شن أعضاء مجلس النواب، خلال الجلسة العامة للبرلمان اليوم الأحد، هجومًا حادًا على وزير النقل هشام عرفات نتيجة الإهمال فى مرفق السكك الحديدية بعد وقوع حادثة قطارى المناشى بالبحيرة.
وقال النائب عصام القاضى، عضو مجلس النواب: إن حادث قطارى المناشى بالبحيرة، فاجعة ومسلسل للإهمال المستمر فى السكة الحديد، والتى لا يتم فيها أى صيانة ولا متابعة من الحكومة.
وتابع القاضى: «كفانا إهدارا للمال والأرواح ولا بد من وقفة»، متابعا: «خط المناشى متهالك ولا يصلح للاستخدام وأرواح الناس مش لعبة، والمسئولية السياسية لهذه الفاجعة تقع على وزير النقل».
واتفقت معه النائبة سهير الحادى، عضو مجلس النواب، مؤكدة أن أرواح المصريين، يتم إهدارها دون أى حساب، وطالبت بضرورة مراجعة شبكات السكة الحديد فى مصر.
وتساءل النائب محمد بدراوى عضو مجلس النواب، عن ما فعله وزير النقل هشام الشريف، طوال العام الذى قضاه فى الوزارة، فى ظل مطالبته بزيادة الإمكانيات لتطوير سكك حديد مصر، مؤكدًا أن معدل الحوادث فى العام الذى قضاه وزير النقل ازداد بالمقارنة بالأعوام الماضية، متسائلا: «هل البرلمان تأخر عن دعم الحكومة؟».
وتساءل بدراوى عن القروض التى تم استلامها فى وزارة النقل، وآليات صرفها قائلًا: هل يا سيادة الوزير رفع الأسعار هيقضى على حوادث القطارات؟
فيما قال النائب أحمد سليمان عضو مجلس النواب: "ربنا هيحاسبنا على كارثة حادثة البحيرة فى تصادم القطارين بسبب التقصير"، مؤكدا أن ذنب الأهالى الذين راحوا ضحية هذه الحادثة متمثل فى أنهم فقراء يستقلون هذا القطار الذى لا يصلح للعمل إطلاقا، مطالبا بضرورة أن تتحرك الحكومة لإصلاح ورفع كفاءة خط المناشى لأنه خط بديل لطريق الإسكندرية وعليه ضغط كثير.
قال الدكتور أيمن أبوالعلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب: إن الإهمال والفساد وجهان لعملة واحدة فى هيئة السكك الحديدية.
وتساءل أبوالعلا خلال الجلسة، أين الخبراء الإيطاليون الذين تمت الاستعانة بهم لتطوير السكك الحديدية؟ قائلًا: «لم نر أى تعديل فى إعادة الهيكلة».
وتابع: «حوادث القطارات فى رقبة البرلمان مشددا على ألا يمر الحادث الأخير لقطارى المناشى بالبحيرة مرور الكرام»، بينما أكد النائب عبدالهادى بعجر عضو مجلس النواب أن ٩٠٪ من السكك الحديدية متهالكة.
وطالب بعجر، بإيقاف كل القطارات المتهالكة لعدم التضحية بالفقراء والبسطاء.
وأشار إلى أن مديونية السكة الحديد بلغت ٤٢ مليار جنيه، مطالبا الحكومة بإسقاط المديونية عن السكك الحديدية.
من جانبه أكد الدكتور هشام عرفات، وزير النقل والمواصلات، أن مشكلة الصيانة تتمثل فى أن الجرارات تعمل منذ ١٩٧٧، ومر عليها أكثر من ٣٧ سنة، بينما فى كل دول العالم يعمل الجرار لمدة ١٢ سنة وبعدها تتم صيانته لعمل دورة ثانية فقط، أو استخدامه فى الخطوط القصيرة.
وأشار الوزير فى كلمته خلال الجلسة العامة للبرلمان، إلى أن عدد الجرارات منذ ١٩٧٧ يمثل ٩٨٪ من قوة السكك الحديدية، وتعمل على «الخطوط الطوالي» وجميعها المفروض أن تتوقف، وليس صيانتها.
وقال الوزير: يجب النظر إلى الأزمة بعيدا عن العواطف، قائلا: «أنا أكثر واحد تأثرت بالحادث وكنت بشيل الجثث بإيدي»، وأشار إلى أن السكك الحديدية تعمل بجهود عاملين لم يتم توفير الإمكانيات لتدريبهم أو حتى أعمال صيانة فى الجرارات والورش، موضحا أن الورش لم يتم تطويرها منذ ١٩٦٥، وأكد أن الجرارات التى يتم العمل بها منذ حكومة مصطفى خليل، كان من المفترض أن تتوقف أصلا، ولكنها تعمل على الخطوط الطوالي، وتصل إلى أسوان.
