الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محمد عفيفي مطر.. الحاضر الغائب في معرض الكتاب

معرض الكتاب
معرض الكتاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سلط الدكتور شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق، الضوء على واحد من أبرز شعراء جيل الستينيات فى مصر، والذى يتسم بالغموض والإبهام، وقد تنوعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر، ليقول عنه الشاعر الفلسطينى المتوكل طه: «لقد استطاع محمد عفيفى مطر هذا الشاعر المنسى أو المغيب، أن يقدم صيغة مبدعة لعلاقة الشاعر المثقف بالسلطة، وإفرازاتها وهيمنتها وما تضعه حولها من نخب تتبنى وتردد أطروحاتها، خالقة بذلك ظلاما كثيفا يمنع الرؤيا ويقتل الرؤية ويغتال البصيرة والحياة، ليتجول من خلالها المؤلف بسبعة أبواب عن حياة الشاعر محمد عفيفى مطر الشعرية والإنسانية». والتقت «البوابة» بالدكتور شاكر عبدالحميد ليتحدث عن كتابه «الحلم والكيمياء والكتابة» فى عالم محمد عفيفى مطر.
فى بداية القول أعرب الدكتور شاكر عبدالحميد، عن سعادته بالدورة ٤٩ لمعرض القاهرة الدولى للكتاب لهذا العام، المليئة بالفعاليات الثقافية والندوات والمناقشات، وهذه الدورة تمثل طابعا خاصا بالنسبة لي، تتناول مناقشة كتاب «الحلم والكيمياء والكتابة» فى عالم محمد عفيفى مطر، وحفل توقيع أيضا، ليحاول من خلالها الكاتب فى هذا الكتاب الدخول إلى عالم الشاعر الكبير محمد عفيفى مطر من خلال مجاز بسيط يلخص عالمه، ثم دخل بعد ذلك ومر عبر سبعة أبواب أو ما شبهها الكاتب «بالوردات» فهى «باب الحياة، باب الصمت، باب الرعب، باب الأشباح، باب الأحلام، باب الكيمياء، منتهيا بباب الكتابة»، وعالم مطر لا بد أنه يحتوى على أبواب أخرى كثيرة، لقد ألقى فقط نظرات عابرة على بعض ما يوجد خلف كل باب، فيتردد هذا الرقم كثيرا فى كتابات «مطر» وأحلامه الشعرية، يتردد فى أحلام اليقظة وفى أحلام نومه وفى قصائده واستعاراته وصوره الإبداعية.
أما عن اختيار الكاتب رقم «سبعة» وما سماها بسبع وردات أو أبواب ومجاز. فقال الكاتب: يكفى أن نتذكر ارتباط هذا الرقم بالتراث الرمزى الفلسفى والدينى والصوفى الذى نهل منه عفيفى مطر، تراث الهرامسة والإشراقيين والمتصوفة المحلقين، تراث أفلاطون وابن عربى والنفرى والسهروردي، ولهذا العدد صلاته القوية كذلك بمراحل الصعود والهبوط الصوفى فى نظرية الفيض وفلسفات الإشراق، كما أن له ارتباطاته بموضوعات الأحلام والكيمياء القديمة، وهذا الرقم هو رمز الاكتمال والدائرة المكتملة والمبادرة والإنجاز والحكمة، ورمز للحركة عبر المكان والزمان، وكانت المرة الأولى التى يظهر فيها رقم «سبعة» بكثافة فى قصائد محمد عفيفى مطر هى ظهوره مرتبطا بالموت، وهو موت إخوته السبعة الصغار، كما ذكرها فى قصيدة «العشاء الأخير»، بديوان «الجوع والقمر»، وذكرهم فى قصائد أخرى، بالإضافة إلى كتابات وأحاديث أخرى عدة، وجاءت فى قصيدة «نوبة رجوع»، لذلك ارتبط رقم ٧ بالموت وبخاصة إخوته السبعة الصغار.
وعن تلك الأبواب أضاف عبدالحميد، أنه تجول من خلال نظرة عابرة على بعض ما يوجد خلف كل باب، ليضم الباب الأول السيرة الذاتية للشاعر، وفقا لبعض الصور المتكررة لدى مطر، أما عن باب الكدح النبيل، وهذا الباب يلخص مسيرة الشخصية المصرية والإنسان المصرى فى الكدح النبيل وما يسعى الإنسان إليه لتحقيق ذاته، فكان محبا لوطنه، وكتب لمجلة «سنابل» ولكن لا يوقع عليها باسمه، وضم الكتاب ٢٧ ديوانا لمحمد عفيفى مطر، ومن هذا الباب عبر الصمت وصار فى مواجهة باب الرعب الذى ألقى فيها نظرة فاحصة خلفه، يفتح ويغلقه بسرعة هو باب الأشباح وما يدور حوله من بعض الأسرار، وترك المؤلف تلك الأبواب المخفية، بحثا عن باب أكثر هدوءا وطمأنينة عبر باب الأحلام ثم باب الكيمياء، منتهيا بباب الكتابة الذى جمع خلفه تلك الأبواب السابقة، فلا يكتفى المؤلف بالدراسة عن الشاعر محمد عفيفى مطر، إلا واختتم كتابه بغلاف يتناول به صورة نحتية للشاعر أعدها ورسمها الفنان خلف طايع.
أما عن وردة أو باب «الصمت» بالخيال والإبداع للكتابة فقال: الصمت يشبه أحيانا الصوت، إنه صوت خاص بالشاعر الذى لم يكن أبدا صمتا، فقد كان صمته مقدمة لكلامه، وقد لاحظنا أنه عبر أعماله الشعرية منذ عام ١٩٥٨ وحتى ٢٠١٠ مثلا.
استطاع محمد عفيفى مطر هذا الشاعر المنسى أو المغيب، أن يقدم صيغة مبدعة لعلاقة الشاعر المثقف بالسلطة، وإفرازاتها وهيمنتها وما تضعه حولها من نخب تتبنى وتردد أطروحاتها، خالقة بذلك ظلاما كثيفا يمنع الرؤية ويقتل الرؤية ويغتال البصيرة والحياة