الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

محافظات

بالصور.. قصة مريم.. تبرعت بجميع مدخراتها لصالح مستشفى الأورام بالأقصر

مريم
مريم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"مريم عبد اللاه".. طفلة في الصف السادس الابتدائي، جمعت مصروفها على مدار أسابيع طويلة في حصالة صنعتها بنفسها ثم تبرعت بالمبلغ كاملا لصالح مستشفي شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالمجان بمدينة طيبة الجديدة شمال الأقصر، لدعم مرضي السرطان في الصعيد.
وبادرت الطفلة مريم، 11 عامًا التي تعيش مع أسرتها بإحدى قرى الأقصر وتحفظ القران الكريم، وتهوى الرسم والقراءة، بتقديم لفتة إنسانية من خلال تجميع مدّخراتها وصنع حصّالة للنقود، معتمدة على حبها للعمل اليدوي، مدوّن عليها عبارة "تحيا مصر" وأخرى "مصر بلدي" لإدخار مصروفها اليومي الذي تتحصّل عليه من والديها وقامت بإهدائه لصالح مرضى مستشفى شفا الأورمان لتترجم بطريقة عملية بأن أداء الواجب نحو الوطن لا يعوقه سن ولا يأتي بالمطالبة بل يجب علي المصري أن يبادر هو بتقديم واجبه نحو وطنه.
وقالت مريم، إنها تتمنى امتلاك المزيد من المال الخاص بها؛ حتى يتسنّى لها توفير أكبر قدر من الأدوية للمرضى في مصر، مؤكدة أنها تؤمن بمساعدة المرضى وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهم لا يقل مكانة عن أية عمل وطني آخر، معتبرة أن دورها كفتاة لا يقل أهمية عن دور أي جندي قضى ليله ساهرًا لحماية حدود وطنه مؤكدة أن دعم المرضى لم يتوقف فقط عند ادخار مصروفها، بل أن أحد أهم أهدافها بالحياة هو أن تلتحق مستقبلًا بكلية الطب؛ حتى تستطيع معالجة المرضي من أبناء الصعيد.
وأضافت المتبرعة الصغيرة، أنها شاهدت إعلانات لمستشفي شفاء الأورمان بالتلفزيون وأعجبت بالإنشاءات ونظافة المستشفي وبما تقدمه من خدمات وعلاج مجاني للمرضي فقررت المساهمة بمصروفها وجمعه في حصالة قامت بصنعها بالورق والكارتون وكتبت عليها عبارة "تحيا مصر، ومصر بلدي" وقررت الحضور لمكتب التبرعات بالمستشفي وتسليم المبلغ لدعم المرضي والتخفيف من آلامهم، مضيفة بقولها "أشكر كل القائمين على المستشفي على استقبالهم وحفاوتهم الكبيرة وعلى ما يقدمونهم للمرضي للتخفيف عنهم، واشكر والدتي ووالدي الذين قدموا لي المساعدة وشجعوني على استكمال المبادرة وأحلم أن تنتشر فكرتي، وأن يتم تطبيقها بجميع المدارس المصرية".
ورغم صغر عمرها، وبساطة تبرعها، إلا أنها استطاعت منح الكثير من السعادة لمرضي مستشفي شفاء الأورمان لعلاج الأورام بالأقصر حيث استقبلها قيادات المستشفي بترحاب شديد تقدير لمبادرتها الشخصية وشعورها النبيل، ورافقها مسئولي العلاقات العامة بالمستشفي في جولة بالأقسام المختلفة وتحدثت مع بعض المرضي الذين أشادوا بمبادرتها والتقطوا معها صورا تذكارية بعد أن استطاعت الطفلة أن تحصد قلوب المرضى لتبرهن علي أن أبسط الأشياء قد تستطيع تحقيق أعظم النتائج، وتعجز عشرات ملايين الجنيهات عن تحقيقه.
من جانبه، قال محمود فؤاد مدير عام مؤسسة شفاء الأورمان، أنه كان حريص على استقبال مريم عندما علم بزيارتها للمستشفي وتقديم الشكر لها نيابة عن إدارة المستشفي وكل العاملين بها على مبادرتها الجميلة مؤكدا أن تبرع مريم بمدخراتها البسيطة لا يقل قيمة عن اكبر تبرع دخل في حساب المستشفي.