الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"وهبة".. سعد المسرح المصري

الضابط سعد الدين
الضابط سعد الدين وهبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لم يتخيل الضابط سعد الدين وهبة، أن مساره المهنى سيتحول بهذا الشكل وينقاد إلى عالم الكتابة والإدارة الثقافية، لكن مفارقات الواقع آنذاك كانت كفيلة بأن تقلب كل شىء رأسا على عقب؛ فاندلعت ثورة يوليو وأصبح الفلاحون ملاكا والإقطاعيون منزوعى الملكية؛ ومجردين من معظم مناصبهم؛ منها جهاز الداخلية الذى تمت إعادة هيكلته تماما؛ وتم استبعاد آلاف الضباط الذين كانت لديهم انتماءات حزبية وانتماءات لعائلات أرستقراطية وإقطاعية؛ وكان سعد الدين وهبة من هؤلاء الذين شهدوا هذه المفارقات المجتمعية، والتى ربما تكون قد انعكست على حياته فأطلق ثورة داخل نفسه وغير حياته البوليسية إلى حياة المبدع. ولد فى قرية دميرة مركز طلخا محافظة الدقهلية فى ٤ من فبراير ١٩٢٥، وتخرج فى كلية الشرطة عام ١٩٤٩، وكان التحاقه بها رغبة على طلب والدة، فقرر دخولها إرضاء له، وكانت أمنيته أن يدخل كلية الآداب وبالفعل حقق أمله المنشود؛ فقد التحق بكلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة الإسكندرية عام ١٩٥٦؛ حيث إنه منذ الطفولة كانت لديه موهبة الكتابة؛ فقد بدأت هذه الموهبة فى المرحلة الابتدائية فعمل على إنشاء مجلة حائط بمشاركة مع بعض الزملاء له، فقد شكلت كل هذه العوامل فكر وثقافة «وهبة» الذى قدم العديد من المسرحيات التى كانت تمثل الواقع المصرى إبان الثورة، ومن أهمها «السبنسة»، «المحروسة»، «كفر البطيخ»، «البنية»، «كوبرى الناموس»، «سكة السلامة»، وغيرها. استمد واقع مسرحياته وأعماله قبل النكسة من القرية التى عرفها عن طريق معيشته بها، بالإضافة إلى عمله كظابط شرطة الذى مكنه من التنقل بين القرى والمراكز والاحتكاك بأهلها، والاستماع لهم ومعرفة مشاكلهم، وكان هدفه تعرية الفساد، وكشف إلى أى مدى وصل الفساد خصوصا الإدارى والحكومى، والذى أدى إلى قيام الثورة، كما واصل نقده وفضحه للعهد الجديد وكشف الثغرات التى أدت إلى هزيمة ٦٧، فكان لا بد منه اللجوء إلى الرمز ابتداء من مسرحيته «المسامير» وليس انتهاء بمسرحية «يا سلام سلم الحيطة بتتكلم»، والتى وصل مغزاها السياسى إلى ذروته فى مسرحية «الأستاذ»، والتى لم تعرض إلا سنة ١٩٨١، وقام بكتابة السيناريو والحوار لبعض من الأفلام السينمائية مثل «زقاق المدق»، «أدهم الشرقاوي»، «الحرام»، «مراتى مدير عام»، «الزوجة رقم ١٣»، «أبى فوق الشجرة»، وغيرها.