولكن للأسف فإن المتابع لتلك الأعياد يري أنها قد تحولت فى السنوات الأخيرة إلي احتفالات شكلية نمطية تقليدية تبدأ بطابور العروض الرياضية والعسكرية مرورًا بكلمات رسمية جافة تستعرض إنجازات متكررة وبعضها جديد وتنتهي بحفل غنائي صاخب تذاع فيه الأغاني العاطفية وبعض الأغاني الوطنية التى غالبا يحضرها النخب التنفيذية والقيادات السياسية بعيدًا عن أبناء المحافظة من الجمهور العادي.. بينما تصرف الملايين من الجنيهات سنويا على تلك الاحتفالات سواء من الخزانة العامة أو بالمشاركة وكلها تصب فى خانة إهدار المال العام.
لا شك أن إحياء الذاكرة الوطنية والمناسبات التاريخية شىء مهم للمحافظات ولكن ليس بالاحتفالات الباهتة والمملة شكلًا وموضوعيًا.
إن وزارة التنمية المحلية والمحافظين والقيادات السياسية والمثقفين وأساتذة الجامعات المصرية فى تلك المحافظات بطول البلاد وعرضها عليهم إعادة النظر فى الاحتفالات بالأعياد القومية للمحافظات بطريقة أخري تكون محفزة نحو أعمال التنمية الحقيقية فى تلك المحافظات من أجل تحقيق الديمقراطية وتطبيق اللامركزية ووضع الحلول للمشاكل المحلية وأولوياتها والأهم وضع رؤي واقعية لمستقبل كل محافظة بدراسة الخصائص التى تهم كل منها واضعين فى الاعتبار الفرص والتحديات لمواجهتها حتي تحقق التنمية المحلية بشكل نحو الاستدامة وتقديم الخدمات الأفضل للمواطنين ومواجهة الفساد ومن هنا نقترح:
• وضع برامج واقعية وحلول علمية لأهم المشكلات التى تواجه كل محافظة.
• وضع رؤي مستقبلية لكل محافظة من خلال دراسة الموارد الذاتية من ثروات طبيعية وميزات إنتاجية تنافسية.
• مناقشة الموازنات والميزانيات لكل محافظة ووضع الأولويات للمشاريع المهمة الاقتصادية والخدمية.
• تعظيم فرص العمل للشباب بتوفير الفرص المحلية بدراستها مع أطراف المؤسسات المحلية والهيئات المعنية.
• عقد الندوات واللقاءات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية لمناقشة الأوضاع الاقتصادية سواء الزراعية أو الصناعية لكل محافظة.
• تحويل الاحتفالات إلى لغة أرقام حقيقية لمتابعة المشروعات.
• تكريم النماذج الجادة والمشرفة وأصحاب المبادرات العملية فى خدمات المجتمع المحلي.
• دعوة المؤسسات المحلية للمشاركة المجتمعية من أجل تطوير المجتمع بمساهمات تعلن بشفافية واضحة.