السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"الفتنة الكبرى" على قمة الكتب الأكثر مبيعا فى معرض القاهرة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
طه حسين كاتب وأديب ومفكر، يعد من رواد التنوير، أثرى المكتبة العربية بدراسات وأبحاث قلبت النظريات التقليدية والموروثة خاصة في مجال التاريخ والأدب، أثار كتابه "في الشعر الجاهلي" زوبعة، وشن عليه الكثيرون هجوما محاولين النيل منه والإيقاع به، وظهر اهتمام طه حسين بالحياة الثقافية الإسلامية مع مجموعة الكتب التي تناول فيها قضايا الإسلام منها "مرآة الإسلام" والذي يلقي من خلاله نظرة سريعة على تاريخ صدر الإسلام مصحوبا بدراسة في أجواء القرآن الكريم والحديث الشريف، وكتاب "الوعد الحق" الذي تناول فيه حياة المستضعفين في صدر الإسلام، هؤلاء الذين تحملوا العذاب في سبيل الحفاظ على الدعوة الكريمة، وكتاب "على هامش السيرة" وفيه يقرأ ويفسر الأحداث التي وقعت في حياة النبي، ولم تلق إهتماما كبيرا من كتاب السيرة الأوائل لانشغالهم بتتبع أحداث النبي وحده، وكتاب "الشيخان" أبو بكر وعمر
لم يتردد طه حسين عن خوض أكثر المسائل تعقيدا لوضع وجهة نظره محللا ومفسرا لتلك القضايا فاتحا الباب لنقاشها من جديد بجرأة كبيرة وحياد تام لا يرضى إلا بالحقيقة، ومن بين هذه الكتب كتابه الضخم " الفتنة الكبرى" بجزأيه "عثمان" و"علي وبنوه"، يبدأ بذكر الخلافة مرورا بالشيخين وصولا لعثمان رضي الله عنه، الذي دبت في عهده أكبر الانقسامات في التاريخ الإسلامي والذي لم يلتأم جرحه حتى وقتنا هذا، فهو تأصيل لأصل المشكلة المستمرة دائما بين السنة والشيعة، وأدى تعرض الكاتب للاجراءات التي اتخذها عثمان ومناقشتها من ناحية الصواب والخطأ لهجوم عنيف يرفض محاولته، كما أشاد بتجربته الخاصة والمميزة الكثير من المثقفين والمفكرين، فكل إنسان عرضة للخطأ، ونحن بحاجة لرفع غطاء القداسة عن الشخصيات التاريخية الذي يخفي دائما الحقائق

ويستعرض طه حسين الروايات التاريخية ويقف أمامها متأملا للأسباب التي دفعت في طريق الفتنة، والنتائج الكارثية التي غيرت مجرى تاريخ الأمة، وكعادته فإنه لم يتعود محاورة القاريء الكسول أو المستعد لتلقي معلومة والسلام، لكنه يبحث عن المتلقي المشاغب الذي يشتبك معه في حوار وجدال يثري الحياة الفكرية، ولغة عميد الأدب معروفة بالنقاء والصفاء والعذوبة، وكل قراءه يدركون مدى تأثره بتراث العرب اللغوي الكبير المتمثل في القرآن الكريم والحديث والشعر العربي القديم، والآن نحن بحاجة لاستعادة ذلك الرافد الثقافي الذي صنعه رائد التنوير العربي طه حسين قديما.

يذكر أن كتاب "الفتنة الكبرى" بجزأيه باع أكثر من 2000 نسخة من طباعة الهيئة المصرية العامة للكتاب خلال معرض القاهرة الدولي للكتاب 2018 في دورته الـ49 الذي اختتمت فاعلياته اليوم السبت 10فبراير بمشاركة دولة الجزائر كضيف شرف.