شهدت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزيرة الثقافة، حفل ختام الدورة ٤٩ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، بقاعة عبدالرحمن الشرقاوي، والتى حلت بها دولة الجزائر ضيفا شرفيا لهذه الدورة، بحضور الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب، الدكتور أحمد الشوكي، رئيس هيئة دار الكتب والوثائق، والدكتور حاتم ربيع، الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة، وقيادات وزارة الثقافة، ولفيف من الكتاب والمثقفين والمبدعين.
بدأت الاحتفالية، بالسلام الوطنى، وأعقبه عرض فيلم تسجيلي بعنوان «عبدالرحمن الشرقاوي» إنتاج المركز القومى للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية، يستعرض مسيرة الكاتب والأديب عبدالرحمن الشرقاوى مواليد محافظة المنوفية، تنقل بين الشعر والقصة والرواية، وكان مهموما بقضايا المجتمع، وصدر له أول كتاب بعنوان «على إمام المتقين»، بالإضافة إلى رواياته الشهيرة أولها «أرض المعركة» فى عام ١٩٥٤، ثم «أحلام صغيرة» فى عام ١٩٥٧، ثم «الأرض» فى عام ١٩٥٩، وهى أول تجسيد واقعى فى الإبداع الحديث، بالإضافة إلى «الشوارع الخلفية» فى عام ١٩٥٨، ثم «الفلاح» فى ١٩٦٧.
كما كان الشرقاوى مولعا بالتاريخ واستلهم منه أعماله المسرحية، وكان مهتما بالوطن والبلاد وكان يعبر عن حال المجتمع والمواطنة فى أعماله، وكان من أشهر أعماله المسرحية «الحسين ثائرا، مأساة جميلة، الفتى مهران، النسر الأحمر، عرابى زعيم الفلاحين، وطنى عكا».
ترك الشرقاوى عمله الحكومى وتفرغ للكتابة التى كان مولعا بها، وانشغل بعمله الصحفى بمجلة روزاليوسف، وعضوا بلجنة التحكيم لمنظمة اليونسكو، فكان وسيظل بصمة مصرية وصوتا نبيلا خالدا وباقيا بأعماله رغم رحيله، ومنحه السادات جائزة الدولة التقديرية فى الآداب فى عام ١٩٧٤.
أعقب ذلك أمسية شعرية بعنوان «كلمات.. الشرقاوى» من إنتاج المسرح القومي، من أعمال الكاتب والأديب عبدالرحمن الشرقاوى، بطولة «أشرف عبدالغفور، سميرة عبدالعزيز، خالد الذهبي، فاطمة محمد على والمنشد ماهر زين»، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الفنانين، إخراج خالد الذهبي.
وأعرب الدكتور هيثم الحاج، على رئيس الهيئة العامة للكتاب، عن سعادته بهذه الدورة قائلا: فى بداية القول أرسل التحية لجنودنا البواسل فى سيناء على تصديهم لقوى الإرهاب، ونحن من داخل المعرض نوجه الفكر المتطرف من قبل الثقافة، مضيفا أن الجمهور كان بطل المشهد، حيث وصل عدد زوار المعرض على مدار الخمسة عشر يوما إلى ٤.٥ مليون زائر بزيادة ٢٥٪ على العام الماضي، بالإضافة إلى ١٤٠٠ فاعلية ثقافية وندوات فكرية وعلمية تخطت ٦٠٠ ندوة على العام الماضى ويعتبر كتاب «الفتنة الكبرى» لطه حسين الأكثر مبيعا حيث بلغ عدد النسخ المبيعة ٢٠٠٠ نسخة على مدار أيام المعرض.
كما أعلن أن تكون جامعة الدول العربية ضيف شرف الدورة المقبلة «دورة اليوبيل الذهبى» للعام القادم وستكون شخصية المعرض للعام القادم «ثروت عكاشة وسهير القلماوي».
وكرم رئيس الهيئة اسم الكاتب والأديب الراحل عبدالرحمن الشرقاوى وتسلمت عنه الجائزة كريمته الدكتورة عزة الشرقاوى، ويهدى الدورة لضيف الشرف للجزائر، ويتسلمها عمار بن قيراب الملحق الثقافى لسفارة الجزائر، وأهدى درع الهيئة للواء سامى يونس رئيس هيئة المعارض المصرية، كما سلم محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب درع الاتحاد للدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة.
وجاءت جوائز الدورة لهذا العام كالتالي، ففى مجال الأدب والنقد ويرأس لجنة تحكيمها الدكتور محمد الشحات، رشا صالح، يسرى حسان وفازت بفرع الرواية هالة البدرى عن رواية «مدن السور» عن المصرية اللبنانية، والقصة القصيرة وجدى الكومى «شوارع السماء» عن دار الشروق، وشعر العامية مسعود شومان «عارف يارب» عن الهيئة العامة للكتاب ويتسلمها شقيقه محمد شومان، والشعر الفصيح عبير عبدالعزيز عن ديوان «يوم آخر من النعيم» عن دار الجزيرة، أما جائزة النقد الأدبى فكانت لعبدالحكيم راضى «دراسات فى النقد الأدبى: التاريخ ومصطلحات المنهج» عن الهيئة العامة للكتاب، وعن أفضل نص مسرحى إبراهيم الحسينى «حكاية سعيد الوزان» عن الهيئة العامة لقصور الثقافة.
أما فرع مجال العلوم الإنسانية، والذى يترأس لجنة تحكيمها الدكتور عاصم الدسوقى والدكتورة نسرين البغدادى فقد فاز محمد عبدالكريم عن كتاب «بوكو حرام: من الولاية للجماعة» عن الدار العربية للنشر، وعن العلوم التطبيقية والذى يترأس لجنة تحكيمها زين عبدالهادى وجلال الجميعي، فاز على محيى الدين راشد «العلم والتفكير العلمي» والباحث إيهاب خليفة «كيف يمكن أن تدير الدول شئونها فى عصر الإنترنت»، أما القوة الإلكترونية فقد فاز محمد سيد ريان «تسويق المنتج الثقافى الرقمى».
وفى مجال الفنون والطفل والذى يترأس لجنة تحكيمها حلمى التونى وسماح أبوبكر عزت، حسن عبدالوهاب الحلوجى فاز كتاب «الممنوعات» عن دار دلتا، وفاز فى فرع الأطفال الكاتب صبحى شحاتة «كنوز السماء» عن الهيئة العامة للكتاب، أما مجال الكتاب الأول والذى ترأس لجنة تحكيمها الدكتور محمود الضبع والدكتورة سامية قدرى، فقد فاز المبدع الأدبى بسام الدويك عن كتاب «عائشة قنديشة» عن دار المثقفون العرب، أما مجال تحقيق التراث وهو من المجالات المستحدثة فقد فاز بها -جائزة تحقيق التراث- ثلاثة وهم أحمد عبدالستار عبدالحليم، آية محمد كامل، وزينب على البندارى عن كتاب «عيون التواريخ».
وفى الترجمة، أفضل كتاب مترجم بالتعاون مع المركز القومى للطفل فازت به المترجمة زينب عاطف مصطفى عن كتاب «الحياة والحقيقة»، والمترجمة سارة محمود عبدالصبور عن سلسلة «كوكيز وماما»، وجاءت جائزة أفضل ناشر بالتعاون مع اتحاد الناشرين المصريين وفاز بها الناشر ماجد أحمد سرور عن دار نبتة للنشر والتوزيع.
