رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

السعادة في تسلق الجبل.. سرّ رسالة ماركيز الأخيرة

جابرييل جارسيا ماركيز
جابرييل جارسيا ماركيز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحلّ، اليوم، ذكرى ميلاد الكاتب والروائي والناشط السياسي الكولومبي جابرييل جارسيا ماركيز، وهو من مواليد 1927، وغاب عن عالمنا في 17 أبريل 2014، وكانت آخر رسائله وهو على فراش الموت، والتي سرعان ما انتشرت بجميع المواقع الإلكترونية حول العالم وانتشرت بين محبّيه، ووجّهها لأصدقائه، قد حملت معاني حب الحياة والعشق والمثابرة والاستمرار بتحقيق أحلامنا في الحياة حتى في آخِر لحظاتها.
وقال ماركيز: "لو شاء الله أن يهبني حفنة حياة أخرى سأستغلها بكل قواي. ربما ما قلت كل ما أفكر فيه لكنني حتمًا سأفكر في كل ما سأقوله.
وسأمنح الأشياء قيمتها، لا لِما تمثله، بل لما تعنيه، سأنام قليلًا، وأحلم كثيرًا، مدركًا أن كل لحظة نوم خسارة لـ60 ثانية من النور، وسأسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام، لو شاء ربي أن يهبني حفنة حياة أخرى سأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على وجه الأرض عاريًا ليس من جسدي وحسب بل من روحي أيضًا، وسأبرهن للناس كم يخطئون لو اعتقدوا انهم لن يكونوا عشاقًا متى شاخوا، فهم لا يدرون إنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق.
وعن الطفولة قال ماركيز: "للطفل سأعطي الأجنحة، لكنني سأدعه يتعلّم التحليق وحده، وللكهول سأعلّمهم أن الموت لا يأتي بسبب السنّ بل بفعل النسيان".
لقد تعلمت منكم كثيرًا أيها البشر، تعلمت أن الجميع يريدون العيش في القمة غير مدركين أن سرّ السعادة في كيفية تسلق الجبل.
- وتعلّمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرّة الأولى يعني أنه أمسك بها إلى الأبد. تعلّمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط، حين يجب أن يساعده على الوقوف.
تعلمت منكم أكثر! لكن قليلًا ما سيسعفني ذلك، فما إن أنهي توضيب معارفي سأكون على شفير الوداع. 
قل دائمًا ما تشعر به وافعل ما تفكّر فيه، لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة أراكِ نائمة كنت آخذكِ في ذراعيّ وأصلّي أن يجعلني الله حارسًا لروحكِ. لو كنت أعرف أنها دقائقي الأخيرة معك لقلت: أحبكِ ولتجاهلت بخجل أنكِ تعرفين ذلك، هناك بالطبع يوم آخر. 
والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل خيرًا، لكن لو أنني مخطئ وهذا هو يومي الأخير أحب أن أقول: كم أحبكِ، وكم أنني لن أنساكِ؛ لأن الغد ليس مؤكدًا لا للشاب ولا للكهل، ربما هذا آخر يوم نرى فيه من نحب. فلنتصرّف لئلا نندم لأننا لم نبذل الجهد الكافي لنبتسم، لنحنّ، لنطبع قبلة، أو لأننا مشغولون عن قول كلمة فيها أمل.
احفظوا قربكم ممن يحبكم وتحبّون، قولوا لهم همسًا إنكم في حاجة إليهم، أحبوهم واهتموا بهم، وخذوا الوقت الكافي كي تقولوا: نفهمكم، سامحونا، من فضلكم، شكرًا، وكل كلمات الحب التي تعرفونها. لن يتذكر أحد أفكاركم المضمرة، فاطلبوا من الربّ القوة والحكمة للتعبير عنها، وبرهنوا لأصدقائكم وأحبائكم محبتكم لهم».