الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عزت العلايلي يتحدث لـ"البوابة نيوز": السيسي قائد عظيم.. يوسف السباعي بكي بسبب دوري بـ"السقا مات".. ورجال السياسة يستفيدون من الفنانين.. أخطأت في بعض أعمالي.. و"خير الخطائين التوابون"

الفنان عزت العلايلى
الفنان عزت العلايلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عرفه الجميع بمواقفه الوطنية، وأعماله الفنية المتميزة، وأدواره التى يعتبرها الكثيرون علامة فى تاريخ السينما المصرية، فعلى مدار 50 عاما لم ينقطع الفنان الكبير «عزت العلايلى» عن تقديم أعمال فنية مميزة، لذلك استطاع أن يحافظ على وجوده فوق القمة وسط نجوم مصر والوطن العربى. 
وفى ساعة صفا بعيدا عن الضجيج والزحام التقت «البوابة نيوز» الفنان الكبير الذى كشف عن حالته النفسية التى يعيشها بعد وفاة زوجته، بعد أن أصبح وحيدا يعيش بمفرده، كما رفع الستار عن تفاصيل الإنسان التى لا يعرفها أحد منذ صغره ثم شبابه ونضوجه، وتطرقنا معه للحديث فى مناطق حياته الشائكة، وأسرار أخرى فكانت معه هذه المعايشة.

مر الفنان عزت العلايلى بالعديد من المراحل فى حياته، وبالعديد من الذين أثروا فى حياته وتركوا بصمة، وبسؤاله عن ذلك؟
- يقول: بالفعل مررت بمراحل عديدة فى حياتي، والحمدلله كل هذه المراحل أشعر برضا تام عنها، وراض عنها تماما ومنذ أن ولدت فهناك العديد من الأشخاص الذين أثروا فى حياتي، ومن أكثرهم تأثيرا هو والدى رحمة الله عليه، فكان له دور فعال فى حياتى الشخصية بشكل كبير فكان رجل سياسى محترم وقارئ وعلى وعى بكل ما يجرى من أحداث فهو ساهم فى تشكيل شخصيتى بشكل كبير، وعلى المستوى المهنى هناك كثيرون أثروا فىّ وتعلمت منهم كثيرا وكنت أحب أن أقرأ سيرتهم الذاتية مثل العظيم العملاق الراحل يوسف شاهين، وأنا لا أتكبر على التعلم من أى شخص قط فمن الممكن أن أتعلم من رجل شارع وليس لدى مشكلة فى ذلك. 
رياضى بطبعى 
تعتبر الرياضة عشق الفنان الكبير عزت العلايلى الأول والأخير منذ طفولته وعن ذلك يتحدث:
- أنا رجل رياضى بطبعى ولعبت جميع الألعاب كرة القدم وباسكت بول والسباحة وشيش وغيرها، فمنذ صغرى وأنا فى الملعب وأخلاقى اتسمت بالرياضية وهذا أثر على أسلوب حياتى سواء الشخصية أو الفنية وأفادنى فى حياتى كثيرا.
أمنيتى التى لم تتحقق
يعشق العلايلى الفنان الكبير الراحل عبدالحليم حافظ للغاية وكان يتمنى العمل معه وتجسيد شخصيته فى فيلم، فهل كان يعرف الراحل عن قرب وكان له ذكريات معه ؟
- فأجاب: بالفعل كنت أتمنى العمل مع الراحل العظيم عبدالحليم حافظ، ولكن القدر لم يكتب لى ذلك وكنت أعرفه عن قرب وقابلته كثيرا، فكان إنسانا من نوع خاص ومن المحال أن يتكرر مثله فى تاريخ الفن المصرى والعربى.
بخاف من بكره
وعن المجهول بالنسبة له وهل يخاف منه؟
- أجاب: أوقات كثيرة أخاف من الغد، وأظل أفكر فيه كثيرا وتنتابنى مشاعر وأحاسيس معينة وأيضا أخاف من المرض بجنون. 
دقة سعاد حسنى فى أعمالها سبب متاعبها والحروب ضدها
يعتبر النجم الكبير «عزت العلايلى» فنانا من طراز خاص، وموهبة متفردة من نوعها، حيث استطاع أن يتواصل مع كل الأجيال السابقة والحالية، وفى وقت ظهوره كان يسير إلى جانبه نجوم كثيرون، وبعد أن وصل إلى قمة النجومية أصبح يعاون الكثير من النجوم الشباب منهم من أصبح من نجوم شباك الآن، بالإضافة إلى تنوعه فى كل الشخصيات التى قدمها على مدار تاريخه الفنى الحافل، جعلته على القمة وسط نجوم مصر والوطن العربى
 وبسؤاله هذه الاستمرارية والتنوع فى مشواره الفنى الكبير؟ 
- يقول: بالتأكيد تلك الاستمرارية التى حظيت بها لم تكن سهلة ولم تأت من فراغ، فمنذ بداية عملى فى هذا المجال لا أهتم إلا بفنى فقط ولا أشغل وقتى بأى شىء سواه، لأن الفن يحتاج إلى رؤية مختلفة، لذا كنت أقرأ كثيرا وأشاهد وأتابع كل ما يجرى من مجريات الأمور الفنية وهناك أشياء فعلتها، نابعة من تركيبة شخصيتى وطبيعتى الخاصة، وهى قوة مذاكراتى جيدا للأدوار التى كانت تعرض علىّ بالإضافة إلى الأشياء التى اكتسبتها على مدار حياتى وتعلمتها طوال مشوارى الفنى من أساتذتى الكبار وتركت أثرًا جيدًا داخلي، أما بالنسبة لى ولاستمراريتى مع جميع الأجيال فهى ناتجة أولا وآخرا عن توفيق كبير من عندالله، ومنذ أن بدأت ليس لدى مشاكل مع أحد فى الوسط الفنى طوال مشوارى الفني، ودائما لا أضع نفسى فى قالب معين فأقوم بتغيير جلدى وأقدم شيئا لجمهورى مختلفًا عما سبق، فاختيارى لكل الأعمال التى شاركت بها، عليها عامل كبير، بداية من الدور والمخرج الذى أريد العمل معه، وأيضا موافقتى للمشاركة مع فريق عمل بعينه، فكل هذه العوامل ساهمت بشكل كبير فى تنوع واستمرار عزت العلايلى ومنحه هذه المكان، وأتذكر حين أديت مشهد الموت ببراعة فى «السقامات» جعلت يوسف السباعى يبكى وانهار من البكاء بشدة، تأثرا بهذا الدور وهذا الرجل أكن له كل الاحترام والتقدير رحمة الله عليه.
 قاطعته: «فى وقت ظهورك هناك نجوم كثيرون كانوا يسيرون إلى جانبك فهل تعرضت لهجوم أو حروب من أى أحد منهم؟
- فأجاب دون تردد: لا لا إطلاقا فكنت أنا وجيلى محمود ياسين وحسين فهمى ونور الشريف وعلى بدرخان وسعاد حسنى هؤلاء كانوا قريبين لى للغاية. 
الزوج والأب 
وعن عزت العلايلى الأب ومع عائلته، وهل هو أب ديمقراطى أم لا؟، 
- يقول: أنا لدى ابن هو الدكتور محمود وابنة تدعى هابي، وأنا لست أبًا ديكتاتورًا، وحنونا للغاية وأيضا عندى أحفاد من ابنتى وتخرج هذا العام من كلية البحرية، ومريم ابنة محمود حفيدتى سفيرة تعمل فى وزارة الخارجية. 
قاطعته هل يفكر عزت العلايلى فى المرحلة العمرية التى يعيشها فى الزواج مرة أخرى خاصة أن هناك فنانين فى نفس عمرك تزوجوا لتكون الزوجة لهم أنيسا؟
- فأجاب: من المحال أن أتزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجتى فليس فى العمر بقية كى أكررها فأولادى وأحفادى يعوضونى عن كل شىء دون شك.
سر شخصيته
لكل شخص مفاتيح فى شخصيته، يقول الفنان عزت العلايلي: أنا شخصية بسيطة للغاية، وأى شخص يمكن أن يكسبنى بسهولة، ولكن أهم شىء أن يكون الشخص صادقا معى إلى أقصى درجة، وإذا ترك الشخص انطباعا خاطئا، لا أحاكمه، بل أعطى له ألف فرصة، ولكنه إذا استنفد فرصه، فلا أتعامل معه ثانية ولدى قناعة أنه ليس هناك شخص ولد شريرا أو مؤذيا أو أنانيا، لأن تلك الصفات السيئة ناتجة عن عدة عوامل خارجية أثرت فيه، لأننى دائما أفترض فى أى شخص حسن النية، وليس العكس، وإذا أخطأ أحد فى حقى أسامحه وأغفر له دون تردد. 
السيسى قائد عظيم
عاصر الفنان الكبير عزت العلايلى مجموعة من الرؤساء وهذا ما دفعنا لسؤاله عن رأيه فى الرؤساء الذين عاصرهم، ومن أفضلهم؟
- فأجاب: لكل عصر إيجابياته وسلبياته، فكان الرئيس عبدالناصر زعيما مخلصا للأمة، ويعد من أهم الزعماء العرب على مستوى الدول وأيضا كان يعى قيمة الفن والفنانين، أما السادات فكان عصره عصر الانفتاح ويقدر الفنانين بمنطق انفتاحى أكثر، أما مبارك فله مميزاته وعيوبه، أما حين اندلاع ثورة ٢٥ يناير فكنت من أوائل المشاركين لها لأننى أعتبرها من أهم الثورات التى اندلعت فى مصر، وكانت بداية تحقيق الاستقرار وكنت متضامنا مع شباب الثورة نظرا للفساد الذى ملأ البلاد وقتها بصورة غير مسبوقة، حيث أغلب المواطنين كانوا يعانون من ظروف اجتماعية وصحية ومادية سيئة مما دفعهم إلى الثورة على الفساد. 
أما فى عصر الرئيس عبدالفتاح السيسى فهو يعتبر قائدا عظيما وأنا شخصيا متفائل للغاية بهذه المرحلة التى نعيشها الآن ورغم تأييدى له إلا أن ذلك لم يمنعنى من انتقاد حكومته أحيانا فى بعض الوقت، خاصة بعض الأمور التى تخص شعب مصر الأصيل وانتقادى لهم يكون قانونيا لأننى أريد البناء أكثر وأنا لا أقلل من مجهودات الدولة فأنا أقدر جميع المجهودات وهناك نشاطات عظيمة تحدث الآن دون شك سواء على المستوى الاقتصادى أو العسكرى والسياسي، وليس عندى أزمة مع أحد يريد أن يترشح أمام الرئيس السيسى، لأننى أيقن أن فرصة السيسى أكبر من أى شخص آخر على المستوى السياسى والعسكرى وضرورة انتخابه مرة أخرى.
حزين على وضع السينما الحالى
حكاياتى مع سعاد حسنى 
كانت الفنانة الكبيرة الراحلة «سعاد حسني» من أكثر الفنانات عملا مع العلايلى وأيضا كان قريبا منها على المستوى الإنسانى.
وهذا ما دفعنا لسؤاله هل سعاد تعرضت للظلم فى حياتها وبعد مماتها؟
- فأجاب: بالفعل سعاد كانت قريبة لى على المستوى الشخصي، ومهنيا قدمنا معا أكثر من خمسة أعمال، وسعاد كانت حريصة على فنها ودقيقة فى عملها للغاية وهذا سبب لها متاعب وحروبا كثيرة، كما أنها لم تكن تخضع للاستسلام بسهولة ومن الصعب أن يؤثر عليها أحد، فهى كانت صاحبة شخصية متميزة فى الوسط الفنى وفنانة من الطراز الأول من الصعب تكراره على مستوى نجوم مصر والوطن العربي.
يعتبر الفنان الكبير عزت العلايلى من أكثر الفنانين الذين أثروا فى الساحة الفنية بالعديد من الأعمال السينمائية الحافلة.
وهذا ما دفعنا لسؤاله عن رأيه فى السينما والفن الآن؟ 
- أجاب: رغم أن السينما المصرية تعتبر رائدة فى تلك الصناعة منذ نشأتها، إلا أننا لا ننتج الآن ما يتناسب مع هذا التاريخ الطويل، وأكثر ما يحزننى عدم وجود دعم حكومى يليق بمكانة مصر فى صناعة السينما الممتدة لما يقرب من الـ١٢٠ عاما، وأرى أن مشكلتنا الحقيقية تكمن فى أن الدولة لا تعترف بأهمية الفن فى بناء دولة قوية، ودائما ما أوجه دعوة للرئيس والحكومة للاهتمام بالفن، وعدم النظر له كرفاهية غير ضرورية، وأظن أن الدولة مسئولة عن تراجع السينما المصرية عن مكانتها الحقيقية التى تستحقها فمنذ سنوات طويلة لم تعط الحكومات المتعاقبة الدور الحيوى لصناعة السينما فى العالم، وسمعنا كثيرا عن دعم الحكومة للمبدعين، لكنها لا ترقى أبدا لحيز التنفيذ وتظل فى إطار المسكنات المؤقتة ليستمر الحال من سيئ لأسوأ فى الوقت الذى وصلت فيه الهند إلى إنتاج ما يقارب الألف فيلم سنويا.
لا حياة مع اليأس 
مر الفنان «عزت العلايلي» بالعديد من الأزمات فى حياته.
وهذا ما دفعنا لسؤاله عن أكثر اللحظات الصعبة ومروره بفترات يأس وإحباط طويلة فى حياته؟
- فيقول: أقولها بكل صراحة من أكثر لحظاتى الصعبة حينما لا أوفق فى عمل، فتكون لحظة فشل العمل صعبة على للغاية، وأتذكر عندما عرض فيلم «الاختيار» كثيرون هاجموا العمل بشكل بشع، فكان هذا الهجوم الذى شن سبب لى أزمة نفسية كبيرة لأن الناس آنذاك لم تستطع أن تستوعب العمل لأنه كان فكرا ونوعا جديدا على المشاهد، ومهما أمر من لحظات صعبة، فان اليأس لا يعرف طريقا لى فشعارى لا حياة مع اليأس، فأنا أحترم عملي.
قاطعته هل تعرض العلايلى للخيانة من أشخاص قريبين منه؟
- فقال: الحمد لله طوال حياتى منذ صغرى إلى هذه اللحظة لم يستطع أحد أن يقوم بخيانتى.
قاطعته بعد وفاة زوجتك هل يوم عزت العلايلى أصبح مختلفا ومن هو أنيسك؟
- فأجاب بفطرته: لم يفرق بعد وفاتها ولكنى أفتقدها كثيرا كثيرا، ولا يمكث معى فى المنزل أحد، وأبنائى وأحفادى يزوروننى على فترات. 
قاهرى أكره التصنع 
هو غنى عن التعريف بتاريخه الفنى الحافل والكبير، ولكنه كإنسان لا نعرفه جيدا، فكثيرون يرونه أيقونة مغلقة، 
فاقتربنا منه أكثر لنعرفه من الداخل ومن هو؟
 - فأجاب: لست أيقونة مغلقة قط كما يعتقد البعض، فأنا قاهرى المنشأ وليس لى جذور صعيدية أو ريفية حتى والدى ووالدتى من القاهرة وبصراحة شديدة عزت الإنسان لا يختلف قط عن الفنان، ففى حياتى الشخصية أنا إنسان طبيعى وتلقائى وغير متكلف، وأعشق البساطة فى عملى فعندما أقوم بتقمص دور ما أقوم بتأدية الشخصية بطريقة طبيعية كثيرا وإلى درجة حقيقية وكأنه أنا بالضبط ويصدقنى الجميع عندما يرانى مهما تختلف الشخصيات، وفى حياتى الخاصة نفس الشيء، وحتى عندما تتم استضافتى فى إحدى القنوات أو الصحف لا أتجمل وأظهر بما أكون عليه فأنا طبيعى فى كل شيء وأكره التصنّع وأعتبر ذلك أهم صفاتى وأحمد الله عليها كثيرا ومهما تمر الأيام والسنون علىّ لم تتغير قناعاتى أو عاداتى ولم أتنازل عن أى مبدأ مرسخ بداخلى منذ الصغر إلى هذه اللحظة التى أعيشها 
الفن يصنع السياسى 
كل شخص منا لديه أخطاء فى حياته، فهل أخطأ عزت العلايلى؟
- فقال: بالتأكيد أنا إنسان خطاء «وخير الخطائين التوابون» ولكن أخطائى ليست أخلاقية وإنما مهنية فهناك بعض الأعمال التى قدمتها كان لا بد ألا أوافق عليها 
فقاطعته: وما تلك الأعمال التى ندمت عليها؟ 
- فأجاب: لا أريد ذكر اسمها احتراما للزملاء المشاركين فيها.
عندما يطل الفنان عزت العلايلى على شاشة التليفزيون يتحدث بكل جرأة وعمق ويعد أسلوبه هو الحوار الدائم والحرية فى التعبير، وعن علاقة رجال السياسة والدولة بالفن والفنانات، وهل أضروا بأهل الفن أم أفادوا؟ 
- أجاب: بالتأكيد دون شك الفن أصله سياسة، فهو مرآة للتعبير على المجتمع وهذا فى حد ذاته قمة السياسة، فأى عمل فنى له قيمة فهو بالأساس عمل سياسى لذلك أرى أن رجال السياسة ومجال عالم السياسة أيضًا هو الذى يستفيد من الفنانين وليس العكس، لأن الفنان هو الذى له تأثير أكثر من رجل السياسة وليس العكس، وعلى المستوى الشخصى أرى أن لكل مقام مقالا، فمثلا عندما أتحدث مع مذيعة فى التليفزيون وأجلس أمامها، ردى يكون فى إطار الحديث التليفزيونى أو الصحفي، وإذا كنت أتحدث بين أهلى وأصدقائى المقربين لي، فأصبح على طبيعتي، وأصبح أكثر جرأة، وأحيانا مع المقربين لى.