الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دعوة لزيارة إسرائيل!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ما بين نفى الرئيس «الأرعن» ترامب تصريحات شقيقه فى السفه «نتانياهو» بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس خلال عام، وبين قرار تجميده المعونات الأمريكية لوكالة «الأونروا» التى تقدم المساعدة والرعاية لحوالى ٥ ملايين لاجئ فلسطينى منتشرين فى الأردن ولبنان وسوريا والأراضى الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة، للانتقام من الهبة العربية والإسلامية لنصرة «القدس عربية».
جاءت دعوة «مؤتمر الأزهر العالمى» الذى اختتم أعماله بالقاهرة بمشاركة ٨٦ دولة، ومتابعة أكثر من نصف مليار شخص لجلساته، بوجوب زيارة القدس، وشد أزر أهلها، والصلاة فى مساجدها وكنائسها!!.
وقد طرحت دعوة زيارة القدس بشكل رسمى من رئيس الدولة الفلسطينية أبو مازن فى كلمته أمام المؤتمر، ومن جانب عدد غير قليل من القيادات الدينية والسياسية، وهو موضوع جاد يتطلب بحثًا ودراسة تتناول كل أبعاد هذه المسألة، خاصة من جانب الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامى، لأنها تحمل بين طياتها الكثير من التفسيرات والاعتبارات، كونها زيارة لإسرائيل المحتلة!!.
كما يتوجب الاستماع إلى الفلسطينيين لبحث آليات وأساليب جديدة تنتصر لهوية القدس الروحية، وتحفظ عروبتها وكرامة الفلسطينيين، وتحمى أرضهم، وتصد الغطرسة الصهيونية التى تتحدى القرارات الدولية، وتستفز مشاعر شعوب العالم، خاصة الـ ٤ مليارات من المسلمين والمسيحيين، للرد على قرارات الإدارة الأمريكية التى تأكد انحيازها لكيان الاحتلال الصهيونى الغاصب.
إن «إعلان الأزهر العالمي» الذى وصفه البعض بأنه نصرة للأزهر ولشيخه الجليل د. أحمد الطيب، واستعادة لهيبتهما ومكانتهما العالمية دينيا ودفاعا عن المقدسات، وليس لنصرة «القدس» فحسب، قدجاء ليشدد من جديد على عروبة القدس، وكونها حرما إسلاميا ومسيحيا مقدسا عبر التاريخ، ويجب تحريره من الاحتلال الصهيونى المغتصب الذى لن تفلح محاولاته فى تزييف هذه الحقيقة أو محوها من التاريخ.
كما أكد البيان، الرفض القاطع لقرارات الإدارة الأمريكية الأخيرة وحذر من أن تبعات هذه القرارات التى إذا لم يسارع الذين أصدروها إلى التراجع عنها فورا، فإنها ستغذى التطرف العنيف، وتنشره فى العالم كله!!.
وكان من أهم توصيات المؤتمر -من وجهة نظرى- هى تصميم مقرر دراسى عن القدس الشريف يُدرَّس فى المعاهد الأزهرية وجامعة الأزهر، استبقاء لجذوة قضية القدس فى نفوس النشء والشباب، وترسيخا لها فى ضمائرهم، مع دعوة القائمين على مؤسسات التعليم فى الدول العربية والإسلامية وفى سائر بلدان العالم، وجميع الهيئات والمنظمات الفاعلة، إلى تبنى مثل هذه المبادرة.
أيضا، حث المؤتمر عقلاء اليهود أنفسهم للاعتبار بالتاريخ، الذى شهد على اضطهادهم فى كل مكان حلّوا به إلا فى ظل حضارة المسلمين، وأن يعملوا على فضح الممارسات الصهيونية المخالفة لتعاليم موسى عليه السلام، التى لم تدع أبدا إلى القتل أو تهجير أصحاب الأرض، أو اغتصاب حقوق الغير وانتهاك حرماته وسلب أرضه ونهب مقدساته.
ولعل كلمة الإمام الأكبر فى افتتاح المؤتمر، والذى أكد فيها أن كل احتلال إلى زوال إن عاجلا أو آجلا، وأنه إن بدا اليوم وكأنه أمر مستحيل، إلا أن الأيام دول، وعاقبة الغاصب معروفة، ونهاية الظالم وإن طال انتظارها معروفة... كانت بمثابة رسالة لكل العابثين بالمقدسات!!.
ومضى الشيخ مستشهدا بوقائع لا لبس فيها عن نتائج الاستبداد وعمل المحتلين، قائلا: «اسألوا تاريخ روما فى الشرق، واسألوا الفرس عن تاريخهم فى شرق جزيرة العرب، واسألوا حملات الفرنجة (والتى يسميها الغرب بالصليبية)، والتى طاب لها المقام فى فلسطين مائتى عام، واسألوا الدول التى طالما تباهت بأن الشمس لا تغرب عن مستعمراتها، واسألوا الاستعمار الأوروبى وهو يحمل عصاه ويرحل عن المغرب والجزائر وتونس ومصر والشام والعراق والهند وإندونيسيا والصومال.. اسألوا جنوب أفريقيا ونظام التمييز العنصرى وما آل إليه، اسألوا كل هؤلاء لتعلموا من جديد أن الزوال هو مصير المعتدين، وأن كل قوة متسلطة، كما يقول ابن خلدون، محكوم عليها بالانحطاط!!.