الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

«أتقبلون التحدى؟».. رسالة البابا فرنسيس فى يوم الشباب العالمي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«وفيما يقترب اليوم العالمي للشباب فى بنما، أدعوكم لكى تتحضروا لموعدنا هذا بفرح وبحماس، من يريد المشاركة بمغامرة كبيرة، إن اليوم العالمى للشباب هو للشجعان، وليس لشباب يبحثون فقط عن الراحة ويتراجعون أمام المصاعب.. أتقبلون التحدى؟»، بهذه الكلمات اختتم البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، رسالته للشباب حول العالم بمناسبة اليوم العالمى الثالث والثلاثين للشباب، الذى تحتفل به الكنائس الكاثوليكية فى الخامس والعشرين من مارس الجاري.
رسالة بابا الفاتيكان التى حملت عنوان «لا تخافى يا مريم، فقد نِلتِ حُظوَة عِندَ الله»، قال فيها رأس الكنيسة الكاثوليكية، إن اليوم العالمي للشباب لسنة ٢٠١٨، هو خطوة نحو الأمام فى مسيرة التحضير لليوم الذى سوف يُحتفل به على صعيد عالمى فى بنما فى شهر يناير عام ٢٠١٩. 
تحضيرًا لسنودس الأساقفة يصدر كتاب «النور» فى ٢٠ مارس، بست لغات. الكتاب يقوم على حوار مع البابا فرنسيس يجريه الصحفي والكاتب الإيطالي توماس ليونسيني، يتوجه فيه الأب الأقدس إلى شباب العالم ليؤكد لهم أن اللّه دائم التجدد.
وأشار البابا فى رسالته إلى الجمعية العامة العادية لسنودس الأساقفة، والذى يحمل عنوان «الشباب، الإيمان وتمييز الدعوات» حيث توجه الكنيسة صلاتها وتفكيرها إلى الشباب، وأعلنت الأمانة العامة لسنودس الأساقفة عن إطلاق موقع إلكترونى استعدادًا للجمعية العامة العادية الخامسة عشرة لسنودس الأساقفة فى شهر أكتوبر عام ٢٠١٨. 
واستعدادًا لسنودس الأساقفة للشباب، أطلق الفاتيكان موقع إلكترونى يتيح تعزيز مشاركة أكبر لجميع الشباب فى العالم، ليس فقط من خلال الحصول على معلومات حول السنودس القادم، وإنما أيضًا من خلال المشاركة فى مسيرة الاستعداد لهذا الحدث.
وأشارت الأمانة العامة لسنودس الأساقفة، إلى أن الموقع الإلكترونى يتضمن مجموعة أسئلة موجهة للشباب بلغات عديدة منها الإيطالية، الإنجليزية، الفرنسية، الإسبانية والبرتغالية.
«فرنسيس» فى رسالته أكد أن اختياره للسيدة العذراء لتكون شفيعة لليوم العالمى للشباب يأتى من دعوتها لتكون أم المسيح، مشيرًا إلى أن ظهور الملاك المفاجئ وسلامه الغامض للعذراء جعلها تتفاجأ من هذا الكشف الأول عن هويتها ودعوتها، إذ كانت تجهلهما، وعلى غرار شخصيات أخرى من الكتاب المقدس، ارتجفت مريم، أمام سر دعوة الله، الذى يضعها فى لحظة أمام عظمة مُخططه، ويجعلها تشعر بصغرها كخليقة متواضعة. 
وأضاف البابا: «وإذ رأى فى عمق قلبها، قال لها الملاك: «لا تخافى»! إنَّ الله يرى أيضًا فى أعماقنا، ويعرف جيدًا كل التحديات التى علينا مواجهتها فى حياتنا، ولا سيما إزاء خيارات أساسية يتعلق بها مصيرنا فى هذا العالم»، مستطردًا: «إنها «الرعشة» التى نشعر بها أمام القرارات التى تتعلق بمستقبلنا ووضعنا ودعوتنا، ففى تلك اللحظات نضطرب وتعترينا مخاوف كثيرة».
ووجه البابا حديثه للشباب «وأنتم أيها الشباب، ما هى مخاوفكم؟ ما هو الأمر الذى يُقلقكم أكثر؟ إن إحدى المخاوف «المُستترة» عند الكثيرين منكم، هى الخوف من ألا تكونوا محبوبين ومقبولين لما أنتم عليه، كثيرون أيضًا يستحوذ عليهم هوس الحصول على أكبر عدد ممكن من الإعجاب».
ولفت، من هذا الشعور بالنقص، تولد العديد من المخاوف والشكوك، فيخاف آخرون من عدم إيجاد استقرار عاطفي ومن البقاء وحيدين، ونقص فرص العمل فيسيطر على كثيرين الخوفُ من عدم إيجاد منصب مهني مرضي، وعدم تحقيق أحلامهم. 
ووضع البابا فرنسيس عدة أسئلة للشباب قبيل الاستعداد ليومهم العالمى قائلًا: اسألوا أنفسكم فى الوضع الذى أعيشه اليوم، ما الذى يزعجني، وما الذى أخشاه أكثر؟ ما الذى يعقينى ويمنعنى من التقدم؟ لماذا لا أملك الشجاعة للقيام بالخيارات المهمة التى علي القيام بها؟.
وأضاف البابا فرنسيس، أصبح التمييز ضروريًا عندما يتعلق الأمر بالبحث عن الدعوة الشخصية، والتى غالبًا ما لا تكون واضحة على الفور أو جلية ولكننا نفهمها شيئا فشيئا، وبالتالى من الضرورى عيش صمت الصلاة للإصغاء لصوت الله الذى يتردد صداه فى الضمير. فهو يقرع على أبواب قلوبنا، كما فعل مع مريم.
وعن دور الكنيسة فى توجيه الشباب، قال البابا «اعلموا، فى شكوكِكم، أنه بإمكانكم الاعتماد على الكنيسة، أعرف أن هناك كهنة، ومكرسون ومكرسات، ومؤمنون علمانيون، صالحون، وكثيرون منهم هم شباب أيضًا، وباستطاعتهم كإخوة وأخوات أكبر فى الإيمان أن يرافقونكم؛ وسيعرفون كيف يساعدونكم على فهم شكوكِكم وقراءة مخطط دعوتكم الشخصية».
واستطرد: «إن المسيحيين الحقيقيين لا يخافون من الانفتاح على الآخرين، ومن مشاركتهم أماكن عيشهم الخاصة محولين إياها إلى فسحات أخوة، لا تسمحوا، لشرارة الشباب بأن تنطفئ فى ظلام غرفة مغلقة، نافذتها الوحيدة لرؤية العالم هى نافذة الكمبيوتر والهاتف الذكي، لتكن أوقاتكم عامرة بأشخاص ملموسين، وعلاقات عميقة، تتقاسمون معهم خبرات أصيلة وحقيقية من حياتكم اليومية».
وأشار إلى أن المجهول الذى يخبئه لنا الغد، ليس تهديدًا مُظلمًا علينا أن ننجو منه، بل هو وقت مناسب يُعطى لنا كى نحيا دعوتنا الشخصية ونشارك بها إخوتنا وأخواتنا فى الكنيسة والعالم، فأنتم بحاجة لأن تشعروا بأن هناك من يثق بكم حقا لذا، ثقوا بالكنيسة. وختم البابا فرنسيس: «إن الرب والكنيسة والعالم ينتظرون أيضًا جوابكم على الدعوة الفريدة لكل واحدٍ منكم فى هذه الحياة، وفيما يقترب اليوم العالمي للشباب فى بنما، أدعوكم لكى تتحضروا لموعدنا هذا بفرح وبحماس مَن يريد المشاركة بمغامرةٍ كبيرة، إن اليوم العالمى للشباب هو للشجعان، وليس لشباب يبحثون فقط عن الراحة ويتراجعون أمام المصاعب. أتقبلون التحدي؟.
ووصف أمين عام سنودس الأساقفة الكاردينال لورينزو بالديسيري، الاجتماع بأنه جديد من نوعه ويهدف إلى الإصغاء للشباب من دون استثناء، وسيشارك حوالى ٣٠٠ شاب فى اجتماع ما قبل السنودس فى روما من ١٩ حتى ٢٤ مارس، وقد دعيت المؤتمرات الأسقفية وحركات الشباب الكاثوليكية لإرسال من شخص إلى ثلاثة ممثلين عنهم، وإن كان معظم هؤلاء كاثوليك، فبعضهم من غير المؤمنين.
وسيحضر الاجتماع شبابا مروا بمراحل صعبة فى حياتهم كالسجن أو الاتجار بالبشر، كما سيشارك شباب من الجماعات الكاثوليكية مثل «الطريق الجديد»، وجماعة «عمانوئيل». وسينضم أيضا إليهم شباب ينتمون إلى منظمات إنسانية وسياسية، ويهدف هذا النوع الجديد من اللقاءات الاستعدادية إلى مساعدة الشباب على «إيجاد معنى لحياتهم». 
كما سيستقبل البابا فرنسيس المشاركين فى اليوم الأول من اجتماع ما قبل السنودس، وسيجيب على بعض الأسئلة، وسيعمل الشباب وفق ست مجموعات لغوية لوضع وثيقة مشتركة، سيسلمونها إلى الحبر الأعظم فى ٢٥ مارس خلال قداس الشعانين وستكون بمثابة وثيقة العمل الخاصة بالسنودس فى أكتوبر المقبل.
وأضاف رغم مشاركة حوالى ٣٠٠ شاب فى الاجتماع فى روما، فسيسمح الكرسى الرسولى لشباب العالم أجمع بالمشاركة أيضا عبر شبكات التواصل الاجتماعى «فيسبوك وتويتر»، وسيتعين على الراغبين فى المشاركة التسجيل قبل موعد الاجتماع.