الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

لأول مرة في الأردن.. الاحتفال بعيد البشارة إسلاميًا ومسيحيًا

الاختفال الاسلامي
الاختفال الاسلامي المسيحي بعيد البشارة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في 20 سبتمبر 2016، وقف الملك عبدالله الثاني ابن الحسين على منبر الأمم المتحدة وقال: "أما السيد المسيح عليه السلام، فقد ذكر 25 مرة في القرآن الكريم، وأمه مريم، والتي يصفها الإسلام أنها "خير خلق الله من النساء" مذكورة 35 مرة، كما في القرآن الكريم سورة كاملة باسم مريم، إن الخوارج يتعمّدون إخفاء هذه الحقائق عن الإسلام ليفرقوا بين المسلمين وغير المسلمين، وهو أمر لا يمكن أن نسمح به".
ومن هذه اللحظة، وانطلاقا من توافق وأسس مشتركة بين معطيات القرآن الكريم والكتاب المقدس، قرر المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام، بالتعاون مع رؤساء الكنائس في الأردن، أن يحيي عيدًا سنويًا، يحتفل به مسيحيو العالم بعيد بشارة الملاك جبرائيل للسيدة العذراء، المبجلة في الإنجيل والقرآن على السواء، وبأن يصبح عيدًا وطنيًا تشترك فيه فسيفساء الوطن الجميلة.
وأقام المركز الكاثوليكي الاحتفال للمرة الاولى، تحت رعاية نائب رئيس الوزراء جمال الصرايرة، ويحضره رؤساء الكنائس وممثلون عن دار الافتاء ووزارة الأوقاف والمقدسات الإسلامية ودائرة قاضي القضاة، كما يشارك به رئيس وأعضاء اللجنة اللبنانية الوطنية للاحتفال بعيد البشارة، وتشترك به أطياف وفعاليات متعددة تجتمع على عبادة الله والإخلاص ومحبة الوطن وقيادته وشعبه.
12 عاما احتفال مشترك في لبنان
يحتفل لبنان منذ اثنتي عشر سنة بأديانه وطوائفه كافة بعيد بشارة السيدة العذراء بمشاركة وطنية، بعد أن رأت الرئاسات الروحية، "بأنّ شخصية مريم العذراء هي شخصية "جامعة" وليست مثار خلاف أو جدال، ولها خصوصية في الإسلام.
هذا طبعًا صدى لحضورها في الإنجيل المقدس، كأم للسيد المسيح. ولمّا كان حدث البشارة مذكورًا بتفصيله في كل من الكتابين، رأت القيادات والإرادات الحسنة أن تجعل من العيد الديني عيدًا وطنيًا واجتماعيًا.
فصار الاحتفال به رسميًا في لبنان قبل 12 سنة، وازداد زخمًا عندما أعلن قبل ثماني سنوات بأنه عطلة رسمية وعيد جامع. وما زال يتخذ شعارًا له: اللقاء الإسلامي المسيحي حول السيّدة العذراء".
نهضة أردينة من التآخي الإسلامي المسيحي 
أما بالنسبة للأردن، وبما يحوي من آثار قديمة، ولحمة وطنية، فيعتبر مؤهل أكثر من أي بلد آخر، للتأسيس على نهضة جديدة من الوئام والتآخي إسلامية ومسيحية تضاف إلى المبادرات العديدة التي أطلقها، بفضل قيادته الحكيمة ووعي شعبه، والتآلف الموجود بين مسلميه ومسيحييه:
فقد صدّر الأردن رسالة عمّان 2004، وكلمة سواء 2007، بجهود حثيثة من الأمير غازي بن محمد، مستشار الملك للشؤون الدينية والثقافية، وبادر الأردن إلى اقتراح أسبوع الوئام بين الأديان 2010 وتبنته الدول الاعضاء في الأمم المتحدة بإجماع قلّ نظيره، ودعا إلى مؤتمر التحديات التي تواجه العرب المسيحيين 2013، كما استضاف المسيحيين المهجّرين من الموصل 2014. 
ويقول المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام إن الأردن بلد التاريخ والحضارة وبلد الهاشميين، الذي يحتوي التراث المقدس والماء المبارك. هو أرض مرّ فيها موسى، وولد فيها إيليا (مار إلياس) ومنها صعد إلى السماء. وبلد يوحنا المعمدان الذي عمّد السيد المسيح، في موقع المغطس، أي موقع المعمودية.
وهو كذلك أرض مرّت فيها مريم المبجّلة ولها ذكرى عطرة في عنجرة، حيث يقول التقليد المسيحي بأنها مرت مع السيد المسيح، وصار لها مزار تاريخي اسمه: مزار سيدة الجبل، بالإضافة إلى المزارات العديدة في وطننا الغالي التي تحيي ذكراها المقدّسة في بلادنا.
الأردن اليوم هو بلد العيش المشترك الإسلامي المسيحي. ومنذ بدء تأسيس الإمارة الأردنية عام 1921، وبعد أعوامٍ قليلة من الثورة العربية الكبرى التي احتفلنا قبل عامين بمئويتها الأولى، كان المسيحيون والمسلمون جنبًا إلى جنب، كتفًا إلى كتف، يُسهمون في إنشاء إمارة الأردن، التي أصبحت فيما بعد وإلى اليوم المملكة الأردنية الهاشمية.
وبادر الملك عبد الله الثاني إلى إعلان عيد الميلاد "عطلة رسمية لجميع المواطنين" وبدأ الاحتفال به منذ عام 2000، ونحن إذ ندعو إلى الاحتفال بعيد البشارة اليوم، فلكي يكون رمزها الديني حافزًا لإغناء –ولا نقول لخلق- الوحدة الوطنية واللحمة الاجتماعية.
عيد البشارة
ويقول المركز الكاثوليكي إنّ عيد البشارة الذي جرت أحداثه في مدينة الناصرة المقدّسة، يدعونا كذلك، من جوار النهر الخالد، نهر الأردن، إلى أن نرفع أدعيتنا من أجل المدينة الأقدس، التي هي القدس الشريف، وبخاصة فيما تعانيه اليوم، من ظلم واعتداء على تاريخها وحضارتها، داعين المجتمع الدولي الى تبني مسؤولياته لتنفيذ القرارات الدولية، والحفاظ على الوصاية الهاشمية التاريخية، واعطاء الشعب الفلسطيني حقه بدولة مستقلة عاصمتها القدس العربية.