السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

تعطل حركة النقل في باريس

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعطلت حركة النقل مع استعداد باريس، اليوم السبت، لذروة فيضان نهر السين الذى استمر منسوب المياه فيه بالارتفاع رغم التوقعات بأن لا يبلغ المستوى الذى وصل إليه عام 2016.

وبعد شهر من الأمطار الاستثنائية، بلغ منسوب النهر الذى يعبر العاصمة الفرنسية 5،70 مترا صباح السبت، أى بزيادة أكثر من أربع درجات من مستواه الطبيعى.

وتوقع خبراء الأرصاد الجوية ارتفاع منسوب مياه نهر السين مجددا خلال عطلة نهاية الأسبوع، لكن دون أن يصل إلى الذروة التى بلغها عام 2016 (6،10 أمتار) عندما نقلت أعمال فنية من متحف اللوفر وأغلق متحف أورساى أبوابه.

لكن السيناريو الأسوأ الذى يخشاه معظم الباريسيين وهو فيضان كذاك الذى حصل عام 1910 عندما بلغ منسوب مياه السين 8،62 مترا، هو أمر مستبعد تماما مع التوقعات بأن تشهد الأيام القادمة طقسا أكثر جفافا.

وبدأ بعض التسرب يظهر فى بعض الطوابق السفلية للمبانى الجمعة فيما اضطر بعض السكان القاطنين على أطراف المدينة لاستخدام القوارب للتنقل فى الشوارع التى غمرتها المياه، وتأهبت إدارات متاحف اللوفر واورساى وأورانجرى حيث أغلق الطابق السفلى من جناح الفنون الإسلامية فى اللوفر أمام الزوار.

وتم الجمعة إخلاء مركز صحى فى إحدى الضواحى الواقعة فى شمال غرب باريس حيث كان 86 مريضا يتلقون الرعاية، وأفادت الشرطة أنه تم إجلاء أكثر من 650 شخصا من منازلهم فى منطقة باريس وانقطعت الكهرباء عن أكثر من الف شخص وأغلقت عدة مدارس.

لكن هيئة مراقبة الفيضانات (فيجيكرو) خفضت الجمعة تقديراتها للارتفاع المحتمل لمستوى السين حيث أشارت إلى أنه سيبلغ ما بين 5،8 وستة أمتار بين فترة بعد ظهر السبت وصباح الأحد، مقارنة بتقديرات سابقة تحدثت عن بلوغه 6،2 مترا.

إلا أن هذا لا يزال يعنى أن منسوب السين تجاوز بأربعة أو خمسة أمتار مستواه الطبيعي، ما تسبب بصعوبات لمستخدمى الطرقات والسكان الذى يقطنون قرب ضفتيه.

وقال الحارس جوا دى ماسيد الذى يعمل فى مبنى سكنى فى الجادة الـ16 الراقية فى باريس "هناك ست شقق فى الطابق السفلي. كان علينا وضع حواجز فى الخارج لمنع تحطم النوافذ وغمر المياه لكل شئ"، وداخل الشقق، رفعت المفروشات عن الأرض مع تسرب المياه عبر الجدران.

وفقا لخدمة الأرصاد الجوية الفرنسية، تعد الفترة بين ديسمبرويناير الثالثة التى يسجل فيها هطول كبير للأمطار منذ بدأ جمع المعلومات عام 1900، وتوقفت حركة الملاحة فى السين، ما منع السياح من استخدام القوارب الرائجة لمشاهدة معالم العاصمة السياحية.

لكن خبراء الأرصاد أكدوا أن هطول الأمطار فى الأيام الأخيرة لم يكن كافيا لرفع منسوب نهر السين إلى مستويات تفوق توقعاتهم، وقال فرانسوا دوكين من وكالة "فيجيكرو" انه "اطمأنينا الى أنها (الأمطار) ستبقى منسوب المياه مرتفعا لكنها لن تزيدها".

وأفادت "فيجيكرو" أن الوضع شهد تحسنا السبت حيث خفضت درجة التأهب إلى "أصفر" من "برتقالى".

وأفاد مدير منع المخاطر فى وزارة البيئة الفرنسية "فى حال هطلت الأمطار مجددا انطلاقا من منتصف الأسبوع المقبل، وهو أمر لست متأكدا منه فى هذه المرحلة، فسيعنى ذلك أننا لم ننته بعد" من هذه المشكلة.

لكن خبراء الأرصاد يرون أنه حتى فى حال تراجعت مستويات المياه، فإن ذلك سيحصل ببطء اذ أن معظم الأراضى فى شمال فرنسا مغمورة بالمياه.

وتم تعليق عمل أحد أكثر خطوط القطارات السريعة اكتظاظا حتى يوم الاربعاء فيما أغلقت كذلك بعض الطرقات السريعة التى تمر بجانب السين، وفيما يمر السين فى باريس عبر قناة عميقة ما يحد من الأضرار الناتجة عن الفيضان على ضفتيه، غمرت المياه عدة مناطق فى الضواحى.

وأغلقت المطاعم العائمة أبوابها على غرار "لو ماركونيه" الذى توقع مديره ايريك مرور خسائر تتجاوز قيمتها 40 ألف يورو. وقال "تركنا دون عمل لمدة شهرين".