الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

"شكري بلعيد".. المعارض الأول لنظام الحبيب بورقيبة

 شكري بلعيد
شكري بلعيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الثلاثاء، الموافق 6 فبراير الذكرى الخامسة على اغتيال شكري بلعيد الأمين العام السابق لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، الذي قتل من قبل مجهولين استهدفوه بالرصاص أمام منزله الواقع في ضاحية المنزه بتونس العاصمة. 
هو محامي وحقوقي تونسي ولد عام 1964 بضاحية جبل الجلود قرب تونس العاصمة، عرف بنضاله السياسي خلال حكم الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي وعرف بمواقفه في أحداث الحوض المنجمي بقفصة.
درس الحقوق بالعراق وأكمل تعليمه في جامعة باريس وكان معارضا لنظام الحبيب بورقيبة الذي قام بسجنه لفترة ولنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، كما قام بقيادة أول مسيرات تندّد بالحرب الأمريكية على العراق وقد دافع عن المحكومين في أحداث الحوض المنجمي في قفصة في 2008 وعن مساجين تابعين للسلفية الجهادية، كان الناطق الرسمي والمنسق العام لحركة "الوطنيون الديمقراطيون".
وكان "بلعيد" قريبًا من الأوساط العمالية، وتم اتهامه أكثر من مرة بتدبير اضطرابات مناهضة للحكومة، وشارك في الإطاحة بالرئيس التونسي «بن علي»، حيث كان من ضمن الذين تظاهروا أمام مقر وزارة الداخلية لإسقاط النظام.
ترشح في انتخابات المجلس الوطني التأسيسي على رأس قائمة مشتركة مع حزب الطليعة العربي الديمقراطي تحت اسم ائتلاف الكرامة إلا أنه تحصل فقط على 0.63% من الأصوات واُنتخب أمينا عاما لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد في 2 سبتمبر 2012، ثم ساهم بفعالية في تأسيس الجبهة الشعبية لاستكمال أهداف الثورة وهي جبهة تجمع أحزاب اليسار الماركسي والقومي.
بعد قيام الثورة التونسية انضم الحقوقي التونسي إلى الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ويشغل بلعيد أيضا منصب الأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي المعارض والذي أنشئ بعد الثورة ويعتبر من أبرز قياديي الجبهة الشعبية التي تضم شخصيات مستقلة و12 حزبا من الأحزاب القومية واليسارية والعلمانية.
كما كان المحامي بلعيد ضمن فريق الدفاع عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ونشط في لجنة مكافحة التطبيع مع اسرائيل وكان بلعيد، الذي يستقطب حزبه انصاره خصوصا في الجامعة حيث كان في فترته الطلابية في مواجهة مع الاسلاميين، عضوا في "الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة، والإصلاح السياسي، والانتقال الديمقراطي" التي أشرفت على الحوار الوطني حتى تنظيم أول انتخابات حرة في تاريخ تونس بعد الثورة.
وحافظ بلعيد على لهجته الأصلية، لموطن أُسرته بمنطقة الشمال الغربي الزراعية، وكان قريبا من الأوساط العمالية، خصوصا في المناطق الفقيرة. وكان تقدم التظاهرات الاجتماعية التي خلفت 300 جريح في نوفمبر الماضي في سليانة شمال غربي، وتعرض حينها لانتقادات مباشرة من وزير الداخلية، علي العريض، الذي اتهمه بتدبير اضطرابات مناهضة للحكومة.
لم يكن بلعيد مجرد رجل سياسي، بل كان مثقفًا وشاعرًا بارزًا، ما دفع وزارة الثقافة التونسية إلى إطلاق اسمه على دار الثقافة جبل الجلود التي عاش فيها طفولته وشبابه، لتصبح دار الثقافة شكري بلعيد. 
اغتيل المعارض والقيادي في الجبهة الشعبية شكري بلعيد من قبل مجهولين استهدفوه بالرصاص أمام منزله الواقع في ضاحية المنزه بتونس العاصمة. 
في 17 ديسمبر 2014 تبنت عناصر تنتمي إلى الدولة الإسلامية في العراق والشام في شريط مرئي مصور تحت عنوان "رسالة إلى أهل تونس" عملية اغتيال كل من شكري بلعيد ومحمد براهمي، وفي الشريط ظهر إحدى المطلوبين للسلطات التونسية ويٌدعى "أبو المقاتل" مُحاطًا بثلاثة مُسلحين آخرين بلباس عسكري، يتبنى فيه الحادثان اللذان وقعا سنة 2013، وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تبني الحادث.